أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - السنفور الغاضب















المزيد.....

السنفور الغاضب


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 15:15
المحور: الادب والفن
    


1- حين ترى الكثير من الإشارات، فلا شك أنك تتمتع بهبة إلهية. هبةٌ هبطت
إليك من المحل الأرفع، فشقّت جوفك كما يشق بركان أرضاً بكراً، وذوبت
جميع عناصرك في بوتقة الكشف.
2- لكن ما أدراك، أنها هبة إلهية؟
ربما تكون هبةَ أمير ٍصغير يسكن كوكباً في مجرة بعيدة. أو هبةَ شركة
شحن نرويجية للأسماك المجمّدة ، وقد لاحظت براعتك في سياقة
الشاحنات اللغوية.
ربما تكون هبةَ بائع سمك في شوارع الاسكندرية ، الذي أعجب بقيافة
زيك الرسمي وأنت ذاهب لإلقاء محاضرة في مكتبة المدينة عن جراد
الخرافة. فأخرج بلورات الملح النقيّة وصنع منها موشوراً وضعه أمام
عينيك فرأيت تلك العلامات.
وربما تكون هبةَ جدَّك الذي لم تعرفه. لكنك وجدته بانتظارك جالساً داخل
كتبه عن جراحة الأسنان. لقد تحدث إليك ذلك العجوز الحكيم، و أخبرك
أنك ورثت باصرته ، ومهارة يديه في اقتلاع الجذور السامة . وأنه رآك قبل
أن تتكور في بطن أمك، حين كنت هامستراً ، وقبل تحولك الإنساني ،
وأنت تتدرّب على تخزين بذور الإشارات.
1- أخبرني عن إشاراتك هذه؟
وهل هي علامات جيدة أم سيئة؟ ملوّنة أم رمادية؟ مصنوعة من القطن
السوري، أم ورق تواليت بيئي معاد تدويره؟
هل هي مصنوعة من الخزف، أم مصقولة من الكريستال؟
هل هي شفافة كأظافر الملائكة، أم ثخينة غليظة القوام كمخالب صياد
الدراكولا؟
هيا أخبرنا عن تلك العلامات!
لنستطيع إصدار حكم عادل عليك ، كما يُصدره قاض أعمى .
2- ما رأيك أن نتناقش حول بعض العلامات؟
انظرْ ! لا شك أن ذلك البيت الذي يشبه الديك بلونه وحجمه، هو إحداها.
إنه يقف هناك فوق أعلى سور في المدينة. ما يفعل هناك ؟ ماذا
تخبرك العلامة؟
1- هو سيصيح مؤذّناً بقدوم الفجر .
2- لكن البيوت لا تحبُّ الفجر. لا تحب وقع أحذية الجنود الغامضين القادمين
مع الفجر . ولا تحب البيوت صوت صياح الديك، لأنه يكشف مخابىء
الهاربين من الجنود.
لقد فشلتَ في قراءة علامة البيت -الديك. فماذا عن علامة السلحفاة
النهرية العملاقة التي تسد شارع المدينة الرئيسي وهي تتقدم غير مبالية
بشيء؟
1- لا شك أنها علامة الفيضان القادم!
لقد انهارت السدود البعيدة ، بعد حدوث العواصف. فخرجت حيوانات
الأنهار إلى البر باحثة عن مأوى.
2- أنتَ تخطىء ثانية في تفسير العلامة. فهذه السلحفاة خارجة من فيلم
لناشيول جيوغرافيك. هي ببساطة تائهة مثلك، تبحث عن علامة مرشدة.
1- لن أتدخل الآن ، أخبرني أنت ، هل لديك إشارة مفضلة تراها باستمرار!
2- إني أراها الآن دون ريب. ها هو ذلك الذئب الضامر يتقدم نحوي. ليس
ذئب الفرذدق، ولا الشنفرى، ولا ذئب الفيلم الأمريكي " راقص مع
الذئاب"، وليس الذئب الذي التهم ليلى وجدَّتها . إنه مجرد. ذئب بائس،
أحس بالسرطان في عظامه، فقرر البحث عن إنسان يساعده على
الانتحار دون ألم.
1- هل تعني أنه الذئب أودين الذي قام بدور Bran Stark’s
في مسلسل Game Of Throne والذي مات بالسرطان خارج
المسلسل؟
2- أوف ..لا أعني شيئاً ! هو مجرد إشارة. أنت مازلتَ غير خبير في
