أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ربيع نعيم مهدي - الجريمة المنظمة في صدر الاسلام – 2 -














المزيد.....

الجريمة المنظمة في صدر الاسلام – 2 -


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7037 - 2021 / 10 / 4 - 14:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة ثانية
قبل الدخول في موضوعات الجريمة المنظمة في صدر الاسلام أجد من اللازم ان نعود بالزمن الى ما قبل الدعوة المحمدية. فمفردة "الجاهلية" التي تمثل الاصطلاح الشائع عن تلك الفترة من التاريخ ترسم صورة غير مكتملة عن المجتمع العربي، الذي كان يعيش وفق اعراف وتقاليد سادت باعتبارها نظام شامل يخضع لسلطانه كل افراد القبائل والحواضر العربية المتناثرة على ارض الجزيرة.

"1"
هذه الأرض بطبيعتها الجغرافية ساهمت في تأكيد الصورة المرسومة في كتب التاريخ عن العرب، إذ لم تخضع هذه المنطقة بشكل مطلق لأية قوة سواء أكانت عسكرية او سياسية، والمسببات لهذا الوضع كثيرة منها افتقار الارض للموارد، والبيئة القاسية للحياة، والتي أنتجت فئتين من المجتمعات (اهل المدر - واهل الوبر )، الاولى تشمل مجتمع الحضر الساكن في القرى الصغيرة مثل مكة والطائف ويثرب وغيرها، والثانية تشمل المجتمع البدوي الخاضع للأعراف السائدة بحكم العلاقات الاقتصادية والمنافع المتبادلة بين الفئتين. وبالرغم من غياب النظم السياسية عن الوجود في صحراء العرب، إلا ان بعض الحواضر استطاعت ان توجد لها انظمة حاكمة تمثلت في الممالك التي نشأت في اطراف الصحراء، والتي خضعت في الغالب لنفوذ القوى السياسية المجاورة في ذلك الوقت، فيما تأقلمت المجتمعات العربية في الصحراء مع طبيعة الارض التي فرضت التنقل والترحال على ساكنيها بحثاً عن مصادر المياه.
اما الحياة الدينية للعرب فان اغلب الشواهد المتناقلة في كتب التاريخ تشير الى وجود غالبية وثنية تتعايش بين اظهرها مجتمعات صغيرة من اليهود والنصارى، اضافة الى الاحناف الذين لم يشكلوا عبر تاريخهم اي جماعة لتوحيد شملهم، حالهم حال الزنادقة الذين كان لهم حضور في المجتمع المكي، بحسب ما ينقله ابن سعيد في كتابه "نشوة الطرب".

"2"
ان انتشار العرب في بيئة صحراوية تتسم بالقسوة وقلة الموارد، ادى الى وجود وحدات شبه سياسية تمثلت في القبائل التي فرضت مجموعة من الاعراف والتقاليد لتنظيم العلاقات بين افرادها وبين بعضها البعض، حيث شكلت القبيلة - باعتبار ها وحدة نسبيّة - لبنة اساسية، لها ما يميزها عن باقي القبائل، ولها رموزها الدينية وتقاليدها الحاكمة كالعصبية والاجارة واقراء الضيف وغيرها. وبسبب تكرار واستمرار حالة النزاعات بين القبائل أقيمت عدد من المعاهدات بين بعضها عرفت بالأحلاف لضمان النصرة فيما بينها عند نشوب الصراعات التي كانت تثار لأتفه الاسباب .
وبحسب ما يرى (جواد علي) في كتابه (المفصل)، ان كسر الاعراف السائدة كان كافياً لحصول عمليات القتل، الذي تعددت اساليبه ما بين الطعن، والذبح، والخنق، ودس السم، وجميعها يمكن تصنيفها الى قسمين هما: الاغتيال والفتك، - والفرق بينهما ان الأخير يحدث جهراً، بعكس الاغتيال الذي يتصف بالخديعة والتربص والمفاجأة-.

