زاهر رفاعية
كاتب وناقد
(Zaher Refai)
الحوار المتمدن-العدد: 7049 - 2021 / 10 / 16 - 10:50
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
طالما أنّك ستأتي وفي موقع "الحوار المتمدن" ,أكبر معاقل التنوير الناطقة بالعربية لتشتم المولود الذي يأتي لأبوين دون موافقة شريعة محمد بن آمنة على زواج والديه وتقول عنه أنّه ابن زنا ويستحق والديه الجلد والتشهير, فيسعدني على ذات الموقع أن أخبرك بأنَ الزواج وفق الشريعة المحمّدية ما هو في كثير من جوانبه سوى دعارة قسرية واستعباد جنسي. وإن كنت ستأتي وتغلّف سمومك الاجتماعيّة المستندة على كتاب الجريمة المقدّسة المسمّى بالقرآن تحت غطاء الحفاظ على مصلحة الطفل والأسرة, فأودّ إخبارك بأنّه ما من شرعة اجتماعيّة ظلمت الطفل والمرأة أكثر من شريعة محمّد الذي تتباهى بها أمامنا .
تأتون هنا في الحوار المتمدن وباسم الإصلاح الإسلامي تبررون للمجتمع المسلم في الدول العربية ملاحقة الناس في فراشهم, وتطالبون بنشر رذيلة الحدود الإسلاميّة وتسوّغون التعدي على حقوق الناس وحرياتهم وتشتمونهم في شرفهم وتطالبون بفضحهم والتشهير بهم وضربهم أمام الملأ وتطلقون على مولودهم اسم ابن الزنا, كل ذلك فقط لأنّهم لم يأخذوا رأي محمّد في هذه العلاقة الجنسيّة, ثم تطلقون على أنفسكم المستنيرون, وتظنّون أنكم تحملون للناس مشاعل النور!
كل الذي ذكرته يا أحمد صبحي منصور في مقالك المليء بغبار صحراء محمد بن آمنة حول مفهوم "ابن الزنا" ينطبق على اللقيط مجهول الأبوين وليس على ابن العلاقة الجنسية بين بالغين راشدين عاقلين قاما بفعل جنسي دون أخذ رأي محمد ورأي والد الفتاة -يعني دون زواج إسلامي - ثم نتج عن هذه العلاقة أطفال فقاموا بتربيتهم وكوّنوا فيما بينهم أسرة.
أما الزواج الإسلامي فما هو إلّا عقد نكاح ووطئ المرأة بإذن والدها أو بأمره مقابل مبلغ من المال يدفعه الناكح للزوجة مقابل استحلال فرجها. كنت أودّ هنا إجراء مقارنة بين هذا الزواج وبين الدعارة, ولكن احتراماً لكل الناس الذين لهم مكان في القلب أنأى أن أحملهم جريمة كتاب لا يحفظون منه سوى الفاتحة.
قال محمد: وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ--------------- وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ--------------- بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ--------------- فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ.
يعني لو مش معاك مال كافي تشتري بيه ابنة رجل مسلم حر, فاذهب واشتر بالقليل من المال ابنة أحد الملحدين من سوق النخاسة ومتع نفسك بيها. هذا هو تفسير الآية يا أهل الترقيع.
قال محمد: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}
تبتغوا بأموالكم يا شيخ أحمد .. نكاح وملكات يمين... عادي ده شرع ربنا.. لو معاك فلوس تبقى تروح تشتري امرأة ابنة رجل حر لم ينكحها من قبلك أحد غير معروف, اما لو مش معاك فلوس فبتروح تشتري وحدة جعلها المسلمون لك ولغيرك سبيلاً جنسيّاً لمن شاء أن ينكحها متى شاء. ثم تسألون من أين اتتكم داعش, ومن أين أتت داعش بتعاليمها!
بينما الجنس بالتراضي خارج مؤسسة الرضا الذكوري المحمدي فهو زنا ويستحق التشهير والجلد, حتى لو كان طرفي العلاقة بالغين راشدين وبكامل الأهليّة. مش كده يا شيخ أحمد؟ لا وحضرتك تأتي وتفتخر بأن الله قال بحد الجلد وليس الرجم.. لا يا شيخ طب بالله اسألك تعرف يعني ايه حقوق انسان؟
لن آتيك لا من السنة ولا من الاحاديث لأنني أعرف أنك قرآني, ولكن ما هذا القرآن الذي تأتي دائماً لتلوّث مواقع الدفاع عن حقوق الإنسان بتجميل وتقديس همجيّة تعاليمه إلّا أصل العلل والأمراض التي اصابت مجتمعاتنا وأصابت الكثير من المؤمنين به بالعمى الأخلاقي وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً.
