اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 21:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تنتمي الانتخابات الى دائرة الوطن ، انها اكبر وأوسع من : دين ، او طائفة دينية ، او إثنية عربية او إثنية كردية ، أو اية أقلية او أغلبية . قد تجري داخل مؤسسات الأديان والقوميات والاحزاب انتخابات ، لكن تأثيرها سيكون محصوراً داخل الحزب الذي اجراها ، وعلى علاقته بالمجتمع الذي يوجد فيه ...
شرط الانتخابات الوطنية ، ان يكون الذاهبون الى صناديق الاقتراع : وطنيون ، يحلمون بانهم في الطريق الى صناعة قادة ينتمون الى الوطن ، ولا ينتمون الى حزب او دين او قومية او قبيلة او منطقة ، ولا بمنصب محدد ...
بمعنى : ان لا بد للذاهب الى الإدلاء بصوته : ان ينزع كل ثياب الانتماءات أعلاه ، ويدخل بصوته الوطني وحده الى ورشة عمل صناعة قادة وطنيون ...
عظمة الانتخابات في دلالتها ، لا في الصراخ الذي يحيطها ، ولا في الخطابات المؤدلجة التي تنطلق من سياسييها : دلالة الانتخابات تعني ان المجتمع الذي يقوم بها : قد بلغ مستوى النضج الاجتماعي والثقافي والسياسي ودخل عصر الحداثة السياسية مطمئناً . يمكن ايجاز عظمة هذه الممارسة بالقول : ان المجتمع قد تخلى عن استراتيجية الحرب الأهلية ، وتخلى عن الانقلابات العسكرية ، وهذا لا يتم ان لم يكن المجتمع قد نزع عن وعيه عصبيته الطائفية وتخلى عن أي عنف ، وآمن أفراده بالتداول السلمي للسلطة التي يقرر نتيجتها : لا الفقيه ولا الجنرال ولا زعيم الميليشيا ولا شيخ القبيلة او الوجيه بل الصندوق الأخرس المحايد ...
اذا كنت ممن يحلمون بعظمة وطن ، لا عظمة دين او قومية او ميليشيا او حزب او زعيم ، فأن على صوتك ان يكون ذو هوية وطنية صافية من كل الهويات الفرعية لدقائق فقط ، يستلزمها وضع صوتك الانتخابي في صندوق الاقتراع ، ثم حين تغادر مكان التصويت : عد الى لبس ثياب هواياتك الفرعية ؛ الدينية والقومية والحزبية ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