|
التعرية بقرار ذاتي / من عين المخبر إلى عدسة كاميرات 🎥 التكنولوجيا الذكية …
مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 7056 - 2021 / 10 / 24 - 15:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
/ قامت الحرية على أشكال متعددة من الإدعاء والتواطؤ والخصام ، ويبدو ما هو ساحراً🧙♂ حقاً😟 ، أن أحد أهم وأذكى المعارك بين البشر ، هي معركة الحرية ، ولأن هذه المعركة على مرّ العصور سببت صداعاً 🤕 عميقاً 🧐 وطويلاً لأجهزة الاستخبارات التى أبدعت الأخيرة عندما منحت الحرية للناس من أجل 👍 السيطرة عليهم من خلال التكنولوجيا الرقمية ، وبالفعل ، كانت أي جهة استخباراتية تحتاج إلى كم هائل من العسس أو المخبرين من أجل 🙌 تتبع ومراقبة أهدافها أو رواد التجمعات المختلفة ، لكن اليوم وبفضل التركيبة الخوارزمية ( algorithms )، التسلسل / الاختيار / التكرار ، تحولت مهنة المخبر شيء من الماضي ، بل هو أمر مضحك 🤣 بالنسبة لهذا الجيل ، وكلما تطورت الحياة نحو التكنولوجيا ، زادت المراقبة وهتكت الخصوصية وتراجعت الإنسانية ، وبالتالي ، عندما نشير بأن الحرب كانت دائمًا الدافع الأساسي لدى الإنسان لتطوير التكنولوجيا بالعموم والتلصص خاصةً ، فإن ذلك الدافع نابع من دفاعه عن جوده واستمراريته ، فالتفوق المعرفي والحصول على علماً مميزاً كفيلين🤚بالتحكم بالآخر ، بل الفكرة تعود بالأصل أو بالأحرى جاءت من التحكم الإلهي بكل شيء ، على سبيل المثال ، إذ ما أخذ المرء الهيكل التنظيمي لأي إختراع في هذا الكون ، سيجد أنه قد تهيكل من جسم الإنسان أو الحيوان ، لكن السر الذي يتعلق بخصوصية الإنسان ، مثلاً ، الهمس بينه وبين نفسه والتفكير والتأمل أو التفكير الباطني أثناء النوم ومحاكاة الغير طبيعية أو الخيالية ، كل ذلك استدعى من هذه الأنظمة أو الشركات الكبرى إيجاد صناعة تلازم الإنسان كل الوقت ، مثل الهاتف أو الساعة أو السيارة أو الأجهزة المنزلية ، بالطبع ، ربطها لاحقاً بالطريقة الرقمية ( التخزينية ) كان هو الأمر الحاسم في قلب معادلة التجسس والمراقبة في هذا العلم ، بل الحرية أتاحت لهذه الجهات معرفة الفرد والمجموعة الذي يرتبط بهم ، كيف يفكرون وماذا 😟يصنعون طيلة اليوم وعلى مدار 24/24 .