الزواج في الإسلام عقد فصل عنصري وقسر على التحول للإسلام وإلّا فالتهديد للطرفين بفسخ العقد والجلد وتشريد ثمرة علاقتهم واعتباره ابن زنا:
قال محمد: {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ
انظر لهذا الفصل العنصري ولا نريد أن نسمع تبريرات أقبح من الكلام ذاته, انظر كيف أن الذكر المسلم يحق له أن ينكح ما طاب له ومن شاء بينما ان تزوج اخته نفسها لمسيحي أو ملحد فهذا يجعل العقد باطلاً ويجعل ابنهما ابن زنا, وقد تتم تصفية الفتاة جسدياً في بعض المجتمعات ودون تبعات قانونية او مجتمعية على المسلم الذكر المجرم الذي قام بفعلته.
ثم انتبه إلى أنّ الزواج المحمدي هو علاقة من طرف واحد, يعني هو قرار لا تلعب فيه المرأة من دور غير دور الجارية إن لم نقل الداعرة. كل الكلام حول الزواج المحمدي هو كلام موجه للذكور حول عملية وقواعد تبادل النساء فيما بينهم سواء أكنّ حرائر أم جواري.
يقول محمد: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}.
وأيضاً يقول: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
انظر يا شيخ أحمد صبحي منصور إلى هذه الطريقة الدونية الداعرة التي يعامل بها القرآن المرأة في موضوع الزواج, ثم تأتينا حضرتك وتشتم الناس في أعراضهم باسم قرآنك إن هم قاموا بتكوين أسرة بعيداً عن رضا شيخ الجامع وكتاب محمّده. الآن بدا يتضح لنا مفهوم الزنا الحقيقي!
الإسلام لم يضع ولا حتى حد أدنى من عمر الهدية الأنثوية التي يحق للرجل إهداؤها لآخر, لا كزوجة ولا كجارية, ويحق للرجل الاستمتاع بها من فوره بشرط أن يأمن على حياتها من حجم قضيبه! ولن آتيك بالدليل لا من بيدوفيليا محمد مع عائشة ولا من الأحاديث, بل من القرآن, أي الكتاب نفسه الذي أردت أن تقول بأنّ تعاليمه تحفظ للطفل حقوقه في جو أسري حنون.
قال محمد في شرح المدة التي يجب أن تنتظرها المرأة حين يرميها زوجها ككيس زبالة تحت مسمى الطلاق : وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ--------------- وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ--------------- وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.
انظر يا فصيح القرآن لكلمة "اللائي لم يحضن" ما هذا القرف! طفلة لم يأتها الحيض ولكن يحق للرجال تبادلها فيما بينهم .. إنكاح ..طلاق...ثلاثة أشهر استراحة من المضاجعة.. ثم عودة لإمتاع الرجال. هذا عندكم زواج حلال وخير للطفل والأسرة من عقد زواج عن تراض بين رجل وامرأة بكامل الأهلية. والأقرف من ذلك أنكم تريدون أن تأتوا بهذا الكتاب وإلى موقع الحوار المتمدن وتستغلون تسامح إدارة الموقع لتنشروا أسوأ ما خطته يد البشر بحق الطفولة.
انظر يا أحمد إلى هذه الدونية والتشيؤ في معاملة المرأة من عند والدها حين يريد منحها لرجل آخر تحت مسمى الزواج, انظر إلى عقد إنكاح بين نبيين! الأنبياء الذين يجب أن يكونوا قدوة للبشر راح أحدهم ومنح الآخر "إحدى ابنتيه" على انها أجرة رعي الثاني لأبقار الأول, وأقصد قصة موسى وشعيب: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ.
الزواج الذي اتحفتنا به يا احمد في مقالك المذكور هو الذي يبيح للرجل أن يخلع المرأة من رجله كما الحذاء أو يلبس في قدمه الأخرى واحدة مثلها بالإضافة لزوج من مثليهنّ يخبئهنّ عند الطلب.
قال محمد: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ.
