أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -















المزيد.....


بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7059 - 2021 / 10 / 27 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قدّم اوائل هذا العام رئيس الوزراء بوريس جونسون تقريرا الى البرلمان البريطاني مؤلفا من مائة وستين صفحة كجهد شخصي بحت . قرأت التقرير مرات عدة من موقعي كسوري مهتم بالشأن العام ووجدت فيه الكثير من الحرارة والصدق رغم أنني ورئيس الوزراء على طرفي نقيض , هو محافظ جدا تتجلى محافظته بتقديمه للتقرير على الشكل التالي: (بريطانيا العالمية في عصر تنافسي - المراجعة الشاملة لشون الأمن والدفاع والتنمية والسياسة الخارجية مقدمة الى البرلمان من جانب رئيس وزراء بريطانيا تحت لواء جلالة الملكة ) وأنا وان كنت قد انتقلت من الخانة الشيوعية الى الخانة اللبرالية الا ان الكثير من افكار الشيوعية ما زالت تسيطر على مخي مثل كرهي لكل انواع الملوك . ومع أن الكثير من الأفكار والعبارات نرفزتني في التقرير لكنني وجدت بيني وبين ذلك المحافظ تقاطعات ديمقراطية وسياسية وانسانية كثيرة ذكرّتني بالمرحوم جون ماكين المحافظ مثله والأقرب الى روحي وفكري وقلبي من اوباما وكثير من اليساريين أمثاله ,
التقاطع الأكبر والذي يكاد يكون متطابقا مع أفكاري جاء في حقل التغيرات المناخية , لقد جمع التقرير بشكل خلّاق بين الانساني والطبقي واستفاض في شرح خطر الاحتباس الحراري على البشرية مستقبلا وحذّر من عواقب اهمال الموضوع ان لم يتم معالجته بشكل مشترك ومن الصفحة 125 في التقرير والى الصفحة 160 قدّم لنا سيادة الرئيس معلومات بمنتهى الأهمية تحت عنوان – معالجة التغيرات المناخية والتنوع الحيوي - وفعلا اذا أخذنا بمقترحاته قد نصل الى عام2030 وقد سيطرنا الى حد ما على هذا الخطر الداهم , لكأّن مُعِد التقرير أراد ان يقول ضمنا: لم تصدق توقعاتنا لا كاشتراكيين ولا كرأسماليين حول مسيرة التطور الصاعدة الى الأمام, والواقع يشير الى ان الجنس البشري نوع حي مثله مثل بقية الأنواع وقد ينقرض كما انقرضت الزواحف العملاقة اذا استمرينا على نفس المنوال .
لكنني سأتناول بتفصيل ثلاثة مواضيع أختلف فيها الى حد ما مع التقرير
1- علاقة اللبرالية بالديمقراطية
تًعّد اللبرالية نظاما فلسفيا وسياسيا متكاملا ينطلق من الخاص الى العام, من الملكية الخاصة الى الملكية العامة ويقوم على الحرية بجانبيها السياسي والاقتصادي وهو يقر بأن واقع البشرية الحالي تسود فيه ملكية غير متساوية في المجتمع ,والحرية تعزز هذا التفاوت بسبب مواهب وقدرات الأفراد الشخصية يدعمها ما يرثون أيضا من آبائهم وأجدادهم, هنا يأتي دور الدولة لجعل هذا التفاوت في الملكية معقولا وقائما على ما يبذلون من جهود في العمل ,وقد عرض فلاسفة قرن الأنوار نظام اللبرالية بدقة وشرحوا باستفاضه وجوب ان تقوم اللبرالية على دعامتين أساسيتين من اجل الحرية المبتغاة لها هما الاصلاح والأخلاق او القيم , اللبرالية تدعو الى الاصلاح وليس الى الثورة , اللبرالية ترى ان الثورة هدم وبناء في حين يتفوق عليها الاصلاح كونه بناء على البناء , اللبرالية ضد العنف بما فيه الثوري, اما الأخلاق والقيم فهي لازمة للبرالية نفس لزوم الاصلاح .
