أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - لكمة واحدة نكفي














المزيد.....

لكمة واحدة نكفي


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


نصح أحد الدعاة شابا من مريديه بأن ينقب زوجته ، وقال له : زوجتك جميلة جدا ياولدي وحمالها قد يدفع بعض الشباب إلي التحرش بها ، ثم إن عينيها الجميلتين وشفتيها الملتهبتين قد تثير غرائز من يراها وتدفعهم إلي ارتكاب الآثام ، وأنت لا يرضيك أن تتحمل وزر ارتكابهم للذنوب بسبب ما تتمتع به زوجتك من حلاوة وبهاء وإثارة ، وقال له : سوف يسألك الله يوم القيامة عن تقاعسك عن حماية الشباب من وسوسة الشيطان حين تبهرهم زوجتك بجمالها ورقتها وأنوثتها الطاغية .
كان هذا الشاب يحب زوجته إلي درجة أنه حين يقع في ضائقة ما كان يُخرج صورة زوجته من حافظته ويتأمل فيها بفرح وهو يقول : مادامت هذه الجميلة في حياتي فكل شيء يهون ، وكانت هي تموت فيه عشقا ودائما ما تقول في نفسها : الابتسامة التي تملأ وجه زوجي تشعرني بأنني أعيش في الجنة.
بعد حديث الداعية مع الزوج ذهب إلي بيته عابس الوجه ، وحين فتحت زوجته زراعيها لتستقبله بالأحضان كعادتها قال لها : يجب أن ترتدي النقاب عند خروجك من البيت ياعزيزتي ، اندهشت الزوجة ، ولأنها تحبه ظنت أنه مريض وأنه يهذي من حمي أصابته ، ودارت حول نفسها منزعجة وحائرة لا تعرف كيف تنقذه ، لكنه قال لها بثبات : لست مريضا ، ولا أهذي ، فقط أريدك أن تتنقبي.
بعد حوار بينهما أرادت فيه أن تكشف سر تغيره المفاجيء وعبوسه الذي لم تألفه فيه من قبل وجدت نفسها أمام رجل مختلف يريد أن يأمر فيطاع بعد أن كانت حياتهما مبنية علي التفاهم والحب والمشاركة ، قالت له : سوف أتنقب بشرط أن ترتدي أنت ملابسك الداخلية فوق ملابس الخروج ونذهب معا إلي العمل في الصباح أنا منقبة وأنت باللباس فوق البنطلون والفانلة الداخلية فوق القميص.
مرت ليلتهما للمرة الأولي في حياتهما كئيبة وحزينة ، في اليوم التالي ذهب الشاب إلي شيخه وأبلغه بالشروط التي اشترطتها زوجته لكي تتنقب ، فنصحه الداعية بأن يهجرها في الفراش وأكد له أنها ستستجيب لطلبه قبل أن يمضي أسبوع واحد علي هجرها في الفراش.
مر أسبوع ، وشهر ، وشهران ، وهي لم تستجب فقط وإنما تحولت حياته هو إلي جحيم اسود وحلت الكآبة في بيته محل السعادة التي كانت تجعله خفيفا مثل فراشة.
بعد سبعين يوما من التعاسة التي سيطرت علي بيته ذهب الشاب إلي شيخه وأبلغه بما حدث ، لكن الشيخ طمأنه وقال له : الآن وجب عليك أن تضربها ، فالزوجة العاقة التي لا تستجيب لرغبات زوجها تستحق الضرب ، وقال له : إضربها حتي تكون قد استنفدت جميع الطرق الإيمانية في التعامل مع الزوجة فالنساء ياولدي ناقصات عقل ودين ولن تعود هذه المرأة إلي رشدها إلا بالضرب .
دخل الشاب علي زوجته وبادرها قائلا : ألن تنفذي أمري وتتنقبي؟ ، قالت له علي الفور : يبدو أنك قد فقدت عقلك ، فجأة وجه لها صفعة قوية وهو يقول لها : هذا جزاء الزوجة العاقة كما يقول الشيخ ، غير أنها جمعت كل قواها وسددت إلي وجهه لكمة قوية طرحته أرضا وهي تقول له : هذا جزاء كل من أسلم عقله لكل شاذ حقير.
تكوم الشاب في أحد أركان البيت وهو يرتعد ، ويبدو أن النوم قد أخذه لبرهة وراحت الذكريات القديمة بينه وبين حبيبته تنساب في مخيلته وهو نائم ، فجأة صحا من غفلته وأخرج حافظته وأخرج منها صورة حبيبته وراح يتأملها مليا ، ثم نهض من فوره وخرج مسرعا واتجه إلي شيخه ، وقبل أن يسأله الداعية عن نتيجة نصحه له فاجأه الشاب بلكمة قوية في منتصف وجهه وهو يقول له : هذا جزاء كل محتال ونصاب وشاذ عفن .
في صباح اليوم التالي تأبط ذراع زوجته في طريقهما إلي العمل ، وحينذاك كان الاثنان يشعران بأنهما لا يسيران علي الأرض مثل بقية الناس وإنما يحلقان في سماء المدينة مثل عصفورين .



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدوران حول السلطة
- في التنوير
- الامتحان الصعب
- أكذوبة التخصص
- من يبكي معي؟
- أول مرة أحب
- متخلفون أم مختلفون؟!
- شقة في مدينة نور
- أصل الحكاية
- امتحان
- ليس ممكنا
- شيه دولة
- شكل تاني
- الخط الساخن
- القانون والفتوي
- أيوه أنا حبتها
- أهم حدث في زنزبار السنة إللي فاتت
- مجرد أسئلة
- المناصفة
- التفاحة


المزيد.....




- رشاد أبو شاور.. رحيل رائد بارز في سرديات الالتزام وأدب المقا ...
- فيلم -وحشتيني-.. سيرة ذاتية تحمل بصمة يوسف شاهين
- قهوة مجانية على رصيف الحمراء.. لبنانيون نازحون يجتمعون في بي ...
- يشبهونني -بويل سميث-.. ما حقيقة دخول نجم الزمالك المصري عالم ...
- المسألة الشرقية والغارة على العالم الإسلامي
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة إنسانية
- التبرع بالأعضاء ثقافة توثق العطاء في لفتة انسانية
- دار الكتب والوثائق تستذكر المُلهمة (سماء الأمير) في معرضٍ لل ...
- قسم الإعلام التطبيقي بكليات التقنية العليا الإماراتية والمدر ...
- نص من ديوان (ياعادل) تحت الطبع للشاعر( عادل جلال) مصر.


المزيد.....

- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - لكمة واحدة نكفي