لماذا لم يبح محمّد للمرأة أيضاً أن تفعل الجنس مع أكثر من رجل في الوقت نفسه؟ فكك من كليشيه اثبات النسب والكلام الفارغ بعدكم عايشين بالصحراء قبل ألف عام. صرنا في القرن الواحد والعشرين وصار اختبار الحمض النووي أسهل واسرع وأكثر موثوقيّة من اختبار الحمل نفسه قال على أساس لو عملنا فحص اثبات النسب على أولاد "الزواج المحمدي" سيثبت نسبهم جميعاً لمن هم منتسبون له بموجب زواج أمهاتهم أليس كذلك يا بتوع النسب؟!
أعلم أن هذه هي اللحظة التي يفلس فيها مغسول الدماغ ويسال الراوي إن كان يرضى هذا لزوجته؟ وأقصد تعدد الأزواج. ولأنني تعلمت ألّا أغضب من الجاهلين سأجيب عن هذا السؤال بالتفصيل:
لا يا سيدي الكريم لا أرضاه لزوجتي تماماً كما أن زوجتي لا ترضاه لي. وهنا أنأى بنفسي كما أنت لا تفعل, أنأى عن أن أقهر زوجتي باسم الله ومحمد وآتي لها رغماً عن أنفها بواحدة أخرى أضاجعها في الغرفة الثانية. هل تعلم لماذا لا أرضاه لها؟ لأننا تزوجنا بعقد زواج مدني برضانا كلانا وحدنا فقط لا غير, بعقد حب وعهد على صون الآخر والإخلاص له إلى الممات. لم أشتر زوجتي من أبيها لأنكحها, ولم أدفع فيها المال لأستحل فرجها حتى تهون عليّ دمعتها ويهون على قلبي فيما بعد أن آتي لها بثانية وثالثة ورابعة بل وأذهب لسوق النخاسة وأشتري طفلتين مسروقتين من اهليهم بعد قتلهم ثم آتي بالجميع للمنزل وأضاجعهنّ على مرأى ومسمع منها... سامعين يا بتوع المجتمع يا الخايفين على مستقبل الأطفال وعلى مفهوم الأسرة والمجتمع من ضرر الجنس خارج الزواج؟ هذا هو الزنا الذي يستحق فاعله الضرب على اليد, وليس الذي يتزوج من حبيبته بمعزل عن رضا محمد وابيها (طبعاً فقط في حال كان أبوها غير مؤهل أخلاقياً لمباركة هذه الزيجة, أما بخلاف ذلك فمباركة الأب للزيجة تبارك البيت وتنوره)
مفهوم الزواج الإسلامي هو إهانة للمرأة جملة وتفصيلاً, انطلاقاً من عدم الاعتداد برأيها في مسألة اختيار الزوج ولا الاعتداد بعمرها, مروراً بدفع المال مقابل نيكها, عطفاً على إحلال خيانة زوجها لها شرعاً مع اكثر من واحدة كزوجات ومع عدد لامتناهي كجواري, وانتهاء بحصرية العصمة بيد زوجها وإباحة طلاقها طالما بمقدوره النفقة عليها وعلى أولادها.
أما الزنا يا شيخ أحمد في الإسلام ليس أكثر من أن يغدر رجل برجل آخر ويضاجع واحدة من بناته ببلاش دون دفع الأجرة. ولا يكفي هنا من عذر للرجل ولا حتى لو كانت الفتاة هي التي اختارته قبل أن يختارها, ولا حتى لو أخذ الشاب حبيبته ووضعها في عيونه وقضى العمر تحت رجليها لا يبتغ من هذه الدنيا غير راحتها ورضاها... هذا عقد باطل وزنى... لابدّ أن يسترضي أبوها ومحمّد بن آمنة وان يدفع الأجرة ثم فليعاملها كالدواب بعدها إن شاء لافرق!
الخلاصة:
الصيغة التي تكلّمت بها يا أحمد صبحي منصور عن الأولاد الذين يأتون للدنيا بغير عقد زواج تنطبق على أولاد العلاقة العابرة مع داعرة ترمي بمولودها على مفترق الطريق, وهذا حيف وقلة أدب بحق كل العوائل السعيدة التي شاء كلا الطرفين فيها العيش سوية وتربية أطفالهما والعمل للإنفاق على الأحلام المشتركة دون أخذ رأي المجتمع والدين بهذه العلاقة.
هذه الصيغة التي تكلمت بها يا أحمد والتي تظن أنّ فيها خلاص المجتمعات وضمان حقوق الأسرة والمجتمع لهي بالضبط الصيغة المجتمعيّة التي هدمت مجتمعاتنا وجعلتنا في ذيل العالمين. تنطلق هذه الصيغة من تشيؤ المرأة ومعاملتها منذ الولادة على انها ملك للزوج المستقبلي وحياتها رهن برضا المجتمع عنها ولا يحق لها لا العمل لإعالة النفس ولا اختيار شريك حياة على مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات. ثم يعيب عليها المجتمع إن هي بقيت بلا زواج على انها عانس وبضاعة بور, او أنها عاصية لله ولأبيها لأنها لا ترض أن تفتح ساقيها لاحد الناكحين الذين تأتي بهم الخطابة لمنزلها. وإن قبلت المرأة ولا حول ولا قوة الا بالله بأن تهرب من جحيم المجتمع لتجرّب حظها مع احد الناكحين المقتدرين على دفع أجرة وطئها, يأتي بعدها مولانا الناكح يصلي بها في ليلة الدخلة جماعة ويقرأ في الركعة الأولى آية فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع. آه.. نسيت قلكم رأي البعض بأن التعدد خير من الخيانة, هذه قلة أدب وسفالة ان تخير زوجتك بين أن تخونها بعلمها أو تخونها من وراء ظهرها.
لنكمل.. وإن هي أي المرأة تجرأت وطالبت أن يعاملها الرجل كإنسان في مساواته من حيث الحقوق الأساسية كالعمل والإنفاق على الأولاد والحق في التصرّف بممتلكات الأسرة وميزانيتها والحق في المساواة في مسألة العصمة الزوجية وعدم إجازة الطلاق إلا برضى الطرفين.. ماذا يحدث حينها إن حزرتم؟ يحدث وأن يتكالب عليها المجتمع والأهل باسم الله ومحمّد والقرآن الذي يتحفنا أحمد صبحي منصور بآياته في موقع مدافع عن حقوق الإنسان, أي نعم يتكالبوا على المسكينة ويذكرونها بآية القوامة الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ, ثم يعيدونها لبيت الطاعة كي تتناول البراز على مائدة رجل تود لو تنشق الأرض فتبتلعه.
أما إن طلقها زوجها فالسؤال هل يطلقها المجتمع وألسنة الناس الذين تربوا على هذا القرآن من لوك حكايتها ومن هتك عرضها لمجرّد مثلاً إن هي ذهبت للصيدلية تشتري لنفسها فوطة صحية حين تأتيها العادة الشهرية, وكان البائع ويا لعارات الدهر صيدلاني رجل؟ أو ان يذلها زوجها السابق ويستعبدها بالنفقة على أولادها! او تصبح من بعد زوجها بضاعة مستعملة تنتظر أحداً أن يسترها من قرف المجتمع المهم أن يكون مقتدراً بالمال حتى لو كان بعمر جدها.
افيقوا فقد أحرقتم الناس والمجتمعات بكتابكم هذا , ثم يأتي المرقعون على مواقع الدفاع عن حقوق الإنسان والمرأة يريدون تلميع آياته, التي لم يأبه من كتبها أساساً أن تكون مقبولة ولامعة وإلّا لما أعمل السيف في رقاب من يرفضها.
اسمع يا شيخ أحمد وأنت الذي تتكلم عن مشكلة أولاد الزنا كمشكلة مجتمعية حلها في الزواج وتقصد به الزواج المحمدي القرآني طبعاً, يسعدني أن اخبرك بأنّ القرآن تحديداً هو الذي خلق مشكلة هؤلاء الأطفال بسبب تحريم محمّد للتبني والذي كان يهدف منه محمد الزواج من زينب التي هي زوجة ابنه! ثم تأتي أنت لترقع لمحمد وتقوم بتحميل المجتمع البشري مسؤولية انت خلقتها له؟
قرآنك أبطل زواج والديه.. قرآنك أسماه ابن زنا... قرآنك حرّم عليه أن يتبناه أحد ويحمل اسمه.. ثم تأتي أنت لتقول أن مشكلة أولاد الزنا تكمن في الانجاب خارج الزواج القرآني!
