أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - في استذكار أحمد يعقوب














المزيد.....

في استذكار أحمد يعقوب


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 7042 - 2021 / 10 / 9 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


ذلك الولد الفلسطيني الذي جاءنا من بلاد الأندلس ليحط في بغداد, شاعرا مغرما بالجمال, ومفعما بالحياة حد الهوس.
وكلما كان يتعتع سكرا وثمالة كان يتباهى كونه فلسطينيا حد العظم, وأن الفلسطيني كائن مشرد يبحث عن وطن, وإن لم يجده يبتدعه في الشعر, والشاعر بلا وطن, قد يجد وطنه في حانة أو ماخور, لا يهم, المهم والأهم أن تكون فلسطينيا كي تشعر بالمحنة, المحنة أخت حميمة لكل فلسطيني خارج فلسطين.
ولهذا أختار (حمادة) أن يترك الصحب والخلان وركام الذكريات في رفاهية بغداد ومسراتها, ليلتحق بأهله وناسه في رام الله.
احتفينا بأحمد في مقهى حسن عجمي نحن (الأصدقاء الخلص) نودعه الوداع البهي الأخير .. وحين ألقيت كلمتي أجهشت بالبكاء ...
لا وطنا يلمك يا أحمد .. فالأوطان غادرتنا .. وها نحن نحلم بوطنٍ لا جغرافية له, مثلما له تاريخ من الصدمات والطعنات والذكريات.
عاش أحمد ردحا من الزمن في دمشق ثم بيروت ثم كوبا ثم مدريد .. لكن بغداد كانت بمثابة فردوسه الأبهى.
يوم ماتت أم أحمد .. أدركتُ أن شيئا ما قد مات في وجدان أحمد .. مات الأمل والأمنيات .. بل مات الحلم الذي يشبه الوهم .. ماتت الحياة برمتها.
والذي لا يعرف أم أحمد زوجة (ذيب يعقوب) سائق التراكتور, قد لا يعرف معنى أن تكون أو لا تكون.
هي امرأة فلسطينية جبارة من سلالة كنعانية تجود بنفسها وأولادها كي لا تذل ولا يذل أهلها وناسها.
الفلسطينيون يتكاثرون سريعا, إلا أنهم لا يعمرون طويلا .. الهم والغم والعناد يبطش بأعمارهم وأحلامهم, فيموتون واقفين وهم يبتسمون نكاية بالموت.
أحمد يعقوب مات في لحظة يأس ساخطا وساخرا من ترهات اليوتيبيات الجمهورية البائسة, بعد أن أدرك بحسه الشعري المأساوي أن القضية بلا قضاة, والحياة مجرد فسحة من أمل مؤجل وآمال قد تتلاشى بغمضة عين, أغمض عينيه ونام, نام ولم يحلم, الأحلام أرقته كثيرا, فقرر أن لا يستيقظ أبدا نكاية بالحياة, الحياة بلا أحلام ليست حياة.
كم هو مؤلم ومفجع خبر رحيلك المباغت يا صديق المحنة والموقف.
أوجعت قلبي يا أحمد يا ابن ذيب ابن يعقوب, ما زلت أتذكر وصية أمك الجميلة العظيمة لأبيك سائق الجرارة حين اجتياح بيروت (لو مات أولادي تزوج بأخرى يا ذيب كي تنجب أولادا آخرين(
مات ذيب حسرة, ومات قبله يعقوب غفلة, الذي علمك الحرف وهو يحلم بوطن في الشتات.
بكيتك مرتين .. مرة حين ودعتك في مقهى حسن عجمي وأنت تشد الرحال الى فلسطين.
والمرة الثانية .. أبكيك الآن دمعا ودما وألما أيها الولد العراقي الفلسطيني الفذ .
ترى كيف أواسي زوجتك وابنك أدونيس ؟ كيف أواسي غزة ورام الله والشعراء ؟
كيف أواسي نفسي بغير البكاء ؟
آه يا أحمد كنا قد تواعدنا أن نلتقي .. لكنك رحلت من دون موعد, تركت جرحا في الوجدان وندبة في القلب, القلب الموجوع أبدا.



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوقوف على ساق واحدة / رواية عراقية جديدة
- في هجاء الثقافة والمثقف
- الإسلام .. بين الخرافة والخداع والأوهام
- الخليل ابراهيم .. رحلة في جوهر الديانات الثلاث
- سماحيات 23
- مغالطات النقد الترقيعي
- # تشابه العبرية والعربية #
- سماحيات 22
- مفارقات الترجمة الحرفية
- تغريدات فيسبوكية 5
- الفرعون أم فراعنة ؟
- # تناص حد التطابق بين سورة الفاتحة ودعاء سرياني #
- في الشعر والرواية
- أمريكا وسحر الفلسفة البراغماتية
- تغريدات فيسبوكية 4
- شذرات من ذاكرة الزمن
- # علي حسين # بين مزدوجين
- سماحيات 21
- أصل البلاء
- تغريدات فيسبوكية 3


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح زنكنه - في استذكار أحمد يعقوب