|
كلمة للشباب ، مرة أخرى
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 23:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يجب أن أعترف مرةً أخرى أني لا أملك وصفات جاهزة و لا حقائق مطلقة أثبتها ، و لا مواعظ أخلاقية أو وطنية و لا حتى إنسانية ألقيها ، هي همسات لا أكثر ، تتلخص في كلمتين : كن نقديًا تجاه كل ما تقرأ و تسمع ، و قل ما أنت مقتنع به ، بغض النظر عن كل شيء … أنا لا أؤمن بأي شيء لكني سأصفق لك و سأقف إلى جانبك و أدافع عن حقك في التفكير و التعبير عما تقتنع به دون تردد عندما تكتب ما تؤمن به أنت ، أيًا يكن ، و تذكر ، لا يهمك ما أقوله أو أعتقد به أو يقوله و يعتقده الآخرون ، طبعًا إلى الحد الذي يمكنهم أن يؤذوك و هم يحاولون إعادتك إلى "جادة الصواب" … و تذكر أن أمامك طريقين ، أو أكثر ، لكن لنبدأ بالطريق الأقصر ، أن تقترب من حاكم ما ، سواءً من يحكم بلادك "الحبيبة" أو حكام بلاد منافسة لها ، تمتدحه ، و تمتدحه ، و تبدع في هذا المديح ، أن تأخذ بالصعود التدريجي في هرمية هذا النظام و مع كل خطوة إلى الأعلى تقترب فيها من مقام الحاكم بأمره تكون قد اقتربت من تحقيق حلمك … أو أن تنتمي إلى تيار ما "عريض" ، تحفظ ما يقال هناك ، "تبدع" في الحفظ و التكرار و في إثبات اقتناعك بكل هذا الذي يقال ، اقتناع لا يرقى إليه شك ، ثم تصعد في هرمية هذا التيار شيئًا فشيئًا الخ الخ … أنا سأقترح عليك طريقًا "ثالثًا" أو الأصح أن أذكرك بهذا الطريق : أن تفعل ، تقول ، تكتب ، ترسم ، تغني ، تفكر ، كما تعتقد أنت … أنا هنا لا أعني أن تفكر و تكتب و تعيش فقط بغض النظر عما تعتقده السلطة في بلادك أو في غيرها ، بل حتى من يمثلون "سلطة" أو مرجعية ثقافية أو فكرية أو إنسانية الخ … تذكر أن فوكو لم يصبح فوكو بترديد ما قاله الآخرون ، هذا لا يعني أن البشرية مستعدة بعد للاستماع إلى ستة مليارات فوكو ، ما نزال بعيدين عن ذلك و لا أعرف إذا كنا سنصل إلى هناك أساسًا ، لكن المكافأة الوحيدة لأن تقول ما تعتقد به أنت ليست فقط أن تبدع لفكرة جديدة أو قصيدة أو قصة أو لوحة جديدة الخ ، بل في أن تكون أنت أنت ، هذه مكافأة تستحق التجربة كما أزعم … أزعم أيضًا أن ما هو أكثر أهمية من البحث عن طرق الوصول أو الصعود ، هو أن تفهم ، أن تعرف ، أن تبدع طريقتك الخاصة للوصول إلى "الحقيقة" ، أن تصل إلى "حقيقتك" أنت اقرا و اختار ما تشاء ، جرب ، فكر ، اشتم ، آمن ، اكفر ، افعل ما تريد ، لكن واصل البحث ، إبدا البحث ، أينما تريد ، كيفما تريد ، و لا تتردد في السير مهما كانت التابوهات التي تعترض طريقك … يفهمنا الكثير نحن اللاسلطويون بشكلٍ خاطئ ، نحن لا نريد فرض شيء على أحد ، لا نريد فرض الإلحاد أو الحرية على أحد ، عدا عن استحالة ذلك و أن هذا هو مجرد هراء ، هذا هو أساس أية سلطة و جوهرها ، أما ما نريده كلاسلطويين ، ما نريد بالفعل أن "نفرضه" على السلطويين من كل المشارب هو أن يتوقفوا عن دس أنوفهم في شؤون الآخرين ، عن فرض أفكارهم و معتقداتهم على الآخرين ، أن يمتنعوا عن محاولاتهم المستميتة لحكم البشر الآخرين بالقوة القهرية … أن يتوقفوا عن محاولاتهم المستميتة لزج كل من لا يعجبهم في السجون أو ذبحهم أو قتلهم أو استعبادهم … لا نريد فرض الإلحاد على المؤمنين و لا أي إيمان على الملحدين ، كل ما نعتقد أن على الجميع أن يفهموه و يسلموا به هو حق كل إنسان بأن يؤمن بما يريد و يعيش كيفما يشاء … لا أملك الحقيقة و لا يملكها غيري ، بشكل من الأشكال أنا الشيء الحقيقي الوحيد بالنسبة لي ، و أنت كذلك بالنسبة لك ، على الأقل هذه نقطة الارتكاز الحقيقية الأكيدة لعالمك كما لعالمي …
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كامو و ميشيل عفلق و المودودي ، ميرسو و خالد بن الوليد
-
الوطنية : خطر يتهدد الحرية ، لإيما غولدمان
-
عن علمانية المعارضة السورية
-
حوار مع منير كريم و عبد الحسين و صباح عن الحكومات و الحقوق و
...
-
إلى الشباب
-
من القانون الطبيعي لليساندر سبونر
-
تروتسكي و نيتشه : الماريشال و الإنسان المتفوق و زرادشت
-
كيف تدجن حيوانًا بريًا
-
تعالوا أحدثكم عن الإنسان الأعلى
-
الحرية في مفهوم الثوار الأحرار السوريين
-
عندما التقيت محمد الفاتح
-
ليس دفاعًا عن أسامة الرفاعي و مناف الحمد
-
نحن و أشرف الغاني و دونالد رامسفيلد
-
حوار مع آراء الرفيق جلبرت الأشقر عن التجربة التونسية
-
تسامح و تعايش
-
لا قيس سعيد و لا راشد الغنوشي
-
لا شريك لك لبيك
-
أختي العزيزة غادة السمان ، الموت لميلا ، كرمال عيونك
-
الجماهير ، الثورات ، النخب العاجزة و الطامحة ، سقوط الشعارات
...
-
سوريا الحرة و سوريا الأسد و انا و انت
المزيد.....
-
بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي
...
-
الجيش الأمريكي يكمل انسحابه من النيجر بعد حوالي سنة من انسحا
...
-
لحظة واحدة أنقذت ترامب.. فوهة البندقية كشفت ريان ويسلي روث
-
الجيش الأميركي يعلن اكتمال انسحابه من النيجر
-
البيت الأبيض يعلق على منشور إيلون ماسك المحذوف عن بايدن وهار
...
-
-ديلي ميل-: بريطانيا غير جاهزة على الإطلاق لتصعيد الصراع مع
...
-
إصابات في حادث انقلاب حافلة سياحية عائدة من موقع -ماتشو بيتش
...
-
الكابينيت الإسرائيلي يعتمد إعادة سكان الشمال لمناطقهم أحد أه
...
-
هل عادت خطة تخفيف الأحمال في الكهرباء بمصر؟ -الإدارة المحلية
...
-
بايدن يجري محادثة هاتفية مع ترامب بعد محاولة الاغتيال
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|