فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 14:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل شيء في العراق يسير بالمقلوب حتى الحقيقة أصبحت (إن للحق جولة وللباطل ألف جولة) الأحزاب والكتل السياسية تمتلك طرق متعددة للتعايش مع الواقع والحقائق وانقلابها حسب مشيئتهم ورغبتهم من خلال ما قالوه وتصرفوا به صحيحاً ومطلقاً ومن خلال تحويل الافتراض إلى قوانين والنسبي إلى مطلق والخاص إلى عام والخطأ إلى حقيقة واعتبرت حقيقتهم مكتملة وواقعية يصدقها ويسير عليها الشعب. لقد استطاعوا خلال ثمانية عشر عاماً فارضين أنفسهم وحقيقتهم على الشعب في اتباع سياسة أدت إلى إشاعة الفقر والجوع والبطالة والحرمان والمحاصصة الطائفية والفساد الإداري وتحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد ريعي وقد شاركت حكومة الكاظمي بزيادة نسبة الفقر والجياع إلى 50% عندما رفعت قيمة سعر الدولار على انخفاض سعر الدينار العراقي وأصبح المواطن العراقي يتحمل قيمة الدينار وانخفاضه ومن فرق ارتفاع سعر البضاعة والسلع التي تتحمل ارتفاع سعر الدولار ومن ناحية أخرى يتحمل انخفاض سعر الدينار العراقي وأصبحت القيمة الشرائية للدينار العراقي وانخفاضها إلى حوالي النصف دينار يتحملها المواطن العراقي وكانوا يتقلبون وكأنهم يعلمون أن الأيام ستأتي إلى مثل هذه الأيام التي سيجرى فيها انتخابات نيابية وإن أساليبهم السابقة قد اكتشفت وفشلت فاعتمدوا على الفكر الليبرالي الذي تسلكه سلطة الحكم الذي يجعل من الإنسان كالسلعة في السوق حسب العرض والطلب تباع وتشترى فانقلبوا وحوروا أنفسهم وأسلوبهم مستفادين من الديمقراطية الليبرالية في عملية التزوير والفوز بالانتخابات عن طريق شراء الأصوات وإذا كانت الأساليب الماضية في التزوير قد اكتشفت ومنعت من قبل السلطات فإنهم لا يستطيعون منع الإنسان العراقي من استعمال الحرية التي منحها لهم الدستور في بيع صوته إلى الأحزاب السياسية والتصرف بها من أجل تحقيق الفوز.
وكان الأمل والرجاء بانتفاضة الجوع والغضب التشرينية التي أدركت الواقع المؤلم والحقيقة المرة الذي يعيشها الشعب وأرادت تغييره من خلال وعي فكرها الخلاق واستمرت ثورتها سنة ونصف وقدمت سبعمائة شهيد وخمسة وعشرون ألف جريح إلا أن تدخل الحكومة بوعودها التخديرية والترقيدية وتسلل الأحزاب السياسية وعناصرها إلى الانتفاضة أدى إلى خمود نارها وانطفاء ثوريتها وتفرقت وتشرذمت عناصرها إلى كتل وأحزاب وحملت الرياح دماء الشهداء والجرحى ودفنتها تحت رمال الصحراء .. أيها البدوي وأنت تقتحم براحلتك صحراء الهم والغم والقهر ستسمع صراخ الدماء من بين الرمال فترجل عن راحلتك واحمل بكفيك حفنة من تلك الرمال وضعها في جيوبك وعندما تعود إلى بغداد اذهب وانثر الرمال في فضاء ساحة التحرير فتتحول الرمال المحملة بدماء الشهداء إلى صراخ ربما يصحوا النائمون من غفوتهم.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