أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن يمر أبداً …















المزيد.....

السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن يمر أبداً …


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 18:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ بدايةً ، عمت شوارع الخرطوم التظاهرات ، وكانوا الناس يجبون شوارع المدنية رغم معرفتهم وتيقنهم أنهم على موعد مع الموت ، هنا 👈 العبرة ، وهنا أيضاً 👉 العديد من صفوة الدلالة وكرامة الناس ، لقد أثبت الشعب السوداني أن زمن العرب مازال يدخر الكثير من الطاقات ، وبالرغم من الدورات المدهشة ، التى أعتقد البعض أنها أخلت الحياة من معناها ، إلا أن مع كل جديد ، يثبت هذا الشعب الطيب أصالته واستعداده على تقديم التضحية تلو الأخرى ، بالطبع ، الفارق هنا 👈 كبير وعميق ، بل لا أعتقد 🤨 بقدر أنني أجزم ، بأن الأغلبية الساحقة من السياسيين في العالم أو على وجه التحديد في المنطقة العربية ، لا يميزون بين العسكرية الأمريكية 🇺🇸 التى تدير إدارة البيت الأبيض 🏡 والعسكرية العربية التى اعتادت الوصول إلى سدة الحكم عبر الدبابات ، أي باختصار ، بالانقلاب على إرادة الشعوب ، والفارق هنا 👈يقتصر شرحه على أن الجالس خلف المكتب البيضاوي قد يكون على الأغلب خريج الكلية الحربية أو أمضى وقتًا في الجيش أو أيضاً شارك في الحروب أو في عمليات استخباراتية خاصة ، لكنه ما هو مؤكد ، لقد تكونت بنيويته في مجتمع قائم على التنافسية والحياة الديموقراطية ، ثم أمضى زمنًا بين جدران الجامعات العريقة والتى ينتمي لها أهم النخب العالمية في الفلسفة والفكر الاجتماعي ، بالإضافة ، أن هذه الجامعات تعتبر واحة تنافسية للحزبين الديمقراطي والجمهوري ، أي أن الطالب هناك 👉 يكتسب في أول عمره دروس عميقة عن حيوية الديمقراطية ، التى تجعل من أي شخص يتعرف على الفارق بين الحكم الرشيد والاستبداد ، أما في المقابل ، هو الجانب العربي أو أيضاً وبالأحرى يمتد هذا النوع بين الدول النامية عامة ، فالمجتمعات والكليات العسكرية لهذه البلدان سواء بسواء فاقدتين للحدود الدنيا لمعرفة الحكم الرشيد وتداول السلطة أو الإنتاج أو الفكر التراكمي الذي يخلق أفكار 💡 للمجتمع خلاقة والتى تساهم في تعزيز قدراته الشخصية وتعكس بصفة عامة على التطور ، بل ، وهو صحيح حسب التجربة الطويلة ، فالعسكرية العربية الشيء الوحيد التى استطاعت انتاجه ، هو الاستبداد ، وبالتالي ، الخلاصة كما نشاهدها في السودان 🇸🇩 ، الحكاية محصورة بين النياشين والأوسمة على الصدور ، بالرغم أن العسكرية السودانية انهزمت في جميع حروبها الحدودية أو الحكومية مع الجهوية والقومية ، لكن من حق المرء أن يتعجب ، وعجبه يكمن في ذاك السؤال ، ما هو الاستحقاق الذي يستحقه العسكري العربي لكي يُنشن صدره أو يوسمه .

