أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : أبواب التطبيع مُغلقة.














المزيد.....


تونس : أبواب التطبيع مُغلقة.


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 16:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صرح أحمد ونيّس وزير خارجية تونس الأسبق، خلال برنامج إذاعي إن تونس لا تعتبر "إسرائيل" عدوا لها ، مما فُهم منه أن التطبيع معها يلوح في الأفق التونسي ، فالسيد ونيس كثيرا ما ينظر اليه إعلاميا على الأقل بإعتباره حكيم السياسة التونسية ، المُمسك بخفاياها والقادر على استشراف اتجاهات سيرها ، وهو الحريص دوما على إبراز انتمائه الى مدرسة بورقيبة الديبلوماسية ، لإضفاء الصدقية على وجهات نظره ، والارتقاء بها الى مرتبة الحقيقة التي لا تقبل الشك .
والفكرة التي عبر عنها رائجة ، وهى إنه إذا كان بورقيبة من أوائل السياسيين العرب الذين دعوا الى التفاوض مع " إسرائيل " والتعايش معها ، طبقا لقرار التقسيم رقم 181 ، الصادر عن الأمم المتحدة سنة 1947 ، وهو ما عارضه فيه الرؤساء والملوك العرب وقتها ، بينما قبل بعضهم بما هو أقل قيمة منه بعد ذلك ،مُعترفين برجاحة العقل البورُقيبي ، فما الذي يمنع تونس اليوم من إعادة الاعتبار الى تلك السياسة ، في ظل تزاحم الدول العربية أمام باب التطبيع ، خدمة لمصالحها الاقتصادية والسياسية والأمنية الخ .؟ خاصة أنها تمر بأزمة اقتصادية قاسية، ومن شأن التطبيع أن يفتح أمامها أبوابا مُغلقة ليس في " إسرائيل " وحدها ،وانما أيضا في أمريكا والاتحاد الأوربي اللذان يشهران في وجهها سياسة العصا والجزرة ،على خلفية إجراءات الرئيس قيس سعيد يومي 25 جويلية و22 سبتمبر2021 ، بل ربما سهل ذلك عليها الاقتراب أكثر من بعض الدول العربية نفسها ، خاصة الخليجية التي سارت في طريق التطبيع وتريد تعزيز صفوفها بدول عربية أخرى ، في ظل توجس من الخطر الإيراني ورغبة في الحيلولة دون استكمال تشكل الهلال الشيعي ، الذي ترسم بعض ملامحه الآن المدافع الهادرة والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المنطلقة نحو أهدافها من اليمن السعيد .
واللافت أنه في نفس وقت تصريح ونيس كان عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي في الحكومة الصهيونية يقول من جانبه إن دولا عربية وإسلامية جديدة تُزمع الانضمام الى اتفاقات أبراهام مع " إسرائيل " ، وهي قطر وتونس وعمان، فضلا عن ماليزيا، لكي تلتحق بدول عربية أخرى كانت قد سلكت طريق التطبيع .
وفريج هو من فلسطيني 1948 ، وقيادي في حزب ميريتس المتحالف مع رئيس الحكومة الحالي بينيت ، ومن بين المهام المكلف بها جلب الأقطار العربية كافة الى حضيرة اتفاقية ابراهام ، وهو الذي كان قد قال سابقا في تصريح مثير "كل دولة عربية في الشرق الأوسط، حتى الدول المعادية، لدينا علاقات مباشرة وغير مباشرة معها ...وأنه في المستقبل كل دول الشرق الأوسط ستكون داخل اتحاد يجمع بينها" ، وهذا التصريح فيه قدر غير قليل من الصحة فقد تبين أن هناك سوقا مزدهرة للمبادلات التجارية السرية بين بعض الدول العربية و"إسرائيل" ، وفيما يخص تونس معلوم أن سلطة بن علي سهلت مثل تلك المبادلات، وأقامت نوعا من العلاقات الديبلوماسية، وعندما جاءت الترويكا رفضت حركة النهضة الإسلامية في البرلمان إقرار قانون يعتبر التطبيــع جريمة تستحق الملاحقة القضائية ، بما يعنيه ذلك من ترك الباب نصف مفتوح أمام تلك الأنشطة السرية وفي نفس الوقت تلافي غضب الشعب .
