عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .
الحوار المتمدن-العدد: 7060 - 2021 / 10 / 28 - 13:56
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
1- استحالة الحب
في الصفحتين 36 و37 من كتاب"خواطر" تساءل الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال (1632- 1677): إذا كان الشخص يحب أحدا، فهل يحبه لجماله أم لجودة حكمه أم لذاكرته؟ بهذا المعنى هل قيمة الشخص نسبية أم مطلقة؟ يجيب باسكال: (إننا لا نحب أحدا إذن، بل نحب فقط صفات معينة). لكن ما هي حجية باسكال؟
- لئن كان هناك شخص يحب أحدا لجماله، فإن داء الجذري يقضي على الجمال دون يقضي على الشخص، والأدهى من ذلك أن الجذري سيقضي على الحب تماما.
- إذا كان هناك شخص يحب أحدا نظرا لجودة حكمه أو قوة ذاكرته، فهل يحبه فعلا يتساءل باسكال!! يجيب بلا، لأن الشخص يمكن أن يفقد تلك الصفات دون أن يفقد ذاته !!
2 - غيرية إدغار موران
ولئن كان باسكال قد وضع بونا بين الأنا والغير، فإن إدغار موران (1921- ....) يرى أن وجود الغير يحمل بعدين:
- أ) بعد إثبات وتأكيد
في الصفحتين 91/ 92 من كتاب: (النهج، إنسانية البشرية، الهوية البشرية)، يؤكد إدغار موران بأن الغير يمكن له أن يكرس نفسه لحب الذات كما في علاقة الأم بطفلها، أو في علاقة عاشقين نتيجة لتعلق أحدهما بالآخر، وهنا حسب إدغار موران يمكن الحديث عن الإيثار الذي قد يصل إلى منح الحياة إلى الصديق والأخ حين إعطائه الدم، أو عضو من الأعضاء. وهذا التأكيد للغير يمكن أن يقدم حتى للحيوانات المريضة أو إلى أنواع في طريقها إلى الانقراض، ومن ثمة يرى إدغار موران أن الإيثار باعتباره تأكيدا للغير قد يشمل جميع مناحي الحياة (ذوينا، أطفالنا، والدينا، وأحبتنا، والحزب الذي ننتمي إليه والوطن).
ب -) بعد نفي
ورغم ذلك، يرتكز وجود الغير من جهة أخرى على نفي الأنا من وجهة نظر إدغار موران، لقد بين التاريخ أمثلة وأشكال كثيرة عن معاداة البشر، بل أحيانا إلى القتل كما فعل قابيل مع أخيه هابيل كما تحكي النصوص اليهودية والاسلامية.
#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