اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 13:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في فقه الانتخابات " 2 "
تجسد الانتخابات جدلية الفرد والجماعة بأجلى صورها ، اذ يغيب فيها حضور الجماعة عند التصويت ( وان كانت تحرك اختياره لهذا المرشح لا ذاك ، من خلفية حضارية غاطسة في اعماق اللاوعي ) ويرتفع فيها حضور الفرد ، متحرراً من سطوة القبيلة والقومية والدين ، الى حين وبموافقة منها ...
عند فرز الاصوات تعود الجماعة الى الحضور ويتراجع حضور الفرد . صوت الفرد وحده لا يكفي لجعل أي مرشح يحصل على الفوز ، لا بد للمرشح لكي يفوز ويصبح نائباً في البرلمان ، من الحصول على نسبة محددة من الاصوات تبلغ الآلاف ...
في الانتخابات : تصنع اصوات الناخبين ممثلهم المقبل ، ولكنها الصناعة التي يتنازلون فيها عن حقهم في التفكير المباشر بالكثير من القضايا الوطنية على مدى اربع سنوات . لقد ذوب الناخب صوته - لحظة الاقتراع - في صوت المرشح الذي انتخبه : ليكون هو من سيقرر الرأي في الموقف من قضايا أساسية عامة وليس هو مثل : الفيدرالية ، الميزانية ، التعليم ، علاقة البلاد بدول الخارج ، الكهرباء ، ملفات الفساد التي اصبحت في عهد الكاظمي منسية : وليس شبه منسية ، التعليم ، ازدواجية الجيشين : الميليشيات المسلحة وجيش الدولة ، أذان الصلاة في الإذاعة والتلفزيون الذي فرضه شيعة السلطة : كأن العراق يخلوا من ديانات وطوائف اخرى ، فألغوا بهذا الفرض لمعتقداتهم : إمكانية ان تكون البلاد ديمقراطية . اذا لم يكن للآخرين حضوراً في كل شئ : ليس بالتقاسم على طريقة المحاصصة ، إنما بالمساواة وباحترام وجودهم وكرامتهم وعدم خدش ضمائرهم ، يتحول الآخرون الى اشباح ، وتفقد كلمة الديمقراطية معناها ...
يمكن النظر الى نتائج الانتخابات : كما لو كانت استفتاء يشير الى المستوى الحضاري للمجتمع الذي أجراها : هل ما زال يتخبط في مستنقع وعيه القديم ، وهو يرفع من جديد ممثلي الخرافة والأسطورة ليفكروا مجدداً بالنيابة عنه : اربع سنوات بالتمام والكمال ، ام ان غالبيةالمجتمع استوعبت درس الماضي ورفضت رموزه !!! ولكن هل يتغير المستوى الحضاري للمجتمعات بين ليلة وضحاها ؟؟؟ ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