ولا يُعرف حتى الآن سر تزامن تصريحات الوزير التونسي الأسبق والوزير الصهيوني الحالي ، غير أنه فُهم من الأقوال أن هناك إشارات دالة على رغبة قوى خارجية في توجيه السياسة التونسية ناحية دخول نادي المطبعين ، في مقايضة بالضغوط المتفاقمة الهادفة الى الرجوع بتونس الى ما قبل 25 جويلية ، وكان لافتا ما عبر عنه بعض النواب خلال مداولات الكونغرس الأمريكي من انزعاج من تصريحات قيس سعيد النارية ضد التطبيع .
ومن المُرجح أن تلك التصريحات والاشارات والتنبيهات والضغوطات لن تجدي نفعا ، ولن تجد لها صدى عند رئيس الجمهورية ، الذي ظل حتى الآن يفعل ما يقوله ، صادقا مع عهوده ، وهو الذي صرح مرارا أن التطبيع خيانة عظمى ، وهو العارف أيضا أن كل خطوة في اتجاه التطبيع تعنى خسارة التفاف شعبي عارم حوله ، كان هو حتى الآن الحصن الذي وفر له الصمود أمام الضغوط المشار اليها وجعله يقف في موقع الند للند مع الراغبين في كسر شوكته والتمكين لخصومه ، وهذا معناه أن أبواب التطبيع في تونس ستظل مغلقة ، طالما ظل الشعب يُريد والرئيس يُصغي اليه وتونس تُحقق ما تبتغيه .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الخارجي .
- عشر ملاحظات حول مسيرة يوم 10 أكتوبر 2021
- تونس : الفرز
- خطان متضادان في السياسة التونسية ..
- الاغتيال السياسي.
- صاعقة في سماء صافية .
- بيان للحمقى والمغفلين .
- نصر للأخلاق وهزيمة للسياسة !
- حنا مينه والعالم الذي يموج .‏
- دروس أفغانية .
- خطة الرئيس .
- تونس: حول 25 جويلية 2021 وقرارات رئيس الجمهورية
- . لوحة تونسية : حمة الهمامي .
- اليوم الذي هز تونس .
- محمد سبيلا : أفكاره ستظل حية طالما هناك عربي يقرأ.
- تونس : حركة النهضة والتمكين قطرة قطرة .
- تونس : حكومة سياسية
- الحزب الدستوري الحر
- سعدي يوسف : أمة الكدح ومعبد الجمال وصوت العراق الحزين .
- الفلسفة والمال.


المزيد.....




- ترامب يكشف عن طلب بيل غيتس لمقابلته.. ما علاقة إيلون ماسك؟
- تفكيك شبكة اجرامية للاتجار بالسيارات الفاخرة بين اسبانيا وأل ...
- حضر هشام طلعت وعز وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء المدبولي ...
- الدخل الإعلاني لسارة الودعاني يثير جدلا
- ردينة جركس في بلا قيود: ما طُبق في إدلب غير صالح للتطبيق في ...
- الصين تدشن أكبر سفينة برمائية في تاريخها
- لقطات توثق ابتعاد الناجين عن حطام الطائرة المنكوبة في كازاخس ...
- فيفا: منتخب مصر بقيادة -العميد- على أعتاب انجاز تاريخي
- -لبنان 2024-.. حرب إسرائيل المدمرة
- أول تواصل بين الإدارة السورية الجديدة وحكومة طالبان الأفغاني ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : أبواب التطبيع مُغلقة.