أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة














المزيد.....

مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طفت على السطح في غضون الأسابيع القليلة الماضية، مبادرة من قبل رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" (وصاحبها زيارات المسؤولين العراقيين للدول الاقليمية والغربية المؤثرة سياسيا) والتي تدعو إلى مصالحة وطنية، من خلال دعوة الجماعات المسلحة في العراق، والتي تمارس الارهاب المنظم وعلى نحو فظيع ، إلى الحوار مع الحكومة، في خطوة تتخلى بها تلك الجماعات ( الغير معروفة) عن أسلحتها، عبر قنوات اتصال، لكن بآلية محتجبة وذات طبيعة مجهولة.

وصحيح إن مثل هذه المبادرة مع وجود بعض آثار الظاهرة ومخلفاتها، يشكل قفزة نوعية في الخطاب الرسمي العراقي، بالمقارنة مع التصريحات التي كانت صفاتها التهديد والوعيد لنفس المجموعات المسلحة الإرهابية ، التي تفتقد إلى برامج واستراتيجية واضحة.. إلا أنّ للمبادرة خلفيات متعددة، ورهانات متشابكة تتصل بعضها بالأزمة الراهنة في أوضاع بعض أجزاء البلاد، وبعضها الآخر بالسياق العام. وهو ما يدعونا إلى وقفة تحليلة متواضعة في ما وراء المبادرة، وذلك من خلال النقاط التالية:

1- إنّ ظاهرة الإرهاب المنظم في وسط العراق، المركّزة، التي لا تميز بين كبير وصغير، ولا بين مدني وعسكري، ولا بين محتل وبين خاضع للاحتلال.. لا تختلف من حيث مسارها المعتاد عن غيرها التي تقع في الدول التي اكتوت بنار الإرهاب، من، جهة، ومن الأخرى أنّ مايُحرك ويُفعّل هذه الظاهرة، ليست محصورة بمجموعة اثنية بذاتها، وإنما تنخرط فيها كافة المجموعات الأثنية باتجاهاتها (الجغراقية السياسية) المختلفة؛ وبالتالي لا مناص من دحض الصورة المتوهمة، بأنّ التي تقوم بهذه الفظائع فئة دون غيرها، مما يعني في حقيقتها الغائبة أنها حرب أهاية طائفية.

2- ليست لهذه الظاهرة الإرهابية أي صيغة سياسية يمكن نعتها بـ (المقاومة) للوجود المحتل الأجنبي. فعلى سبيل أبلغ مثال على ذلك، ما كتبه الكاتب البريطاني "ريتشارد بيستون" في صحيفة التايمز البريطانية، بقوله: إن سفك الدماء العراقيين لا يحمل طابعاً دينياً أو اننفعالياً، إنما هو نتيجة مخطط أُعد بحذرٍ، لغاياتٍ سياسية معينة. مضيفاً بأن الجماعات المسلحة تريد من العنف أن يأخذ أكبر رقعة في العراق، لتجعل من العراق بلداً لايُحكم، ليؤدي إلى النتائج التالية:

- انهيار الحكومة العراقية بقواتها.
- انسحاب دول التحالف قواتها تحت ضغوط شعوبها.
- كي لا يتحكم المتطرفون الشيعة والسنة بمناطق نفوذ الآخر.

ومجدداً، أنّ الأمر يتعلق بمعطيات آيديولوجية سياسية، الحافزة لإدامة الحرب الطائفية (الحقيقة الغائبة).

3- يعكس الخلاف الاصطلاحي حول التسمية أو التوصيف الموضوعي لظاهرة سفك الدماء في العراق عن مدى التعقيد والإشكال التي تؤول إليها البلاد، وإنّ الظاهرة بحد عينها تلتبس وتتداخل مع أشكال أخرى من الاستغلال الاقليمي.

وأخيراً، أنه وفي خضم هذا الجدل الدائر راهناً في العراق، فإنّ أبلغ مثال يمكننا أن نسوقه هنا، التصريح الذي أدلى به الرئيس العراقي "جلال طالباني" : بأنه متخوف من أن ينزلق الوضع في البلاد إلى حرب طائفية طاحنة، لا يحمد عقباها. وتصريح كهذه من أعلى رموز الحكومة في البلاد، لا يمكننا فصله عن التطورات التي تشهدها البلاد، ولا بد أنه يدل على مدى المأزق الذي وصل إليه الوضع في العراق من حرب كارثية أهلية غير معلنة، وهي من الحقائق الغائبة أيضاً.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- -لم يكن من النوع الذي يجب أن أقلق بشأنه-.. تفاصيل جديدة عن م ...
- نجيب ساويرس يمازح وزيرة التعليم الجديدة بالإمارات: -ممكن تمس ...
- كسرت عادات وتقاليد مدينتها في مصر لترسم طريقها الخاص.. هبة ر ...
- من هو جيه دي فانس الذي اختاره ترامب نائباً له في رحلة ترشحه ...
- حرب غزة: قصف لا يهدأ على وسط القطاع وجنوبه وإصابة جنود ومستو ...
- ألمانيا تحظر مجلة -كومباكت- اليمينية المتطرفة
- مكتب نتنياهو ينفي تلقي إسرائيل رفضا من -حماس- بخصوص مواصلة ا ...
- -حماس- تنفي وجود خطط لعقد اجتماع ثنائي مع -فتح- في بكين
- -روسكومنادزور- تطالب Google برفع الحظر عن أكثر من 200 حساب ع ...
- علاج واعد يوقف الشخير نهائيا


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيلفان سايدو - مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة