أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - حليب أسود-صراع الكتابة والأمومة














المزيد.....

حليب أسود-صراع الكتابة والأمومة


هيفي الملا

الحوار المتمدن-العدد: 7041 - 2021 / 10 / 8 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


"حليب أسود - صراع الكتابة والأمومة"

هل هناك تعارض بين ظاهرة الأمومة والكتابة، أو تمزق بين هوية الأم الكاتبة والكاتبة الأم؟
صوت من سيغلب؟ الكاتبة التي تتنكر لأنوثتها كي تبقى كاتبة، أم الأم التي تسعى للعيش بسلامٍ وطمأنينة متنكرةً لإبداعها ٠
بعض الكاتبات استلهمن من عالم الأمومة وأنجبن أدباً رفيعاً خالداً، وبعضهن فشلن في أن يكن أمهات أو ربما رفضن ذلك من منطلق إن الكتابة تحتاج إلى العزلة لحدٍ ما، بينما الأمومة تحتاج إلى الانفتاح ومنح كل الوقت والجهد ٠
الفشل أمرٌ طبيعي وهذا الصراع القائم جائزٌ٠
ولكن ماذا لو استطاعت الكاتبة الأم تجاوز هذا الصراع وتبديد سواد الاكتئاب إلى تجربةٍ عاشت دورتها كاملةً دون أن تشعر بالحقد وإلقاء اللوم على جني الاكتئاب، الذي يلتبس النساء حديثات الولادة، فكما لكل شيء في هذا العالم تاريخ استعمال ينتهي بموجبه كذلك اكتئاب مابعد الولادة، تخرج منه المرأة كما الفراشة من شرنقتها ٠
الكاتبة التركية "إليف شافاق" ومن خلال روايتها التي هي في الحقيقة عبارة عن مذكرات ومحطات هامة في حياتها، تتهافتُ عليها أسئلة دفينة ومشاعر متضاربة، حيث أوجاع الكآبة والإبداع والضياع في لجة تفكيرٍ عميقة٠

"التعارض بين الأمومة والكتابة"
صراعاتٌ عديدة عاشتها المؤلفة قبل زواجها وبعده، وعندما بدأ حلم الامومة يراودها، وأثناء حملها المفاجئ، وتفكيرها الطويل متسائلةً هل من الممكن أن يتوقف قلمها عن إنجاب الكلمات عندما ينجب رحمها طفلها؟
تفكر هذه الأنثى الرقيقة النباتية المحبة للصوفية التي تلبس في أغلب أوقاتها اللون الاسود، ماذا لو جف نبع كلماتي ماذا لو فقدت ان يكون لي مساحةٌ للكتابة وغرفةٌ تخصني أنا وحدي كتلك التي تمنتها "فرجينيا وولف" للمبدعات ليبدعهن بها آدابهن، وفي معرض هذا السرد تستحضر تجارب وأراء العديد من الكاتبات الأمهات، وأيضاً بعض اللائي فضلن الكتابة على الأمومة، ولكن إليف هي البطلة وهي المحرك للأحداث دوماً،
احترمتْ من تضاربتْ أرائهن معها، وكذلك من تقاطعتْ حكاياتهن مع حكايتها، ومع رحلة التفكير والاكتئاب والاستحضار كانت تتفهم اختلاف الظروف والتجارب البشرية٠

"صراع بنات الأصابع "
أصواتٌ متضاربةٌ في داخلها تجادلها بخيالٍ في قمة الإبداع،
ونزاعات وفوضى ومشاحنات ونقاشات حادة، إنها هي بصورها الداخلية وأصواتها المتعددة، فهي الآنسة العملية القصيرة، وهي حضرة التشيخوفية الطموح، وهي المثقفة الساحرة، وهي السيدة الدرويشة، وبحواراتٍ غاية في الإقناع، تستمع لكل تلك الأصوات حتى في أوج نزاعاتهم وتضاربهم، كل تلك الحريم هي مشاعر إليف المتشظية وأفكارها المبعثرة
/ إينما تحلُ غيمة مثقلة بالصمت، يمسي الزعيقُ الذي بداخلي مسموعاً أكثر، ويطفو إلى سطحي صوتاً ويفرحني، إيماني بأنني اعرف هؤلاء الحريم اللواتي بداخلي /

"الاتزان والتصالح مع الذات "
من الطبيعي أن تتضارب أصواتنا الداخلية وأن يعلو صوتٌ حيناً ليُسكِت غيره، لكن لاننسى أن كل صوت يحمل رأياً ويعكس موقفاً، والموازنة ضرورية للتوصل إلى السلام الداخلي، والقدرة على المواءمة والمصالحة مع الذات المتشظية، وحتى تعامل أليف مع جني الاكتئاب لم يكن قاسياً، فقد اعترفت بأنها هي من جلبته إلى ميناء حياتها، وحزنت عندما ودعها الجني راحلاً، اعترافاً منها بأن كل امرأة تحتاج إلى وقت محدد يخصها وحدها، لتنهي دائرة الاكتئاب داخلها٠

"العنوان "
التناقض الموجود في العنوان يعكس تلك المزاجية الصعبة والتقلب القاسي في عالم الاكتئاب وهالات الصراع التي شهدتها المؤلفة بين أمومتها وهويتها ككاتبة، فالحليب رمز الأمومة الصافي، والسواد هو سواد الحبر الذي يرمز للكتابة وإلى الأفكار السوداوية والكآبة التي تحيط بهن بعد الولادة،
وهذا الصراع القائم بين الأمومة ليس مستحدثاً، ولايخصُ جغرافية دون غيرها، بل موجود في كل مكان وثقافة، ومتعششٌ في ذهن كل امرأة تنجب الكلمات ويشتهي رحمها إنجاب الأطفال أيضاً ٠
" لكل كاتبة خياراتها، لاتوجد هناك معادلة واحدة تنظم الأمومة والكتابة وتناسب الجميع، بل هناك مسارات مختلفة في رحلة الأدب وجميعها تقود الي الهدف نفسه"

كتابٌ سلس اللغة جميل الفكرة، قريبٌ لكتب المذكرات أكثر منه للرواية، منسوجٌ برقة وشفافية عالية، لا نشعر بالملل في ٤٠٠ صفحة مع كاتبةٍ ذات قدرة غريبة على خلق عوالم خاصة، وهي تحاولُ جاهدةً الجمع بين طموحها وأمومتها في عمل ذكي، قد نكون قادرين على تسميته بعملٍ نسوي لانه يجمع بين دفتيه الكثير من الآلام والأمال التي تزخر بها أرواح الإناث ٠



#هيفي_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويحدثُ أن نصرخَ بصمتٍ
- رواية /لا ماء يرويها / للكاتبة/ نجاة عبد الصمد /الأنثى في ظل ...
- الرواية حكاية أم نسق فكري؟


المزيد.....




- انطلاق أيام الثقافة الإماراتية بموسكو
- استعلم عنها بكل سهولة.. رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات ال ...
- الروائي الليبي هشام مطر يفوز بجائزة أورويل للرواية السياسية ...
- على وقع ضحكات الجمهور.. شاهد كيف سخر الكوميدي جون ستيوارت من ...
- عودة محرر القدس… مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 29 الجزء 2 ...
- جهز مستنداتك.. تنسيق الدبلومات الفنية 2024-2025 جميع المحافظ ...
- استمتع بأقوى الأحداث… موعد عرض مسلسل قيامة عثمان الجزء الساد ...
- حالة رعب حقيقية في منزل فنانة مصرية (فيديو)
- -قضية الغرباء-.. فيلم عن اللاجئين السوريين يفوز بجائزة في مه ...
- نصوص في الذاكرة.. الغريب من كتاب أبي حيان التوحيدي


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيفي الملا - حليب أسود-صراع الكتابة والأمومة