أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 7














المزيد.....

# من أرشيفي القديم # 7


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


هكذا احتفى القاص الكبير الراحل (عبد الستار ناصر) بمجموعتي البكر
# كائنات ليست صغيرة #

كائنات ( صلاح زنكنه) الصغيرة، لم تكن كذلك، فقد هرب بعضها من قفص الكاتب وراح الى جهة مجهولة لا يدري بها حتى الكاتب نفسه، ولعل حكايته الأولى (وحشة) خير دليل على ذلك، وأعني به عالم (العميان) الذي رسمه بكثير من الجمال والشاعرية المريرة.
لابد من العثور على حقيقة هذا العنوان الذي لا يناسب مجموعته الصغيرة، هل يختار الكاتب محض واحدة من قصصه لتصبح عنوانا (نموذجيا } لإبداعه ؟ أنا شخصيا لم أعد أرى ذلك، ولا أوافق عليه ـ مع نفسي طبعا وليس مع الآخر ـ وصار على كاتبنا الشاب صلاح زنكنه أن يفتش عن اسم لمجموعته من خارج العناوين جميعها .. والسبب بسيط جداً ، ذلك أن الكتاب برمته أن يبحث في الوجع المعاصر لإنسان القرن العشرين ، وقد نجح زنكنه في طرق الأبواب كلها ، فكيف أغفل أول باب من أبواب إبداعه ؟ يختار الكاتب مقطعا من الشاعر اليوناني (كافافي) سبق للعشرات من المبدعين العرب اختياره في مقدمة أعمالهم ورأيت أن (صلاح زنكنه) من الذكاء بحيث كان عليه البحث عن كلمة غير هذه لتكون مقدمة كتابه الجميل المتميز.
أقول ذلك وأنا أتذكر وأشير بهدوء الى سهولة أن نختار ما هو بين اليدين، وليس ما ينبغي أن نكتشفه بأنفسنا من (كلمات) مأثورة لكتاب عراقي تمكن أن يقطع الشوط الأول بذكاء وخبرة واحساس عميق.
هل تسمحون لي أن أبارك فيه ما جاء في قصص (الشبيـه) و (اعـدام) (والمتـواليـة) و (الخروف) و (العطب) ؟ أنها بحق تستحق الإعجاب والكتابة عنها, ولعل أكثر ما أخاف عليه عند (صلاح) أن يقف مكتوف اليدين أمام القصة القصيرة جداً, ويكف عن سبر أغوار الكتابة مستقبلا في شكل غير هذا، فهو إذا ما اكتفى بهذا الشكل سيرى نفسه في مهب رياح الإبداع، منزويا مع تجربة تتكرر وليس من نجاة - عندها ـ سوى الصمت.
دعوني أعترف أن صلاح زنكنه والى جانبه خالد مطلك وبعض الشباب من مبدعينا في القصة القصيرة، إنما يصنعون الكثير من (العجب) المذهل الذي نحتاج اليه، لكنني في الوقت نفسه لا أمنع نفسي من الخوف عليهم إذا ما تسربت الظنون : أن هذا يكفي .. لا شيء في الإبداع (يكفي) أبداً والمهم أن نعثر على بقية خطواتنا ونحن نمشي وراء بوصلة الاكتشاف الأبدية الذي سيخطئ - فعلا ـ من يعتقد بأنها مرسومة بحدود أو مقيدة بسلاسل الاكتفاء (إننا كتبنا ما علينا وهذا هو المهم) إذا كنا سنفكر بهذه الطريقة فليس من شك أن الخسارة ستأتي بطريقة قاسية، ذلك أن سنوات المبدع الحقيقي إنما هي منذورة للإبداع وحده، وقد بدأ صلاح زنكنه الخطوة الصعبة وأرجو من الله أن يبتعد (منذ الآن) عن كلمات المعجبين التي ستسقط - حتما ـ على الارض كما الزجاج المكسور.
