فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 20:25
المحور:
الادب والفن
السلحفاةُ ...
فقدتْ قوْقعَتَهَا بعدَ قرنٍ
ومضتْ تبحثُ عنْ حلزونٍ...
لتنامَ في قوقعتِهِ
تخلتْ عنهُ عندمَا استغرقَهُ ...
سباتٌ موسمِيٌّ
وصامَ في قرقشَةِ الحجرِ...
تلكَ حالُ السلاحفِ ...
وهيَ تتأملُ المرآةَ
تلتقطُ أخبارَ الجريدةِ...
لعلَّ قشرتَهَا
تتعرَّفُ على وجهِهَا...
وهيَ تدخلُ دورتَهَا الطبيعيةَ
في السباتِ ...
كمَا لوْ أنَّ ذبابَ التّْسِي تْسِي
مبعوثٌ خاصٌّ لأفريقيَا...
ليثبتَ للتاريخِ
أنَّ هناكَ أرضٌ لَا تنامُ في الذبابِ ...!
لمحتُ الورقَ يطيرُ...
الريشَ يطيرُ
وفي غمضةِ عينٍ ...
كانتِ القواقعُ تحلقُ
بعيداً...
عنِْ المحارِ
كيْ لَا يمضغَ الملحُ ...
لُزوجةَ الهواءِ
فتمسكَ بهَا الطحالبُ...
هاربةٌ منْ موجةٍ غاضبةٍ ...
تسطُو على ممتلكاتِ الماءِ
في أشواكِ قنفذٍ أوْ ظربانٍ ...
حتَّى لَا يغدوَ القندسُ
ملكاً على الأدغالِ ...
ومهندساً للسدودِ
والمياهِ...
ثمَّ مهرباً دولياً
للخشبِ والرمالِ ...
في أكياسٍ منَ الطينِ
أوْ منَ الْجِيلَاتِينِ ...
السلحفاةُ...
تحولتْ حجراً
يجلسُ عليهِ التاريخُ ...
ليمضيَ الزمنُ الميتُ
في قشرةِ الزمنِ الحيِّ...
يقذفُ جلدَ البشرِ
والواقفينَ...
قيدَ حياةٍ /
أوْ قيدَ وفاةٍ /
إلى الجحيمِ...
كجمرةٍ مُطفأَةٍ
في بِرَكِ الفراغِ الراكدةِ ...
رماداً
دونَ أثرٍ للإِزْهارِ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