أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الدولة الفاشلة














المزيد.....

الدولة الفاشلة


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الدولة الفاشلة ؟ وكيف نميز الدولة الفاشلة من الدولة المنهارة ؟
يجب أن ندرك جليا أن نجاح الدولة أو فشلها يعتمد على مدى نجاحها في تسويق بضاعتها السياسية الأساسية . وعندما تفشل الدولة أو تنهار يجد اللاعبون الدوليون والإقليميون فرصتهم السانحة في التدخل تحت عناوين شتى .
والبضاعة السياسية هي الحاجات الأساسية للمواطنين , ولها تسلسل من حيث الأهمية حيث يأتي الأمن والأمان في الطليعة وخاصة الأمان الإنساني. وعند تحقيق الأمان يمكن تأمين بقية البضاعة السياسية . وربما كان أهم سلع البضاعة السياسية سيادة القانون واحترامه والمشاركة الحرة والكاملة في الحياة السياسية أما باقي السلع فيمكن أن نذكر منها العناية الصحية والتأمين الصحي والتربية والتعليم والقضاء والنقل والجامعات الأكاديمية الموثوقة والشرطة والجيش.
وتستخدم البضاعة السياسية بشكل جوهري في تحديد قوة الأمم وضعفها أو فشلها . الدولة القوية تقوم بمباشرة عملها بنفسها تطبق القانون وتمارس كل صلاحياتها بنفسها والدولة المنهارة مثال نادر ومتطرف للدولة الفاشلة . في الدولة المنهارة يتم تطبيق القانون عبر القطاع الخاص أو بالواسطة وتنتشر عصابات السلب والنهب والتخريب والبلطجة التي تحيد الدولة وتمارس دور الرقيب على أعمالها ومع الوقت يعتاد المواطنون على طلب المساعدة من القطاع الخاص وليس من القطاع العام الذي تديره الدولة .
ومن المؤشرات التي تدل على أن الدولة فاشلة في عملها يمكن أن نذكر ما يلي:
انتشار العنف والاعتداء على الأملاك العامة ومحاولة تدمير البنى التحتية من قبل منظومات مسلحة تتبنى عقائد مختلفة وتنشر الفوضى .
نمو السلوك والعنف الإجرامي وتجارة السلاح والمخدرات وظهور أثرياء الحرب وشركات الحماية المسلحة .
انتشار الفساد في المؤسسات ويصير المشرعون ورجال القانون ألعوبة بيد أصحاب السلطات يشرعون لهم ما يريدون من قرارات وقوانين وأنظمة .
تدني التعليم العام وتعزيز التعليم الخاص وتدني الخدمات الطبية الحكومية وزيادة الخدمات الطبية الخاصة . وتنتشر الأمية وتزداد نسبة الوفيات بين الأطفال. وتجد حملات منظمة لتشويه سمعة القطاع الحكومي وتمجيد الخصخصة .
انحدار الناتج القومي وضعف دخل الفرد وتراجعه إلى المستويات الدنيا والارتباك في إيجاد الحلول السليمة للمشكلات الناشئة .
تبدأ الحكومات بفقدان مصداقيتها ويبدأ القادة والمسؤولون بالعمل لمصالحهم الشخصية ولأقربائهم أكثر من العمل للصالح العام وبالتالي تبدأ الحكومات في فقدان شرعيتها ومصداقيتها وتبدأ العلاقة بين المواطن وحكومته بالانحدار.
القيادات المدمرة والفاشلة والحائرة هي التفسير الطبيعي المعتاد للدولة الفاشلة والمنهارة . ويظهر هنا الدور الحاسم والمصيري للعنصر البشري في تجنب الفشل والوقاية من الانهيار . ويمكن اتخاذ الإجراءات الوقائية والخطط الإسعافية للحد مخاطر الانهيار.
هناك إشارات تدل على الدولة الفاشلة وتميز سلوكها على سبيل المثال وليس الحصر الانحدار السريع في قيمة العملة والانخفاض في الدخل الفردي والقومي وانحدار مستوى المعيشة والابتعاد عن الأصول الديمقراطية وفوضى الإجراءات والقرارات وتزايد عدد الضحايا وانتشار الأوبئة والأمراض وانحدار مستوى التعليم.
في كثير من الأحيان لا يمكن للقادة إيقاف فشل الدولة عند زيادة التدخل الخارجي في البلاد وزيادة الولاء للقوى الخارجية والتبعية في القرار لأجهزة المخابرات العالمية المختلفة التي تنفذ أجندات لا علاقة لها بالسكان الأصليين للبلاد. وبالتالي يخرج القرار في نجاح البلد أو فشله من أيدي قادته ويصبح في أرجوحة القوى الدولية وتجاذباتها .
إن إعادة بناء الدولة الفاشلة وإحيائها من جديد قد يستغرق جيلا كاملا وأكثر ويجب على القوى الدولية الكف والامتناع عن التدخل المباشر وغير المباشر وتقديم الدعم المالي والمعنوي والقانوني حتى تتمكن الحكومات من امتلاك زمام المبادرة في إعادة البناء المبرمج بالتدريج .
ويجب أن نذكّر أن الأمن والأمان هما شرطان مسبقان وضروريان لبناء الدولة الناجحة ومن دونهما لا يمكن انتعاش الاقتصاد والتعليم والقضاء والجيش وانطلاق حملات التطوير في البلدان الفاشلة .
وعند تحقيق الأمن والأمان تبدأ المرحلة الانتقالية في بناء الدولة من جديد على أسس علمية وسياسية وقانونية تحترم الرأي والرأي الآخر ويتم التركيز على الأهداف الأساسية في بناء الاقتصاد وإعادة هيكلة القانون والدستور وإحياء المجتمع المدني وفصل الدين عن الدولة وبناء المؤسسات على أسس علمية ومنطقية ومدنية .
وإذا حاولنا تقييم دول العالم النامي وبعض الدول المتطورة فهل نستطيع أن نصنفها في إطار الدول الناجحة ؟ المؤكد في علوم الحياة أن التقدم والتطور له قوانينه ومساراته الأخلاقية والقانونية والسياسية وللتخلف والفشل قوانينه ومساراته الأخلاقية والقانونية والسياسية .



