فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7051 - 2021 / 10 / 18 - 14:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن السياسي إنسان يمتلك العقل والمزاج والرأي ووجهة النظر التي تمثل انعكاس للإرادة والرغبات والقناعة والوعي الفكري والثقافي والمفروض بالسياسي عدم تطبيق السياسة وترجمتها بشكل حرفي لأن ما يحدث عادة بالظروف والتطورات السياسية ووعي فكري وثقافي للشعب وما يحدث في التاريخ من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية قد يأتي مخالفاً مع الأهداف والنتائج التي خطط لها ورسمتها القوى التي تصنعها وإنما حسب المستجدات والمتغيرات بما يتلاءم ورغبات وتطلعات الشعب ومع ما يتلاءم مع العصر وشروطه ومتغيراته المختلفة باعتبار جدلية الواقع والحياة يقوم على الوعي الفكري للواقع وتغييره المستمر تكيفاً ومنسجماً مع ضرورات وظروف كل مرحلة جديدة من حيث الزمان والمكان والفردانية الشخصية وهذا يعني أن السياسة ليس قميصاً مفصلاً وجاهزاً يمكن ارتداءه وتبديله في كل زمان ومكان ولا يحتمل التعديل والتغير وإنما يحدث التغيير والتعديل وفق متغيرات الظرف الزماني والمكاني وحسب تطور الوعي الفكري والثقافي للشعب وفق حياتها وخصائصها المحددة وتقاليدها وعاداتها ومكوناتها النفسية .. فما يصح في مجتمع ما قد لا يصح في مجتمع آخر وما يكون اليوم صحيحاً قد لا يكون كذلك بسبب تبدل الواقع ومن حيث الرؤيا والاجتهاد والتكوين العقلي والنفسي.
إن صحوة التغيير لم تقتصر على أحزاب الدين السياسي في العراق فقط وإنما شملت مصر والسودان والمغرب وتونس وقد أدركت تلك الأحزاب ما عدا العراق السبب والنتائج في سبب عزلتها عن الشعب وفشل سياستها وأخذت تدرسها وتعالجها من أجل تصحيحها والسير والعمل حسب الظروف وتقدم وتطور الوعي الفكري والثقافي لواقع الشعب في كل دولة وإن هذه الأحزاب اقتنعت بنتائج الانتخابات واعترفت بها حسب قول الفيسلوف أبا العلاء المعري :
مشينا خطى كتبت علينا ---- ومن كتبت عليه خطى مشاها.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