هنا 👈 الصحيح ، أن بصراحة 😶 معالجة الفطريات تحتاج إلى تربية طويلة وكما هي على الدوام تُعتبر بالمعقدة / المركبة ، تماماً 👍 كما أنها في أماكن تضيف قيمة رونقية إلى الحياة ، في المقابل ، تكون عنصر انتقاص منها 👌، وفي وقفة✋ عميقة ، فأي شخص ناظر لأطفاله ، سيكتشف أن الأنثى تتجه فطرياً لامتلاك لعبة على شكل دمية 👧 صغيرة وتمارس الأمومة اتجاهها بشكل متفاوت ( حسب قدرات كل طفلة ) ، أما في المقابل ، الذكر يسعى لامتلاك سلاح ويعتبره الاقتناء الذي يجعله بنظر👀 الطفلة وعالمه رجلاً ، وهكذا يمضي الطرفين نحو مستقبل مفتوح بالفطريات ، لكنه مختزل منذ البداية على تخندق ذكوري واناثي ، وهذا الكشف العميق الذي سمح سابقاً في صنع قمر اصطناعي من أجل 🙌 البحث والاستكشاف للفضاء الخارجي 🪐 ، سرعان ما تنبهت الأجهزة الاستخباراتية العالمية لضرورة التفوق على فكرة العلماء ، فأصبحت الأقمار منتشرة بهدف التلصص على بعضها البعض ومراقبة البشرية بشكل أدق ، بل في عودة أبعد من ذلك ، فأصل التلصص أو المراقبة يعود إلى فقدان الثقة وانعدامها بين الزوج / الزوجة ، الحكومات / الشعوب ، فجميعهم يمارسون هذه الآفة لأنهم على قناعة أنهم لا يثقون ببعضهم ، وطالما الثقة معدومة ، يتوجب على الفرد أو المؤسسة معرفة عن الأخر والآخرين كل شيء ، ومع توفر المعرفة تصبح الثقة غير ضرورية تماماً 👌، وهذه الثقة باتت مع تقدم العلم تتلاش تباعاً ، فالعالم مازال في بدايات المراقبة العامة ، وهو نظام ذاهب إلى أبعد ما هو الحال عليه اليوم ، بشكل أوسع وأعمق ، بل كانت الرقابة الدقيقة تقتصر داخل أسوار السجون ، كبرج المراقبة أو لاحقاً تبدل الحال فأصبحت الكاميرات تقوم بمهمة أشمل ، لكن مع إرسال الأقمار الاصطناعية والتى أتاحت للأنظمة الرقمية إستيعاب معلومات لا تحصى ، باتت الرقابة والتلصص شيء خيالي وأكبر من تخيل مستخدمين التكنولوجيا ، بالفعل ، هناك قدرات إذ ما قدر في المستقبل أن يكشف عنها وعلى شاكلة ما حصل مع الملفات المسربة الويكيليكسية ، سيكون المخفي بالتأكيد 🙄 صدمة 🙀للبشرية ، لأن ببساطة ، تحولت حياة الناس وبشكل جذري مرتبطة مع التكنولوجيات ، وهذه الغرف الخاصة والرسائل الشخصية والصور الفوتوغرافية تساهم في تحليل 🧐 الشخص عن قرب بل في عمقه وتفصله تفصيلاً جوهرياً ، بل أيضاً ، وهي دالة أخرى على مستوى الإدمان التكنولوجي ، حتى لو خرجت على الإعلام فضيحة معينة ، سرعان ما يتم تجاهلها وتوضع في سلة 🧺المهملات كأن لا فضيحة ولا يحزنون ، وهذا يُسجل بالفعل لصالح الحرية البشرية ، بأنها استطاعت تحرير الناس من القيود التاريخية لتضعهم في سجون خاصة أكثر وحشية من السجون التقليدية .
في المقابل ، مع الرقمية والإنترنت ، أنتهى عصر الظلام الدامس ، حتى لو كانت هناك 👈 أنظمة رجعية مازالت تفكر في تحجم والسيطرة على العالم الفضائي ، فالمحاولات محكوم عليها بالفشل المسبق والمضمون وقد يجوز القول ، بأن المعرفة تخبئ للعالم مقادير ليست بقليلة من التطورات ، لأن 👈 ببساطة التعطش للمعرفة لا حدود له ، بل هو باب 🚪 وقد أنفتح على مصراعيه ومن المستحيل لجهة أو جهات مجتمعة تسكيره ، وهذا لأن العالم المفتوح يتطور بشكل يفوق قدرات العقليات الرجعية ، على سبيل المثال ، حاولت حكومات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان 🇦🇫 تسجيل انتصار ✌ على حركة طالبان طيلة 20 عاماً من خلال منع إنتشار مواقعها وأفكارها ، لكنها على رغم من زعمها أنها انتصرت انتصاراً ✌ بأساً ، خالي من الفروسية أو الشرف ، فإن الحقيقة الدامغة ، كانت الإمارة تعيد ترتيب أوراقها وصفوفها في الإنترنت ، حتى أصبح يُطلق عليها بالإمارة الافتراضية ، تحولت شاشة إمارة 📺 طالبان من على النت إلى وسيلة مهمة تنشر المواد والفكر الطالباني بلغات عدة ، العربية والانجليزية والبشتونية والدارية ، فالعربية والانجليزية تكلفتا في تقديم الدين والفقه ، أما اللغات الأخرى تعهدت بنشر القومية ، بل ما هو ملفت حقاً😟 ، بلد فقير مثل أفغانستان 🇦🇫 ، أو بالأحرى لكي يكون المرء أكثر دقة ، بلد يصنف بالمعدوم ، 80% من الأفغان يستخدمون الإنترنت ولديهم صفحات خاصة وايضاً مشتركون بالصفحات العامة .
والحال أن ، القوى الكبرى خاضت وعلى استعداد أن تخوض حروباً من أجل 👍 عدم توفير موطأ قدم لغواصة معادية في مياه 💧إقليمية معينة ، تعتبرها خاضعة لمجالها الأمن القومي والاستراتيجي ، لهذا ، كانت ومازالت الحروب الدافع الأساسي وراء العلم والمعرفة والتطور ، بالفعل ، هي التى دفعت تاريخياً الإنسان للابتكار ، وهنا 👈 قد لا يبالغ المراقب ، عندما يقول بأن أغلب الشركات الكبرى في الولايات المتحدة 🇺🇸 أنشأت بالأصل لأغراض عسكرية ومن ثم مع كل قفزة علمية ، كان يسمح للشركات تأسيس فروع مدنية من أجل 🙌 دخولها الأسواق ، وبالتالي ، ما هو مخفي عسكرياً بالتأكيد 🙄 يفوق كل التوقعات ، بل لم تكن فضيحة التجسس الأخيرة والتى عرفت بفضيحة بيغاسوس الأولى من نوعها أو أنها ستحول المفضوح إلى بطة عرجاء ، فقبل ذلك بعشرات السنوات ، كان برنامج العيون الخمسة Five Eyes ، تحديداً في أول السبعينيات من القرن الماضي ، مستخدماً من قبل التحالف الأمريكي 🇺🇸 الكندي 🍁🇨🇦 الاسترالي 🇦🇺 نيوزلاندي لرصد السوفيات 🇷🇺 والصينيين 🇨🇳 ، لقد كُشف الأمر هنا 👈 ، غالباً بالطبع ، لأنه له صلة بصحوة ضمير نادرة بين المتلصصين ، كان واحد من المنشقين عن الأمن الوطني الأمريكي 🇺🇸 قد كشف عن برنامج العيون الخمسة بعد ما قدم أعتذارً لافت ، قال أني أجد نفسي ، غير قادر على الاستمرار ، فأنني ضعيف لدرجة أنني عاجزاً على الاستمرار في الاطلاع على خصوصية الآخرين ، وفي المقابل ، تتخلى أحياناً المؤسسات الأمنية عن بعض الملفات ، هو إنصاف ليس بكامل ، لأنه اندرج تحت👇 ما يسمى التحفظ على نشر 👀 التفاصيل ، ففي واقعة الأمير ديانا ، كان برنامج العيون الخمسة بالمرصاد لعلاقتها مع دودي الفايد ، لحظة بلحظة ، بالفعل أقرت الوكالة بامتلاكها تسجيلات تفصيلية كاملة بينهما ، بل الأمر لم يعد يقف عند هذا الحد ، اليوم المؤسسات الاستخباراتية تقوم بتطوير عبر شركات خاصة ما يُطلق عليه بالاغتيالات الذكية ، أي بالمعنى الدقيق ، تستعين هذه الأجهزة ببرمجيات قادرة أن تتعرف على أي شخص من خلال صورته وتحدد أيضاً مكانه ومن ثم تصفيته .