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجمل قصائد صامويل تايلور كوليريدج
- دبلوماسية المتاحف، فن الدبلوماسية: المتاحف والقوة الناعمة
- العمل بلا أمل
- الجهل يثير الفضول والفضول يعالج الجهل
- هل العودة للدين الأنثوي تنقذ العالم؟
- أهمية الفلسفة في حياتنا
- أضواء على المرأة الناجحة
- تاريخ العلم السري
- الدكتاتورية الرقمية
- زيت الزيتون ، مارك كيرتس
- حب ، صامويل تايلور كوليردج
- آلام النوم ، للشاعر صموئيل تايلور كولريدج
- عندما يصبح الإله صديقا
- الفلسفة المعاصرة
- العَقْدُ النّفسي و تسريع التغيير في المجتمع
- أبانا الذي في فرساي
- الحق أمام البيرنية خطأ وراءها
- نحن و الغد
- العيد اختراع إنساني
- أخلاقنا وأنماط تفكيرنا


المزيد.....




- بايدن يعترف باستخدام كلمة -خاطئة- بشأن ترامب
- الجيش الاسرائيلي: رشقات صاروخية من لبنان اجتازت الحدود نحو ...
- ليبيا.. اكتشاف مقبرة جماعية جديدة في سرت (صور)
- صحيفة هنغارية: التقارير المتداولة حول محاولة اغتيال أوربان م ...
- نتنياهو متحدثا عن محاولة اغتيال ترامب: أخشى أن يحدث مثله في ...
- بايدن وترامب.. من القصف المتبادل للوحدة
- الجيش الروسي يدمر المدفعية البريطانية ذاتية الدفع -إيه أس 90 ...
- -اختراق شارع فيصل-.. بداية حراك شعبي في مصر أم حالة غضب فردي ...
- بعد إطلاق النار على ترامب.. بايدن يوضح ما قصده في -بؤرة الهد ...
- ترامب يختار السيناتور جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد الكريم يوسف - الدولة الفاشلة