سامي العباس
الحوار المتمدن-العدد: 1651 - 2006 / 8 / 23 - 07:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حال الموضوعية في السجالات السياسية التي تدور بلبنان حول شراكة سورية في الإنجاز العسكري لحزب الله في الحرب الأخيرة كحالة اليتيم على مائدة لئيم .. تغذي الأخطاء السورية التي ارتكبت في مجرى إدارتها للأزمة اللبنانية في العقود الثلاثة المنصرمة خصومها في لبنان بالذرائع .ولكنها – أي الأخطاء - لا تمنح للخطاب السياسي لهؤلاء الخصوم المصداقية اللازمة ..يكفي تقشير هذه الأخطاء على سبيل التجريب النظري لتظهر النواة الصلبة المكونة مما درجت تسميته في أدبيات الحرب الأهلية اللبنانية ( بالمارونية السياسية ).
هناك إصرار على رمي سورية بعجرها وبجرها خارج الجغرا سية اللبنانية ..
نعم هناك شراكة سورية في نتائج الحرب الأخيرة أياً كانت الخانة التي تحشر فيها هذه النتائج : نصراً أم هزيمة .. يذكر هذا الخطاب الرائج في بعض أوساط -14- آذار راهنا بابن عم له راج في أوساط مناصري الراحل ياسر عرفات بعد خروجه من لبنان الى تونس بعد حرب -1982-حيال سورية..فشل سورية في منع الجيش الإسرائيلي من الوصول الى بيروت ومحاصرته قوات منظمة التحرير ووحدات عسكرية سورية لثلاثة أشهر . - وهو فشل يمكن تفهمه في إطار موازين القوى العسكرية آنذاك - تحول في الخطاب العرفاتي الى ضرورة إخراج سورية من الجغرا سية الفلسطينية, بالتزلج على قشرة موز( ياوحدنا ) التي تخطت تخوم الخطاب السياسي الفلسطيني وانغرست في بنية الخطاب الشعري لشاعر فلسطيني في حجم محمود درويش..
ليس تعصباً لسورية مع أن السياق الراهن للخطابات الوطنية في العالم العربي يسمح بذلك ..ولكنها محاولة لاستحضار كرسي للموضوعية على مائدة السجالات اللبنانية –اللبنانية حول سورية نظاما ومجتمعا..
أين ستجلس الموضوعية في خطاب يبدأ ًبتصوير الحرب الأخيرة بأنها حرب سورية – إسرائيلية بالوكالة نهض بها حزب الله , ثم يستطرد بدون وضع ولو فاصلة على سبيل الحيطة , بأن سورية لايحق لها إدعاء الشراكة في النصر..أعتقد بأن توصيف هذا الخطاب بالبجاحة ( الجيم مصرية ) هو أقل ما يستحق ..
هذا لا يعني أن الموضوعية في الخطاب السياسي السوري أفضل حالا..أظن أن وضعها يثير كمية أكبر من الشفقة.. لكنها مناسبة لفتح ملف الحرتقة الذي تنام فيه الخطابات السياسية العربية منذ وفاة أبونا آدم رحمه الله..
#سامي_العباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