هل تظن أن الشاب عموماً يريد ان يهرب ويتوارى عن الأنظار في اللحظة التي يسمع فيها ان حبيبته حبلى؟! لا يا سيد إنما يريد أن يفرح ويحلم باللحظة التي يحمل فيها ابنه بين يديه. ولكن ولعلمه بأنّ المجتمع سينبذه هو وابنه ويعتبره زاني ويعتبر ابنه ابن زنا فيقوم إما بالاتفاق مع حبيبته والهرب من عسف المجتمع الذي يتغوط في الأخلاق ويدّعي أنه على رأس حماتها, أو يهرب الفتى بنفسه خيفة على نفسه من القتل. فقط وفقط لأنّه أحب فتاة مسلمة مثلاً أو لأنّ أبو حبيبته يعبد المجتمع ولا يشعر بان الشاب يليق بعائلتهم. عافت الألسن أن تصف!
كي لا يقال أنني أهدم ولا أبني, سأعطيكم انموذجاً بديلا لبناء الأسرة وحفظ الحقوق للفرد سواء أكان ذكراً أم أنثى وبالتالي حفظ المجتمع. النموذج اسمه "الزواج المدني" وخلاصته هي كالتالي:
1- يحق لأي رجل وامرأة أتمّا السن القانوني وأصبحا مكلفين قانوناً أن يتقدما لقاضي الأحوال الشخصية ببطاقتهما وعلى القاضي ان يستوثق من رغبتهما في الزواج وعدم وجود عقد زواج سابق لأحدهما مع طرف ثالث, ومن ثم يزوجهما القاضي باسم الشعب. بغض النظر عن دينهما وعرقهما وجنسية الدولة التي أتوا منها.
2- أقول حق وليس واجب, لأنه في حال عدم الرغبة في توثيق عقد زواج فيحق لهما تسجيل نفسيهما في علاقة حياة مشتركة عند مكتب الأحوال الشخصية. وعلى الدولة تقع مسؤولية حماية هذه الخلية المجتمعية واطفالهم.
3- يتحمل كلا الطرفين كامل المسؤولية المادية عن الانفاق على خليتهما المجتمعية, كل واحد منهما حسب استطاعته, أو بالاتفاق والتراضي بينهما.
4- النسب يثبت بإقرار الطرفين او تتكفّل الدولة بمصاريف تحاليل الحمض النووي اللازمة عند اعتراض أحد الطرفين على ثبوت نسب الطفل.
5- في حال ثبوت النسب لمجهول يحمل الطفل كنية أمّه وجنسيّة بلادها.
6- الطلاق لا يتم إلّا برضى الطرفين أو بإخلال فادح متعمّد من أحد الطرفين بعقد الزواج. في حال التراضي يتناصف الطرفين ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة. في حال الإخلال بعقد الزواج يحكم القاضي بالتعويض المناسب.
7- ينسب الأطفال لذويهم بعد الطلاق طالما لم يقم أحد الوالدين بالإخلال المتعمّد الطويل الأمد في رعاية الأطفال والإنفاق عليهم.
في الختام:
اعتذر صادقاً ومن كل قلبي لكل زوج وزوجة متحابين تزوجا على طريقة الإسلام إن أحسّا بأنّ الكلام فيه إهانة لعلاقتهما الزوجية. انا لم أقصد إهانة أي علاقة حب تجمع بين أي رجل وامرأة وفق أي دين أو لادين تقوم علاقتهما. مقصدي كان هو أنّ الحب وعلاقة الحياة المشتركة الجديرة بالاحترام هي حق لكل رجل وامرأة تعاهدا على المحبة والإخلاص بينهما, دون اشتراط رضا المجتمع والدين أو أي طرف ثالث عن تلك العلاقة. ولا يصحّ ولا يحق تحت أي ذريعة أو شريعة أن يحتكر أحد ما صلاحية توزيع صكوك الاحترام لعلاقة الناس ببعضيهم الجنسية والاجتماعية طالما هم ارتضوها لأنفسهم. ولا يحق لأي احد أن يفرّق بين الناس ويهدم العلاقات ويقوم بالتشهير والشتم وضرب الناس في الشوارع وتشريد أولادهم فقط لأنّه صاحب معتقد يخبره بأنّ علاقة هؤلاء لا يرضى عنها الله أو أحد من البشر.
.
يمكنكم العودة لمقال أحمد صبحي منصور في موقعه الفرعي في مؤسسة الحوار المتمدن وقراءة المقال المعنون: رعاية الطفولة في الإسلام : ( 3 ) العفة الجنسية حماية للأطفال. المنشور بتاريخ 15 أكتوبر من عام 2021.
#زاهر_رفاعية (هاشتاغ)
Zaher_Refai#