فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من أجل الوصول إلى الأسباب ونتائج الانتخابات في 10/ تشرين أول/ 2021 نسترشد بالمعلومات المتخلصة من التجربة والواقع العراقي للفترة ما قبل الانتخابات ونستند على الأسباب والنتائج .. إن فترة الحكم بعد عام/ 2003 استند على المحاصصة الطائفية والمحسوبية والمنسوبية وأفرزت نظام حكم تفشى فيه الفساد الإداري ورجال حكم وسلطة ومصالح وليس حكام دولة أميون وجهلة مستخلصة من التجربة والواقع والمعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية من حيث الرجل الذي تولى سلطة الحكم واستلم المسؤولية حسب القاعدة التوافقية والمصلحية بين الكتل والطوائف والمحسوبية والمنسوبية (أرضيك وارضيني وأسكت عنك واسكت عني) وحسب هذه القاعدة تكون نظام الحكم في العراق ولذلك بدلاً من التقدم والتطور في جميع المرافق السياسية والاقتصاد والاجتماع تراجع في جميع المرافق السياسية للفترة ما قبل الانتخابات وأفرز الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتخلفة والبائسة والفاشلة للشعب العراقي وأفرز السلبيات التالية :
أصبح العراق كرة في الملعب الدولي تتقاذفه المصالح والصراعات وليس للعراق فيه ناقة ولا جمل بدون استقلال وسيادة وهيبة دولة .. الاقتصاد العراقي الذي كان الشعب يكتفي منه ذاتياً محافظاً على أمنه الغذائي تحول إلى اقتصاد ريعي يعتمد في توفير الغذاء والمستلزمات الأخرى على مورد (النفط) الذي يوفر بها حاجيات ومستلزمات الشعب يستوردها من دول الجوار ودول أخرى وأصبح الشعب استهلاكي وغير منتج عطال بطال يقضي نهاره يتسكع في الشوارع والساحات والمقاهي في النركيلة والمخدرات وأدى ذلك إلى تدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) البيت أصبح منفلتاً بدون حسيب ورقيب لأن الأب أصبح يركض ليلاً ونهاراً من أجل توفير لقمة العيش له ولأفراد عائلته والمدرسة أصبحت بدون تربية وتعليم وسلطة الحكم تفشى فيها الفساد الإداري وأصبح العراق كما قال الشاعر الكبير الراحل معروف الرصافي :
علم ودستور ومجلس أمة ---- كل عن المعنى الصحيح محرف
وأصبحت الكليات والجامعات تخرج الطلبة الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة وبدأت هجرة الأفكار وأهل العلم والمعرفة إلى خارج العراق وابتعلت البحار العشرات منهم وأصبحوا طعماً للسمك والحيتان وتفشت البطالة والجوع والفقر والانتحار والعنف الأسري وتناول لمخدرات وصرخت الصحوة ووعي الواقع المؤلم في صفوة من شباب (ذي قار البطلة) فدعوا نارها تورى وشمروا لها زنداً فكانت (ثورة الجوع والغضب التشرينية) التي قدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح وأسقطت رئيس الوزراء وحققت الانتخابات المبكرة التي حققت التغيير في العراق وهذه الظاهرة لم تقتصر على العراق وإنما شملت (مصر وتونس والمغرب والسودان) وهذه هي حركة التاريخ وحقيقته.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