لماذا نشير الى قصص دون سواها ؟ ذلك أن المبدع ـ أي مبدع في الكرة الارضية ـ له عثراته وكبواته، تماماً كما الحصان الجامح القوي، الذي يريد أن يصل بسرعة الى نهاية خط السباق ليفوز .. وقد فعلها صلاح زنكنة وهو يسابق نفسه إلى الشوط الذي يريد أن يصل إليه قبل أقرانهُ من الشباب وله الكثير من الحق في ذلك، والسبب هو الذي قرأنا عنه وعشنا فيه منذ عشرات السنين وأعني به : الخوف من سرقة (المشروع) الذي يعمل فيه المبدع (هذا) لئلا يستولي عليه المبدع (ذاك)
ومن هنا، من هذا الاحساس رأينا (زنكنه) يكتب قصة (الخروف) وهي واحدة من أفضل أعماله القصيرة جداً، وكذلك قصة (وحشة) التي بدأ بها الكتاب .. وطبعا لا يمكن ترك قصته الرائعة (فصام سري) خلف الذاكرة، فهي واحدة من النماذج التي يستحق صلاح أن يفخر بها اليوم وغداً، لاسيما إذا ما ادركته الشيخوخة وتذكر أنهُ ذات يوم ـ في سنة ما ـ كان قد كتب شيئاً كهذا .. هذه القصة تحكي قصة من أجمل حالات الغرائب، لكنها الغرائب، التي تقترب من الغربة دون أن تكونها كما تقترب من الغرابة ولا تريدها, فهي حكاية رجل وزوجته في محنة مشتركة هذا يرى، وتلك ترى, وكلاهما لا يعرف حقيقة ما بينهما من شركة وانفصام وهي ـ دون أن يدري صلاح أو ربما كان يدري واحدة من قصص الحب التي ذهبت سهواً إلى سرداب الشك على غفلة من الكاتب نفسه.
وإذا ما كتب أديب ما في (باريس) أو (روما) مثلاً لصارت (نموذجاً) سنأتي على الحديث عنه وراء كل مائدة, وخلف كل نافذة من خصاص البيوت، بينما قد تنتهي قصة كهذه الى بحور الغفلة والصمت مادام كتابها ليس سوى (صلاح زنكنه) وليس (راموري ترامو) القادم من أعلى (المسيسبي) .
كائنات صغيرة ولاسيما قصة (وحشة والخروف وفصام سري) إنما تقف بين الاعمال العراقية - في هذا اللون القصصي القصير جداً ـ بمنزلة الشاهد على جيل قرر أن يكون، ونرجو أن (يفعلها) فعلا.
أخيرا، ليس من شك في أن ما أَكتبهُ - مع هذه السطور الموجزة ـ لم يكن غير تحية حب لكاتب عراقي أنظر الى مستقبلهُ بحرص أصيل، وأرى في أبناء جيله، ـ كما أرى فيه - هوية أعوام ستاتي بخير قصصي نحن اليوم ـ وبعد كل ما جرى من قسوة الظروف - بأمس الحاجة إليهم, وإليه .
عبد الستار ناصر
جريدة العراق 8 / 6 / 1996



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- # من أرشيفي القديم # 6
- # من أرشيفي القديم # 4
- # من أرشيفي القديم # 5
- في الشأن الثقافي 2
- # من أرشيقي القديم # 3
- # من أرشيفي القديم # 2
- # من أرشيفي القديم # 1
- تغريدات ساخنة 5
- هؤلاء علموني
- أسماء وعلامات
- في استذكار أحمد يعقوب
- الوقوف على ساق واحدة / رواية عراقية جديدة
- في هجاء الثقافة والمثقف
- الإسلام .. بين الخرافة والخداع والأوهام
- الخليل ابراهيم .. رحلة في جوهر الديانات الثلاث
- سماحيات 23
- مغالطات النقد الترقيعي
- # تشابه العبرية والعربية #
- سماحيات 22
- مفارقات الترجمة الحرفية


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - # من أرشيفي القديم # 7