"3"
أما محور البحث وهو الجريمة المنظمة في صدر الاسلام، فأغلب الشواهد التاريخية تؤكد ان جزء من عمليات الاغتيال كانت ممنهجة، وإذا سطّرنا أسماء ضحايا الاغتيال في صدر الاسلام سنخرج بقائمة طويلة من الضحايا، بعضهم عُرِف قاتله والغاية من القتل، فيما الكثير منهم قُيّدت عمليات تصفيتهم ضد مجهول، ولو طبقنا إحدى مبادئ البحث الجنائي وهي : ( البحث عن المستفيد في الجرائم الغامضة ) سنجد ان بعض – إن لم يكن الكثير – عمليات الاغتيال تحمل بين طياتها إشارات صريحة عن الجهة المستفيدة من عملية القتل، والتي في مجملها لم تخرج عن دائرة الصراع السياسي، خصوصاً بعد وفاة محمد (ص).
فالمجتمع في تلك الفترة لم يكُن بتلك الصورة المثالية التي تحاول رسمها كتب التاريخ، والتي نقلت لنا أخبار الجماعات والصفات تمسكوا بها لتمييزهم عن الآخرين، واذا نظرنا الى طبيعة المجتمع في المدينة سنجد صفة الأنصار في مقابلة المهاجرين، والذين لهم انتماءاتهم القبلية والأسرية، فليس بني هاشم كل قريش، والتي ما بقي منها – أي قريش - عند فتح مكة دخل في تصنيف (الطلقاء)، الكلمة التي ستبقى كلطخة سوداء في تاريخ بعض من ينتمون الى الاسلام.

"4"
نقطة أخرى تجب الإشارة اليها عند الحديث عن التاريخ الاسلامي وإن كانت بعيدة عن الموضوع، لكنها ضرورية لفهم الواقع السياسي للمسلمين، وهي تتعلق بطبيعة النظم السياسية المرتبطة بمفهوم الخلافة، فالخلافة باعتبارها سلطة حصرية ومركزية لم تتحقق إلا في العقود الأربعة الأولى من التاريخ الهجري، بل ان الفترة التي حكم فيها الخليفة الرابع (علي بن أبي طالب) شهدت قيام دولة منافسة لحكمه وإن كانت غير معلنة، فالاستقلالية التي تمتع بها معاوية بن ابي سفيان تجعل من اراضي الشام في أيامه دولة مستقلة عن دار الخلافة، والحال يتكرر بعد نجاح معاوية في تأسيس ما يُسمى بالخلافة الأمويّة، إذ أقام عبد الله بن الزبير دولته المستقلة في مكة، كذلك الحال في أيام بني العباس، فمع وجود خليفة في بغداد، كانت هناك دولة مستقلة للفاطميين في القاهرة، وأخرى للقرامطة في شرق الجزيرة، وثالثة في الاندلس، و... الخ، وأغلب هذه النظم ادعت مشروعية الحكم وتبنت مفهوم الخلافة. وفي المحصلة نجد ان التاريخ الاسلام لم يكن في حقيقته سوى فوضى من الصراعات والنزاعات التي انتجت انهاراً من الدم.

"5"
وفي هذه السلسلة من المقالات سنعمد الى عرض بعض الاسماء وعمليات الاغتيال والاشارات المرتبطة بها، والتي تكاد تكون عامل مشترك فيما بينها لإثبات صحة الفرض الذي قدمناه في المقدمة الأولى، وسنترك للقارئ مهمة جمع الخيوط والربط بينها للوصول الى الحقيقة – وإن كانت نسبية - .



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجريمة المنظمة في صدر الاسلام - 1 -
- دكانة الشطري - شيخ الوراقين
- تشرين
- اقتصاديات الجنس
- رسالة في أخبار الجنّ عند العرب
- من غرائب الأخبار في تاريخ العرب
- دكانة الشطري – 6 -
- شامٌ بلا بعضِ الشام
- البغاء الرقمي
- بتكوين لله
- يجب ان يرحل!!
- بين العجم والروم..
- خطوة تبحث عن ثقة
- أزمة الشعارات
- دكانة الشطري -5-
- دكانة الشطري -4-
- دكانة الشطري -3-
- الكاظمي في فخ امريكا
- ابن الشعب
- الطبل والسياسة


المزيد.....




- ‏المقاومة الإسلامية تقصف مستعمرة زفلون بصلية ‏صاروخية كبيرة ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تعلن رصد تحركات جنود العدو الإسر ...
- خاص| ماذا قال مساعد القائد العام للجيش السوداني عن الإسلاميي ...
- غرفة عمليات المقاومة الإسلامية تصدر البيان التالي
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: بناء على توجيهات قيادة المقا ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: المرحلة الجديدة والتصاع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: خسائر العدو الإسرائيلي ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم إسقاط مسيرتين من نوع ...
- بيان غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: تم تدمير 20 دبابة ميركا ...
- غرفة عمليات المقاومة الاسلامية: الحصيلة التي نشرت لا تتضمن خ ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ربيع نعيم مهدي - الجريمة المنظمة في صدر الاسلام – 2 -