باختصار الحرية بعرف الفلاسفة اللبراليين ليست جانب واحد بل جانبين اقتصادي وسياسي , والجانب الاقتصادي لن يستقيم الا مع تدخل الدولة لتخلق اقتصادا لا يقوم على ما هو كائن فقط , بل على ما يمكن ان يكون , أي تحقيق التطور الاقتصادي ضمن القيم الانسانية ولمصلحة المجتمع ككل . ان الفقر والبطالة لا يدلان على فشل أخلاقي او خلل شخصي لدى الأفراد , بل على العجز البنيوي للاقتصاد الذي يجّرد بعض الناس باستمرار من الحاجات الأساسية لحياتهم .
واذا كانت اللبرالية نظاما فان الديمقراطية ليست كذلك بل هي آلية في الحكم وليست مرتبطة باللبرالية ابدا وأقدم منها في التاريخ ولا تشترط العدالة الاجتماعية مثل اللبرالية ولها سلبياتها وايجابياتها, ومن سلبياتها أنها قد تحمل الى الحكم شخص مثل هتلر او ترامب او بن لادن وذلك عائد لأسباب عديدة تحتاج الى معالجة في موضوع مستقل, لكن عندما تقترن اللبرالية بالديمقراطية تعطي افضل النتائج لتطور المجتمعات .
لكن تحوير الفلسفة اللبرالية الذي تّم فيما بعد على يد اللبراليين الجدد في اوروبا بحيث دمجوا اللبرالية بالديمقراطية لتبدو اللبرالية وكأنها مع حرية السوق - دعه يعمل دعه يمر- بما فيه حرية الموت جوعا أوصل المجتمعات الغربية التي تُحكم باسم اللبرالية الى المأزق الحالي . هذا الفهم للبرالية أوصلنا الى انقسام مريع في اوروبا وامريكا بين حفنة لاتتجاوز 3% وبين باقي المجتمع , هذه اللبرالية شوّهت الجانب الجيد في الرأسمالية ودعمت الجانب الرديء من خلال اعتمادها على المصالح الدولية وإهمالها القيم والأخلاق التي دعت اليها كل الشرائع السماوية والأرضية. هذا يعني يا سيادة الرئيس أن ديمقراطيتكم اللبرالية وأسواقها الحرة لم تبدوا النموذج الأفضل لتَقُدم الانسانية على الصعيدين الاجتماعي والسياسي كما يقول تقريركم بدليل اعترافك في التقرير على أن الأنظمة الاستبدادية أصبحت أكثر تعنتا وانتشارا في مختلف انحاء العالم ولا يطعم الساسي خبزا وصفك لروسيا وكوبا وكوريا الديمقراطية وفنزويلا بأنها انظمة انتهازية , واعتقد لو ان انظمتكم اللبرالية فهمت فهما صحيحا العلاقة بين اللبرالية والديمقراطية ولم تهمل جانب العدالة الاجتماعية التي تصر عليها الفلسفة اللبرالية الأصلية ومن ثم وازنت بين القيم والمصالح لما كانت قد بدت للعالم بصورتها الحالية وكأنها استبدلت عبادة الله بعبادة المال , ومازال امامكم اذا عدتم الى لبرالية قرن الأنوار لكي تبدو أنظمتكم كمثال يحتذى بدلا من ان يتطلعوا من جديد الى استحضار نموذج المستبد العادل في التاريخ , ان اعترافكم بالتهرب الضريبي يفتح لنا باب الامل بأنكم جادون في تطوير المجتمعات وتصليح اخطائكم حول محاباة الأغنياء على حساب الفقراء وجعلهم قادرين على التهرب الضريبي بطرق متعددة في انظمتكم ليقع العبء الأساسي للضرائب على الفقراء .