هذه الخلاصة أقرب إلى الاستسلام من أن تكون اعترافاً ، أنا ☝ شخصياً لا ألوم المؤسسات ولا حتى الأفراد على ممارسة التلصص والتجسس والاختراق ، فهذه العادات لها كما يبدو علاقة بالدم ، تجري مجر الدم ، ولأن في الخاتمة ، الحياة قائمة على هذا الشيء ، فالإنسان في النهاية يملك ملاكين كريمين ، على الجهتين اليمنى والشملى ، وطالما يعتقد 🤔 هكذا ، أنه يسير في الطريق العادي ، ولكي لا يدعي🤚 أنه على الطريق الصحيح ، فإن الأولى أن يحسب حساب من هما قائمين على الكتفين ، لأنهما يسجلان كل شاردة وواردة ، فالأجهزة الاستخباراتية موضعهم هين ، من الممكن للمرء أن يجد نقطة تفاهم معهم ، أما المشكلة بالكريمين ، فهما لا يغادران حتى المرء يغادر حياة الدنيا .. والسلام ✍
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حتى الآن 800 آلف مقاتل 👮♂👩🏿&
...
-
الاستعمار مازال مستمر / لكن بطريقة تتناسب مع التطور الكوني /
...
-
مافيويون بأقنعة سياسيين ، مافيِة كل شيء …
-
التاريخ والذاكرة والهوية الجامعة 🌝 🇯🇴
...
-
أنتصار ✌أكتوبر 🇪🇬 ، العبور الذي غير ال
...
-
هل صياح الديك 🐓 🇫🇷 كافي لإيقاظ أمةً
...
-
بين فقدان الثقة ومضاعفة الثقة / اغتصابات بلا كعب 👠 و
...
-
فرنسا 🇫🇷 تكرم العملاء ، من يكرم أحرار فرنسا
...
-
عقدة 🪢 التجديد / انفق ابو رؤوف ...
-
من سيشكل الشرق الأوسط الثاني ...
-
الهوية الجامعة والتراث المتعدد
-
رايات لا تصلح إلا للتنكيس برحيل اللصوص ...
-
نعم 👍 أنها خزياً وندامة ....
-
زحزحة لبيد الاقتصادية لقطاع غزة ..
-
صراع داخل البيت ...
-
درس المغرب 🇲🇦 / تفصيل حاسم وذات دلالات هامة
...
-
ببساطة ، إن ذهبت ستموت ☠ 💀 / الجريمة المفتوحة
...
-
الاستيقاظ من حلم الانتصار✌/ ماذا 😶 بعد ذلك ...
-
الموسيقار الذي ضبط إيقاع الراقص المتمرد على الحزن / اليوناني
...
-
حصاد دامي كفيل بتحريك الرمال ...
المزيد.....
-
أحمد الشرع: سنشكل حكومة شاملة وسنعلن في الأيام المقبلة عن لج
...
-
مراسم يابانية قديمة لجلب الحظ والسلامة البحرية في فوكوكا
-
القسام تؤكد مقتل قائد أركانها محمد الضيف ونائبه وعدد من أعضا
...
-
وزير الدفاع اليوناني يطلب رسميا من سفيرة فرنسا توضيحات حول ص
...
-
ترامب يعرب عن تعازيه إثر مقتل روس في تحطم طائرتين بواشنطن وي
...
-
صحيفة تكشف التقارير الأخيرة لجهاز استخبارات بشار الأسد قبل س
...
-
السفارة الروسية في واشنطن: نعرب عن تعازينا بضحايا حادثة الطا
...
-
مرتضى منصور يهدد ترامب: التراجع أو المحاكمة أمام الجنائية ال
...
-
وكالة: الشيباني يشارك في مؤتمر دولي حول سوريا في باريس
-
واشنطن تخطط لتفجير اختباري للبلوتونيوم العسكري
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|