|
أهداف الحملة الإحتلالية على المؤسسات الأهلية الفلسطينية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الحملة على المؤسسات الأهلية في القدس والضفة الغربية، ومحاولة ربطها ب ا ل ج ب ه ة ا ل شع ب ي ة من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي " الشاباك" وما يسمى بموقع " اسرائيل مونيتور" المرتبط ب" الشاباك"،ولعل الجميع يتذكر الهجمة التي طالت مركز يبوس الثقافي في القدس والمعهد الوطني للموسيقي "ادوارد سعيد" في تموز من العام الماضي والتي استخدم فيها الإحتلال كل اذرعه الأمنية والمدنية من أجل اغلاق تلك المؤسستين،تحت ذريعة العلاقة مع ا ل ج ب ه ش ب ي ة ،حتى وصل الأمر بخيال جهاز الأمن الإسرائيلي "الشباك" وما يسمى ب" اسرائيل مونيتور" القول بأن سهيل خوري،مدير مركز ادوارد سعيد،عضو مكتب سياسي في ا ل ج ب ه ة ا ل ش ع ب ي ة،وبعد الفشل في ذلك،و"تمخض الجبل ليلد ليس فأراً،بل فئيراً حاولوا القول بأن هناك جرائم اقتصادية وتبيض اموال وتهرب ضريبي،ولكن فشلهم في اثبات ذلك دفعهم لمساومة مديرة مركز يبوس السيدة رانيا الياس بالإستقالة من ادارة مركز يبوس والحصول على لم الشمل لها. والمؤسف هنا بأن البعض من الفلسطينيين،من المؤسسات التي سارعت باكراً للتوقيع على وثيقة الإتحاد الأوروبي وشروطه لتمويل المؤسسات الأهلية،بتجريم نضالات وتضحيات شعبنا،واعتبار العديد من تنظيماتها كتنظيمات " إرهابية"،رقص وهلل وطبل وتساوق مع الإحتلال،وشارك في حملة التحريض. والإستهداف للمؤسسات الثمانية التي اصدر ما يسمى بوزير جيش الإحتلال بني غانتس،اعتبارها منظمات إرهابية، هي تتعرض لسلسة عقوبات منذ فترة طويلة،سواء عبر اقتحام مقراتها،ومصادرة اجهزتها وملفاتها،وتدمير ممتلكاتها ،واعتقال اداراتها وموظفيها،ولتصل الأمور الى حد استصدر قرارات بإغلاق مؤسستي لجان العمل الصحي واتحاد لجان العمل الزراعي ،ونقابة العاملين في الخدمات العامة بأمر من قائد جيش الإحتلال في الضفة الغربية لمدة ستة شهور،والمقرات الثلاثة تقع في معزل "الف" بالقرب من مقاطعة الحكم الذاتي ،وبالمناسبة المؤسسات الثمانية،حاصلة على تراخيص فلسطينية،وتعمل وفق القانون الفلسطيني،وبالتالي قرار وزير جيش الإحتلال غانتس،يقول بأن مصدر التشريع والترخيص في الضفة الغربية حتى في معازل "الف"،هو الحكم العسكري ودولة الإحتلال،وأنه السلطة فقط لها دور خدماتي،وليس أي شكل من أشكال السيادة. إن قرار اعتبار 8 منظمات حقوقية فلسطينية كـ"منظمات إرهابية"، هو امتداد لذات السياسة الهادفة لكسر إرادة المؤسسات، وثنيها عن مواصلة عملها، واستمرارا للمخطط الذي تقوم به دوائر مؤيدة لدولة الاحتلال تنشط في أميركا، وأوروبا عبر ما يسمى ( NGO Monitor ) لتجفيف مصادر تمويل المؤسسات الأهلية الفلسطينية وتلفيق التهم بحقها، ومحاولات وسم عملها بالارهاب. القرار بإعتبار ثماني مؤسسات أهلية فلسطينية،الحق واتحاد لجان العمل الصحي واتحاد لجان العمل الزراعي،وجمعية المرأة " اتحاد لجان المرأة الفلسطينية" ومؤسسة الضمير لرعاية الأسرى والمعتقلين،ومركز بيسان للبحوث والإنماء،ومؤسسة الحق الناشطة في مجال حقوق الإنسان،والحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فرع فلسطين،المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لا ينفصل عن الهجمة التي تشن على وكالة الغوث واللاجئين" الأونروا" من قبل دولة الإحتلال وأمريكا والإتحاد الأوروبي، واتهام تلك الوكالة الدولية،بأن منهاجها التعليمي يحرض على دولة الإحتلال،ويجب العمل على شطبه وتغييره،بحيث لا يستخدم أي مواضيع او عبارات لها علاقة بجغرافية فلسطين والأسرى و ا ل ش ه دا ء وعدم الحديث عن النكبة، وكذلك السعي الأمريكي لربط تمويل المؤسسة الدولية،بالإبتزاز السياسي،وهذا حدا بكل الفصائل الفلسطينية الى رفض اتفاق الإطار بين ادارة الوكالة وامريكا،الاتفاق يتضمن اشتراطات سياسية تفتح مجالا لتدخل أمريكا في كل تفاصيل عمل الأونروا، حيث يشترط الاتفاق تقديم تقارير مالية وأمنية كل ربع سنة، للاطلاع على كل تفاصيل عمل الوكالة، من أين يأتيها الأموال وأين تذهب. وكذلك يتضمن الاتفاق بنودًا تتعلق بالموظفين وضمان الحيادية التي تعني من وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية انسلاخ الشخص الفلسطيني عن جغرافيته وتاريخه ووضعه ووطنه، وألا يكون له أي صلة بهويته الوطنية الفلسطينية، حتى يكون تحت طائلة المسؤولية واحتمالية المحاسبة والفصل من وظيفته. وهذا أيضاً لا ينفصل عن المحاولات الإسرائيلية والأمريكية والأوروبية الغربية،لتصفية قضية الأسرى،وتحويل قضيتهم من قضية وطنية سياسية،الى قضية إنسانية "شؤون اجتماعية"،وللأسف هناك من يتجاوب فلسطينياً مع هذا المطلب،حيث نشهد عمليات تقاعد مبكرة للكثير من الأسرى المحررين،وما يطال قضية الأسرى يطال قضية ا ل ش ه د اء. المؤسسات الثمانية الصادر بحقها قرار ما يسمى بوزير جيش الإحتلال،لها دورها البارز على الصعيد الوطني والحقوقي والإنساني والمجتمعي والصحي والزراعي والتنموي،هي مؤسسات فلسطينية أصيلة انبثقت من الحاجة لدعم الفئات والقطاعات التي تمثلها، وهي لا تحتاج لأمر الاحتلال لاستمرار علمها، وما يحكم عملها هو القانون الفلسطيني، واستمرار أداء رسالتها تجاه الشعب الفلسطيني، وهي مؤسسات أعضاء في شبكة المنظمات الأهلية لها بصماتها في اطار المشاريع التي تخدم الشعب الفلسطيني، ولن تتعاطى مع هذا القرار الجائر"....وترفض الخضوع لأية اشتراطات تمويلية لها بعد سياسي ،او المس بهويتنا وقضيتنا وحقوقنا ومشروعية كفاحنا ونضالنا، وتقف حجر عثرة في وجه كل من يحاولون الترويج للمشاريع المشبوهة التي تستهدف تصفية حقوقنا وقضيتنا الوطنية. واضح بأن هذا "التغول" و"التوحش" الإسرائيلي،والتطاول على المؤسسات الأهلية الفلسطينية،هو نتاج حالة الضعف والتراخي الفلسطيني السلطوي،ففي وقت تصعد دولة الإحتلال من عدوانها الشمولي على شعبنا وأهلنا في القدس والأقصى والضفة الغربية، لا نجد الرد سوى في الإسطوانة المشروخة واللازمة المعهودة،نؤكد على تمسكنا بخيار السلام والمفاوضات،ولذلك آن الأوان لتحرك جدي وفاعل محلياً وعربياً ودولياً،ومغادرة هذه اللغة العاجزة وسيادة الإستجداء والتذلل،والتي لن تزيد المحتل سوى المزيد من العنجهية والغطرسة. ولذلك " لا بد من إطلاق حملة دولية واسعة مع المؤسسات الدولية، والإقليمية لفضح جريمة الاحتلال، والمتابعة على المستوى القانوني لكل الحيثيات المتعلقة باستهداف العمل الأهلي على مدار السنوات الماضية".
فلسطين – القدس المختلة 22/10/2021 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زيارة بينت لموسكو ...و- الفوبيا- الإيرانية
-
قضية الشيخ جراح ...تتطلب جرأة في اتخاذ القرار
-
جريمة الطيونة نقلة نوعية في استدراج ا ل م ق ا و م ة لمربع ال
...
-
ليس هكذا يكون تعزيز صمود المقدسيين وتمكينهم.....؟؟
-
الأحياء والأموات في القدس مستهدفون
-
يكفينا ذلاً واستجداءً يا سيادة الرئيس
-
خطة الألف خنجر -الإسرائيلية- لمواجهة ايران
-
الكل يعد ...ولكن لا احد يريد تلبية نداء القدس
-
اما آن الأوان لهذه السجون أن تقذف هؤلاء الأبطال...!!!
-
في زيارة الوفد المقدسي لمدينة الناصرة
-
نحن لسنا بالشعب الخارق ...ولنكف عن جلد الذات
-
عندما تعلو أخلاقهم على حريتهم
-
حملة مشبوهة على أهلنا وشعبنا في الداخل- 48-
-
رغم اعادة الإعتقال... عملية -نفق الحرية- ترسم معادلات جديدة
-
نجاح الأسرى الستة في تحرير أنفسهم...هل سيشعل عود الثقاب نحو
...
-
مبادرة -طحن- الماء
-
أبعاد ومخاطر تسوية الأملاك في مدينة القدس
-
تحليل سياسي هل يصبح بقاء السلطة الفلسطينية .جزء من منظومة أم
...
-
أمريكا وسياسة الفوضى الخلاقة...أفغانستان ولبنان نموذجاً
-
توسيع السيد لمعادلات الردع،هل يسقط مشاريع تركيع لبنان وسوريا
...
المزيد.....
-
شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف
...
-
لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
-
الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش
...
-
ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
-
شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
-
السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب
...
-
حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع
...
-
ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف
...
-
أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|