2- موضوع الارهاب
الموضوع الثاني الذي أولاه التقرير أهمية هو موضوع الارهاب الذي يضرب أطنابه حاليا في العالم وقد عالجه تحت هذه الفقرة : تعزيز الأمن والدفاع في الداخل والخارج وعلى مدى صفحات عديدة لاجديد فيها ولا تخرج عن رؤية كل الدول العظمى في الغرب والشرق . جميعها معنية بإدارة ملف الإرهاب بحيث لا تتأثر مصالح دولها ولا تنخفض أرباح شركاتها, أعتقد ان سبب الارهاب الحالي الرئيسي هو سوء توزيع الثروة على المستوى العالمي , الارهاب والفقر صنوان وحاضنة الارهاب هو الفقر ولو ان قيادة الدول تنطّحت للفقر وحاولت تجفيف منابعه عبر تنمية اجتماعية عريضة لما كان الارهاب بهذا الشكل وهم بكل اسف مصرين على طريقتهم السابقة وجميعهم يقفون وراء بوتين لكي يجففوا الارهاب على طريقة غروزني مع كل اسف .
لكنني سأقف هنا عند هذه الفقرة التي قلتها في الصفحة 115 (لا يزال الإرهاب الاسلامي يشكل التهديد الرئيسي للملكة المتحدة ). لأن الحوار حولها مفيد لأوروبا والمسلمين معا .
ان الدين الاسلامي أقرب للثورات الاجتماعية من الحركات الدينية وهنا خصوصيته ومبرر تسميته دين العقل . حقيقة الأمر الدين هو جنين وثمرة العقل الأولى في التاريخ والاسلام يعد بحق مرحلة الانتقال من السماء الى الأرض من الوحي الى العقل ولذلك عُدّ النبي محمد آخر الأنبياء.
جوانب عديدة في صيرورة الاسلام تبرز تلك الصلة بين الدين الاسلامي والثورة أولها اصرار الاسلام الأول على محاربته لحكم السلالات المرزول الذي ينتقل بالوراثة من الآباء الى الأبناء كما كان سائدا في الامبراطوريتين المجاورتين الروم والفرس وحاول استبداله بحكم الشورى – وأمرهم شورى فيما بينهم - لابل ان الاسلام يتفوق على البلشفية بآيته الكريمة – ولا تزر وازرة وزر أخرى - في حين اشترك كل قادة البلاشفة بيسارهم ويمينهم ووسطهم من لينين الى تروتسكي الى ستالين بوضع قانون الرهائن من أجل حماية الثورة , ولقد جرى للاسلام ما جرى لكل الثورات فيما بعد من صراع على السلطة ليتحول بالنهاية من دين العقل الى دين الايمان . ذاد الطين بلة كونه دين حيث الأديان جميعا تُقدِس انبياءها ورسالاتهم السماوية .
يهمني هنا دور الغرب في تشويهه للإسلام لغاية في نفس يعقوب: لقد أجاد وائل بشارة حلاق في شرحها ضمن كتاب حمل عنوان – الدولة المستحيلة - حيث المكتوب يُقرأ من عنوانه - اكتفي منه بهذه الفقرة التي وردت في ص 294 (لم تستطع الحداثة ودولتها ان تقبلا ولا يمكن لهما ان تقبلا الشريعة بمعايرها لان هذه المعايير أخلاقية وذات نزعة مساواتية بصورة عميقة بينما أنزلت الدولة والعالم التي أنتجته الأخلاق الى منزلة النطاق الثانوي وباختصار شديد كان النطاق المركزي للاستعمار هو الاقتصادي والسياسي وليس الاخلاقي .... تظل الدولة الحديثة في تعاونها وصراعها مع مشروع العولمة منخرطة اشد الانخراط في عالم الوقائع المادي عالم انسان اقتصادي هدفه الحصري الاساسي الربح المادي وهذا يتناقض مع انسان الاسلام الاقتصادي المسلم الذي يسعى الى الثروة والربح