الإشارات . إنه ليس ذئباً يحتضر! إنه فيل ضخم ، من تلك الانواع التي لا
تصاب بالسرطان . وقد جاء كي يهدم جميع المجازات والإشارات.
لكنه أتى مدفوعاً برؤية إشارة يقين كان يرعى بهدوء في سافانا في
الكونغو ، حين رأى علامة الذئب المريض تتشكل في الأفق أمامه.
فقطع القارات، وحضر نحوي متخذاً هيئة صديقه القديم، لأساعده على
الانتحار. يبحث الجميع عن العلامات يا صديقي، تبحث عنها أيضاً قطة
جارتي التي تطلّ من شرفتها المحبوسة فيها، فترى علامة على شكل برج
إيفل ، تتقدم عبر الحديقة، وهي تصفر لحناً مرحاً.
تقول للقطة ، هذا ليس لحناً! هذا صفير القطار الهولندي الذاهب إلى
باريس هذه الليلة. تحدّق القطة فيك بمودة، وتنصرف عن الشرفة وهي
سعيدة.
ولأنك واثق من علامة القطار-البرج.، ستتبع هذه العلامة ، ستستقل
القطار ، وتصل باريس في الصباح. ثم تذهب لزيارة برج إيفل.
1- أرأيتَ! أنت لا تملك النبوءة الصحيحة ، وعلاماتك مزيفة تماماً. أنت لا
تحبُّ برج إيفل ولا ترغب في زيارته.
2- أنت محق، أنا أحبُّ قرية جبلية في جبال (زاكوبوني) حيث سهرتُ ليلة عيد
ميلاد، وشربتُ الفودكا مع عجائز الجبل، وحدثتَ السَّيد المصلوب على
الجدار طوال ساعات طويلة من الاستلقاء في غرفة تشبه الثلاجة.
1- أين علامة تلك القرية؟
2- لا أراها!
1- فاصنع علامة ترشدك إليها.
2- لا أرغب في ذلك.
أرغب في الحقيقة في صنع علامة سنفور غاضب، وتسجيلها كماركة
مسجلة باسمي.
1- أخبرني عن هذه العلامة!
2- حين ترى سنفوراً غاضباً يرتدي الأزرق ، لا تترددْ، الحقه، سوف يقودك إلى
شرشبيلات شريرة، تحتجز في الاقفاص الدياسم المخصصة لحدائق
الحيوان.
1- هل عليَّ تحرير صغار الدببة من الأقفاص؟
2- هذه مهمة سنفور الغاضب، أما السنافر اللطيفة التي تبدو لذيذة
كمعجنات اللوز والسكر فهي شريكة الشرشبيلات في المؤامرة.
1- وأي مؤامرة؟
2- مؤامرة تزييف العلامات. تفحصْ هذه العلامات في هذا النص !
إنها إشارات مرور تضمن استمرار التدفق فوق جسد فكرة.
1- هل ماتت الفكرة بعد حادث مروري؟
2- بالتأكيد، لقد أصابتها علامة السهم في القلب تماماً.
1- ومن أطلق علامة السهم ؟
2- سنفور غاضب ، يحاول دائماً إصطياد السيارات التي تحاول دهس
الأفكار الجميلة.
1- من نجح ؟ ومن فشل؟
2- ألا تسمع صوت سقوط قطيع البوفالو في وادي النهر الجاف!
1- إنها النهاية إذاً.
2- إنها نهاية العلامات، وبداية العمى الحقيقي الذي ينتشر أثناء تنظيف
العلامات القديمة الزائفة من العث والديدان، ومحاولة تفضيضها.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقنعة مبسوط
- بدون
- الشكل والمعنى
- PKKA
- كيمياء الروح
- ترجمة قصيدة احتمالات لفيسوافا شيمبورسكا
- المدينة والحب والموت
- حوار عن الوطن
- تواضع الثقافة الهولندية
- ليلى والذئب-ذات الرداء الأحمر
- نيوتن آخر السحرة!
- عفريت ماكسويل
- روحانية المعرفة
- ترميد جثة الحنين
- عم داروين والشعراء
- في حديقة كنيسة السلام في Bussum
- جوليا روبرتس وشهرذاد
- البلاسيبو والدين
- هاشيمتو
- عربة الوصف


المزيد.....




- تصوير 4 أفلام عن أعضاء فرقة The Beatles البريطانية الشهيرة ...
- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - السنفور الغاضب