وكما يتوجب الإشارة له ، ولعل من الخير العودة للتاريخ الحديث ، فالقصة الخلفية تتيح للمراقب فهم القادم ، منذ عام 1955م ، يخوض السودان 🇸🇩 حروب أهلية ، الأولى والثانية ، حرب العصابات في الجنوب التى نادت بالانفصال نتيجة الاستبداد والمظالم والعنصرية ، وامتدت الحروب بلا هوادة وسجلت مئات الألف من الضحايا إلى أن الثورة التى قامت في الخرطوم وأسقطت الرئيس الانقلابي ( البشير ) وضعت حد لهذه الدماء ، وهنا للتاريخ ، المراقب يُسجل ، فجميع الإدارات التى حكمت السودان 🇸🇩 ، أثبتت عدم قدرتها على التعامل مع مشاكل التنوع العرقي ومعالجة ملف الاقتصاد ، فكانت الانقلابات العسكرية الدليل الأوضح على تعريض البلد للتقسيم ، تماماً 👌 كما حصل مع الجنوب ، خسر السودان من أمنه القومي وجعل مصر في مرمى 🥅 الأهداف المجهولة ، فبلد مثل السودان 🇸🇩 يمتلك حالياً وهذا ليس بخافي على أحد وبالأخص عن مصر 🇪🇬 ، 6 جيوش على أرضه ، وهي أهم وأحد مشاكله العالقة والتى أسس لها البشير ، وكان الأخير في السنوات ما قبل خلعه قد دفع بتأسيس قوات الدعم السريع ، وبالتالي ، تركيبة الماضي التى كانت مسؤولة عن فكفكت الجامع السوداني وقبلت بتقسيمه ، لأنها ببساطة عجزت أن تكون إدارة جامعة للدولة والجغرافيا ، واليوم ترسم هذه الطبقة الفاسدة ، وهنا للتنويه ، فسادها لا يقتصر على المال ، بل هي فاشلة 😣 على كافة المستويات باستنثاء رص النياشين والأوسمة على صدروها ، إذنً ، ترسم ومن جديد معركتها مع الشعب ، معركة من الجدير تسميتها بالوجودية ، وبالتالي ، بادئ ذي بدء ، لم يكن إدعاء العسكر في الآونة الأخيرة وتصديهم للانقلاب المزعوم حقيقي ، بل هو سيناريو مفبرك من قيادة الجيش من أجل 🙌 هذه اللحظة التى تم التخطيط لها ، نعم 👏 يراد للسودان العودة بالعقارب الساعة إلى عهد الاستبداد .

ولا يجوز للمرء أو أن يكتفي القارئ العادي أو المختص بالقول أن النزاع يدور حول طريقة الاصلاحات ، بل ما هو المطلوب ، الالتزام بالدقة في توصيف هذه الطبقة المستبدة والفاسدة والتى لا تخبئ طابعها القديم المتجدد ، لقد تعالى الشعب السوداني في كل مرة على جراحه من أجل إيصال السودان 🇸🇩 إلى بر الأمن ، تجاهل تاريخ العسكر المخزي ، الفساد والهزائم وضياع جزء كبير من أرض السودان ، وايضاً ، الحروب المجنونة ومن ثم أخيراً ، عض على جراحه عندما قفز على حادثة مجزرة فض الاعتصام ، بالفعل ، نيابةً عن الشعب ، أخذت القوى المدنية قرار بتجاوز جميع السوابق من أجل إعلاء مصالح السودان 🇸🇩 العليا والوصول بالبلد إلى اليوم الديمقراطي ،( الانتخابات) ، لكن هذه الطبقة كانت واليوم مازالت مستمرة بمنع تحرير السودان وطي صفحة الماضي ، فجاؤوا بفكرة جديدة ، وكما أعتقدوا أن إجراءات التى أستخدامها الرئيس التونسي 🇹🇳 قد تصلح في السودان ، وبالتالي ، هذه الخطوة تشير وهي دالة صريحة على محدودية تفكيرهم ، فحكومة عبدالله حمدوك ، استطاعت تحقيق 🤨 انجازات وفي عام واحد ☝ ما لم تحققه أي دولة عربية في 100 عام ، وهي حكومة ينظر 👀 لها في الغرب وفي أروقة البنك الدولي على أنها ذات كفاءة عالية وتتحلى بالاختصاص وقادرة على صنع السلام الأهلي ، وبالفعل ، تحقق ذلك ، لأن الأطراف المتصارعة ، شعروا بأن في الخرطوم أصبح لديهم حكومة جامعة وتتمتع بالشفافية وحققت إنجازات جذرية على الصعد الحريات ودمقرطة المجمتع وباشرت في وضع أسس لاقتصاد وطني هادف ، لكن هيهات أن تستوعب هذه الطبقة أن جميع النياشين التى وضعوها على صدورهم ، ليست سوى إشارات على فشلهم وفي كافة المستويات ، ولأن الفاشل على الدوام لديه حربه الوجدية ، التى تأمن له الاستمرار ولو على حساب الوطن ، فسارعوا للاستعانة بالتجربة التونسية 🇹🇳 ، وضرورة التدخل عسكرياً والإطاحة بحكومة حمدوك ورجال الثورة من أجل 🙌 جلب قوة مدنية تواطأت على الوطن تاريخياً وعلى قياسهم ، والتى كانت إلى اللحظة الأخيرة متحالفة مع الرئيس المخلوع ، وفي مقدمتهم مسؤول حركة تعطيل الموانئ .

وهذا كله له أبعد مصلحية ، المصالح هي أساس الخلافات وجوهرها ، لأن كيف يمكن تفسير وتبرير تحرك الجيش من أجل 🙌 إنقاذ البلد كما يدعي من الحكومة المدنية ، التى لم يمر عليها سوى عام واحد ☝ ، وفي ذات الوقت ، المنقذ قد أخذ فرصته لمدة 66 عاماً في الحكم ، لكن القصة كلها تكمن في موعد اقتراب تسليم المكون المدني السلطة بالكامل ، باتت المصالح العسكر على المحك ، فهؤلاء لديهم خصوصية مالية منفصلة عن رقابة الدولة ومالية الحكومة ، هناك شركات وموانئ ، بالإضافة إلى تجارة قوات الدعم السريع ، فالقسط الأعظم من المنتميين لها غير متعلمين ، ولم يحظوا بتعليم في الكلية الحربية ، ويعتمدون على تجارة التهريب ، وبالتالي ، قد تكون الخلاصة الأمثل التى تشخص السودان 🇸🇩 ، أنه واقع بين مجموعة لا يعلم بها سوى الله .

بل ببساطة فصيحة بذاتها ، كانوا المنتفضين في السودان عنصر استيقاظي لضمائر عشرات الملايين في العالم بل مليارات من الناس ، فالثورة السودانية 🇸🇩 بفضل الإعلام ، تحولت شأن عالمي ، ليس على المستوى الحكومات والأجهزة الاستخبارات فحسب ، بل هي شأن يخص شعوب العالم ، وبالتالي ، أصبح السودان 🇸🇩 يتمتع بحصانة من الانقلابات حتى لو جازف البعض وأقدم على ذلك ، فإن مصير ذلك الفشل المضمون أو التقسيم المؤكد . والسلام ✍



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعرية بقرار ذاتي / من عين المخبر إلى عدسة كاميرات 🎥 ...
- حتى الآن 800 آلف مقاتل 👮‍♂👩🏿‍& ...
- الاستعمار مازال مستمر / لكن بطريقة تتناسب مع التطور الكوني / ...
- مافيويون بأقنعة سياسيين ، مافيِة كل شيء …
- التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴 ...
- أنتصار ✌أكتوبر 🇪🇬 ، العبور الذي غير ال ...
- هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً ...
- بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و ...
- فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا ...
- عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
- من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
- الهوية الجامعة والتراث المتعدد
- رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...
- نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
- زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
- صراع داخل البيت ...
- درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة ...
- ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة ...
- الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
- الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - السودان 🇸🇩 أصبح له مناعة من الانقلابات ، لن يمر أبداً …