ولكنه يظل ملتزما ماديا ونفسيا بالمسؤولية الاجتماعية ...... كان ميل الشريعة الاخلاقي شوكة في جنب الاستعمار في العالم الأسلامي شوكة يتعين نزعها هكذا يلخص القضاء على الشريعة في القرن التاسع عشر كل شيء.) والتخلص من هذا الميل كان عند الغرب الرسمي - ولا أقول الشعبي - بدعم الترويج الى الدين الاسلامي كدين ايمان بدلا من مساعدة من يقول منهم به كدين عقل ,ان نغمة بريطانيا المتمحورة على ارستقراطية ملكية تجاوزها الزمن يفهمها المثقفون المتنورون اسلاميون وغير اسلاميين وكأنها تروج لعائلات قليلة يجري في عروق أبنائها دم ازرق على عكس الدم الأحمر الذي يجري في عروق العامة ,لايعقل لبلد له كل هذا التاريخ التمسك بالملكية تحت حجة التراث وما شابه ذلك .انه على أرض الواقع خدمة لملكيات مطلقة وامارات وسلطنات ومشيخات وُفِّق الشاعر السوري نزار قباني بتسميتها مشايخ البترو دولار. هذا التحالف مع ورثة الدين الاسلامي الذين حولوه من دين العقل الى دين الايمان هو الذي أنتج ظاهرة الجهاديين الحربجيين التي انقلب فيها السحر على الساحر ,ليس عيبا أن نعترف بأخطائنا وان نعود لنفهم اسباب ظاهرة التطرف الاسلامي التي تقف على أرضية واحدة مع كل أنواع التطرف العالمي وهو انقسام المجتمعات الحاد بين حفنة مليارديريين يملكون الثروة والجاه والنفوذ وبين غالبية تكاد تموت جوعا .بدلا من اعتبارك في التقرير أن الإرهاب الاسلامي يشكل التهديد الرئيسي للملكة المتحدة .
3- حول النظام العالمي الجديد
لم تكن الأمم متحدة في قديم الزمان, بل كانت متفرقة وموزعة بين امبراطوريات, كل إمبراطورية كانت تتقلص أو تتوسع تبعا لسلاح ومدافع جيش الأمبراطور. ربما ظهر أول نزوع انساني يريد للقانون أن يأخذ دوره الى جانب القوة في اتفاق وستفاليا, تلاه تشكيل عصبة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى بمبادرة من الدول المنتصرة, ومن ثم هيئة الأمم الحالية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية. عملت الهيئة أول انطلاقتها في كثير من المجالات لصالح الجنس البشري , وكان أهم منجزاتها هو الاعلان العالمي لحقوق الانسان, حيث حشدت له ممثلون من مختلف البلدان وكلّفتهم بصياغته وقدّمته الى جمعيتها العامة وصدر قرار عنها بتاريخ العاشر من كانون الأول عام 1948 والذي ترجم الى خمسمائة لغة في العالم . لكنها بالنهاية تعثّرت مثل سابقتها عصبة الأمم ولنفس السبب أيضا وهو صياغة ميثاقها بما يتناسب مع مصلحة الدول المنتصرة . كان حق الفيتو وما يزال يستخدم في هيئة الأمم لمصلحة الأقوياء والأغنياء في العالم وضد أي تقدم اجتماعي لا يروق لسادة تلك الدول التي تملك حق الفيتو, وفي استعمال امريكا وروسيا لهذا الحق خير شاهد على ذلك .
تفاءل العالم بعد انهيار النظام العالمي السابق, ودخولنا في نظام عالمي جديد أصبحنا فيه قرية كونية نتحرك في سوقها جميعا كبشر من اجل استمرار الحياة وتأمين متطلباتها. من الانصاف القول ان القرن الواحد والعشرين بدأ بداية واعدة بهذا الاتجاه.
- على المستوى السياسي طرح الأمين العام كوفي عنان عام 2001 التساؤل التالي على هيئته . «إذا كان التدخل العسكري لحماية حقوق الإنسان تعدياً على السيادة الوطنية للدولة ذات العلاقة، كيف يمكن لنا أن نتعامل مع إمكانات وجود راوندا جديدة أو سريبربنتسا أخرى، حيث يجري انتهاك منظّم ومنهجي لحقوق الإنسان في شكلٍ يتناقض مع كل مبدأ من مبادئ بشريتنا المشتركة؟». بناء على هذا التساؤل تشكلت لجنة لدراسة الموضوع والتعامل معه, نتج عنها ما سمي مبادرة «مسؤولية الحماية»، اقترحت جملة مبادئ بُنيت على قاعدة أن السيادة الوطنية ليست حقاً، وإنما هي مسؤولية بالدرجة الأولى وعرضت على الجمعية العامة في عام 2005ووافق عليها 191 دولة .
- على المستوى الاقتصادي : وقّعت 191 دولة عضو في هيئة الأمم المتحدة على اعلان الأمم المتحدة للألفية عام 2002 عرف باسم الأهداف الانمائية للألفية (MDG ) ربطت بين الارهاب والفقر .
تشكلت لجنة من خبراء اقتصاديين لرئاسة مشروع الأمم المتحدة للألفية بإدارة مارك مالون براون وعضوية جوزيف شامي والأمريكي جيفري ساكس الذي قال في مشروعه المقدم للخطة عام 2004 ما يلي : علينا استخدام ثروتنا بصورة عاقلة لشفاء كوكب منقسم على نفسه , ولإنهاء معاناة الذين مازالوا مكبلين بالفقر , واقامة رباط مشترك للبشرية , والوصول الى الأمان , وبناء هدف مشترك عبر الثقافات والأقاليم المشتركة .
ج - على المستوى الانساني تشكيل محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة من يرتكب جرائم بحق الانسانية .
تلك الأجواء ساهمت في تحريك ما يعرف برياح التغيير في العالم . ووصلت الى منطقتنا العصية على أي تغيير. لكن الرياح جرت فيما بعد بما لاتشتهي السفن .انعكس اتجاه الريح مع وصول رجل المخابرات الروسية الى ىسدة الحكم وتمكنّه من خلق شعبوية قومية روسية همّها إعادة أمجاد الإمبراطورية الروسية على حساب المناداة بالانسان وحقوقه في العالم. الصورة واضحة الآن لكل من يريد ان يراها بعين العقل لا بعين المصلحة الخاصة ,فزعماء العالم الحاليين يتحركون مثل امبراطوريي القرون الوسطى ويعتمدون على القوة العارية ويضربون عرض الحائط يكل القوانين الدولية الا اذا كانت تخدم تطلعاتهم الأمبراطورية .
يتحدث تقرير الرئيس جونسون وعلى مدى صفحات عديدة وتحت فقرات متنوعة من الصفحة 56 حتى الصفحة 76 عما سماه - تشكيل النظام الدولي المشرع على المستقبل .
أعجبني في التقرير حديثه عن حاجة العالم الى نظام دولي جديد ينسجم مع ما يتطلبه التطور الاجتماعي والبيئي ,
أعجبني بنده الأول الذي يوصي فيه بدعم حقوق الانسان أما البند الثالث من المقترحات فسأنقله حرفيا هنا
(تشكيل النظام الدولي خلال مواكبته للتطورات المستقبلية ولا سيما في مجال الفضاء السيراني والخارجي حيث يشهد امكانات النشاط الاقتصادي والاجتماعي والعسكري توسعا, بينما تكافح القواعد والمعايير المنبثقة في الوقت الراهن لمواكبة تلك التقدم واللحاق بركبه وعلينا أن نسعى بجهد لإرساء نظام فاعل للمساءلة والرقابة يضمن حماية الديمقراطية والحرص منع تجاوز الدولة سلطاتها)
اعجبني فهمه لدولة روسيا والصين الحاليتان والفرق بينهما: ( وستبقى روسيا الديكتاتورية أكبر تهديد مباشر بالنسبة الى المملكة المتحدة لأنها تعتمد على القوة العسكرية العارية وتسمم الكثير من معارضيها على اراضي المملكة ) ص36 ,
( تقوم الصين على نظام استبدادي يتباين عن القيم التي نعتمد عليها تشكل تحديات بالنسبة للمملكة المتحدة وحلفائها على حد سواء , لكن الصين ستساهم في النمو العام أكثر من أي دولة أخرى في العقد المقبل مع تحقيق منافع للاقتصاد العالمي ) ص 89 . وبناء على هذا التقرير كنت أنتظر انعقاد دورة الجمعية العامة لهذا العام وحضورك فيها مع بقية الرؤساء وحديثك بين الرؤساء وعلى مراى ومسمع من العالم عن الحاجة الى نظام عالمي جديد عرضته في التقرير بشكل جلي وبأسلوب رفيع , وبهذا تدعم من موقعك كرئيس لدولة ذات تاريخ حضاري وثقافي عريق تبحث عن الخير للانسانية وتقف ضد الشر كما جاء في التقرير وتعطي الأمل لتيار ناشئ في قلب امريكا يريد من دولته أن تجلس على طاولة دول العالم مثل بقية الدول وليس على رأس الطاولة ليبحثوا عن حل مشترك لما نعاني منه جميعا مثل التغيرات المناخية وغيرها , هؤلاء مثلك يرون المخرج مما يعانيه العالم من أزمات هو نظام عالمي جديد يكون فيه الانساني اهم من الطبقي . نظام عالمي جديد يساعد الشعوب وانتفاضاتها , نظام عالمي جديد تساعد فيه الدول الغنية الدول المتخلفة لتجاوز نخلفها, كثيرون أبدعوا في هذا المضمار قبلك وعلى راسهم صموئيل هنتنغتون الذي قرأ بعيني نبي أحداث أيلول 2001 قبل ان تقع , منبها الى ان تلك السياسة الخاطئة للدول الحالية – وعلى رأسها الادارة الأمريكية - ستقود اذا ما استمرت على نفس المنوال الى خراب عام يوّلده صدام الحضارات نتيجة تلك السياسات بدلا من حوارها مع بعضها . هذا في مجال السياسة أما في مجال الفلسفة فقد ابدع الفيلسوف اللبرالي الأمريكي جون رويلز الذي حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة ( فلسفة الاخلاق) من جامعة برينستون عام 1950 وعمل أستاذا للفلسفة في جامعة هارفارد منذ عام 1962 وحتى وفاته في عام 2002 وكانت له إضافات حقيقية في حقل الليبرالية السياسية وفد عرض لنا وجهة نظره لحسن حظنا قبل وفاته في كتاب سّماه - العدالة كإنصاف. يهمني منه هنا تحذيره من استمرار امريكا في محاولة فرض هيمنتها على العالم بالقوة الناعمة او الخشنة وتجاهلها لدول منافسة كالصين بدلا من التعاون معا لخلق عالم أفضل وأكثر انسانية للجميع وهو بذلك يتابع جهد أستاذه اللبرالي جون ستوارت ميل الذي قال في كتابه - اسس اللبرالية السياسة - صفحة 228 ما يلي ( أني لا أرى لفريق من الناس الحق في اكراه غيره على التقدم في طريق المدنية مادام الذين يعانون من تطبيق القوانين الفاسدة لم يطلبوا العون من احد , الا اذا كان تدخلهم بعد إقناع جميع الناس الين يعنيهم الأمر بذلك )
بدلا من ذلك وبكل اسف شهدنا تحالفا جديدا بين دولتك واستراليا وبريطانيا قد يعيد العالم الى اجواء الحرب الباردة والتي قد تنتهي بطوفان يتحدث عنه الشارع العام في كل مكان بيمينه ويساره والذي بدأ الياس يسيطر عليه من هذا التكرار الأبدي لسيطرة الظالمين على المظلومين لكأنهم يتبّنون قول الشاعر المعري بعد ان يئسوا
والأرض للطوفان مشتاقة لعلها من درن تُغسل
بكل الأحوال يبقى تقريرك الشخصي داعما لاتجاه عالمي على الأرض يسعى للتخلص من اعلاء الطبقي والقومي على الانساني في عالمنا المعولم الحالي .
كامل عباس – اللاذقية
....................................................................

المؤلف في سطور .
- ولد كامل عباس في قرية بشراغي التابعة لمنطقة جبلة عام 1949 .
- تخرّج من جامعة دمشق – كلية العلوم – عام 1970 .
- عيين مدرسا في ثانويات اللاذقية عام 1971 .
- تّمت مطاردته من قبل رجال الأمن في 24 آذار عام 1977 بتهمة الانتماء الى رابطة العمل الشيوعي .
- حمل السلاح في جنوب لبنان الى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في صيف عام 1977 .
- حمل السلاح الى جانب الجبهة الشعبية لتحرير عمان في اقليم ظفار عام 1978.
- اعتقل في 25 آب عام 1981 .
- خرج من السجن في 16 أيلول عام 1994 محكوم ومجرد مدنيا .
- تزوج عام 1997 ورزق ثلاثة أطفال وعمل في مطاعم وأفران اللاذقية من اجل إعالة أسرته .
- اعتقل في الثامن من آذار عام 2004 من امام البرلمان السوري في دمشق مع آخرين كانوا يتظاهرون من أجل رفع قانون الطوارئ واخلي سبيلهم نهاية اليوم .
- اعتقل في 15/8/2005 لعدة ساعات مع رفاق له بسبب نشاطهم في منتدى الحوار الوطني باللاذقية ورفضهم الاستجابة لطلب الأمن في عدم عقد جلسته الأخيرة ذلك اليوم .
- واتته الشجاعة والمعرفة من خلال جلسات المنتدى ليشهر انتقاله من الخانة الماركسية الى الخانة اللبرالية عكس ما كان يطمح غالبية أعضاء المنتدى .
- اعتقل لمدة 48 ساعة في 12/12 /2007 بعد حضوره المجلس الوطني لإعلان دمشق .
- أعتقل بتاريخ 17/11/2012 اثر نشاطه في هيئة اعلان دمشق باللاذقية وأحيل الى محكمة أخلت سبيله بكفالة في 5/2/2013 .
- اعتقل بتاريخ 29 /7/ 2019 من قبل فرع الامن الجنائي في اللاذقية بتهمة الارهاب وخرج بعد اثني عشر يوما .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية طائر الخراب تمتع , لكن هل تفيد ؟!
- رواية - تقرير الهدهد – تمتع وتفيد أكثر من رواية - آيات شيطان ...
- درعا وانكسارا لأحلام في سوريا
- العتب على قدر المحبة يا دار فواصل
- برلين تقع في الشرق أم في الغرب ؟
- إصلاح النظام العالمي الحالي أصبح ضرورة موضوعية مُلِّحة
- قمة بايدن – بوتين : لاجديد تحت الشمس .
- الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الى أين ؟
- شارون بالا صحفية موهوبة أكثر منها كروائية
- كيف تحّول الحلم إلى كابوس في رواية الترب الأمريكي ؟
- قراءة ثانية في كتاب – الدولة القومية خلافا لإرادتها –
- صدمتني مذكرات نيلسون مانديلا
- هل انهزمت الثورة السورية (2)
- هل انهزمت الثورة السورية ؟
- عن الدولة والعقد الاجتماعي والهوية. رد وتعقيب
- رد وتعقيب على مقال رستم محمود – عفرين صورة عارية لسوريا وثور ...
- شعبان المهاجر
- التقرير السنوي * كلما جاءت سنة لعنت أختها
- المعارضة السورية في طور النهوض
- الشعب الأمريكي يعيد الثقة بالديمقراطية السياسية المهزوزة هذه ...


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - بريطانيا العالمية في عصر تنافسي – حوار ونقد -