أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خالد - - أصابع حمراء اللون - مقاربة نقدية في ديوان شعر














المزيد.....

- أصابع حمراء اللون - مقاربة نقدية في ديوان شعر


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 7031 - 2021 / 9 / 27 - 20:10
المحور: الادب والفن
    


أصابع حمراء اللون / مقاربة نقدية
✍ : حسن خالد*

أقامت مجموعة "فند للأنشطة الثقافية" و " بدعوة خاصة" حفل توقيع كتاب ، وهما في الحقيقة كتابان :
- قصصي باللغة الكردية معنون ب "kelmêşê mêrxas"
- والآخر شعري باللغة العربية معنون ب "أصابع حمراء اللون" لعضو المجموعة الأستاذ : عمار موسى.
حضره لفيف من المدعويّن في مقر " إتحاد الطلبة" في مخيم دوميز للاجئين بتاريخ 28/ آب 2021
الديوان من القطع الصغير نسبياً يقع في 204 صفحة ، لأسباب ذاتية ، تعود لقضية التمويل والإمكانات للشاعر الفنان ، في المقام الأول ، كما تعود لطغيان عوامل موضوعية في عصر " القارة الزرقاء" وتوفر و تدفق المعلومة.
يحمل العنوان في طياته تساؤلات برسم التأويلات الكثيرة ، و بدأت تأكيداً لما سلف في بداية الديوان : حيث يتجرأ علانية بقوله "حقوق النسخ والطبع والاقتباس والاقتصاص غير محفوظة ، كما كل شيئ في ب ل د ي"!!
وتزيد الحيرة أكثر لأن كلمة (ب ل د ي ) جاءت متقطعة الأوصال متبعثرة ، ولا أتوقعها محض صدفة بريئة "برسم شاعرنا"
وإن مقولة "يجوز للشاعر ما لا يجوز لغيره" التي مرّت على أسماع الغالبية العظمى من الناس ، وكلٌ فسّرها - ولم يزل ، بحسب المسافة التي أوجدها و حدّدها بينه وبين "الشعر" أو وجد نفسه فيها مرغما إن قرباً أو بُعداً...
القصائد في حوايا "الوليد الجديد" للشاعر ، ليست هي بواكير نتاجه هي أقرب إلى "شعر الهايكو" في غالبيتها تخللتها قصائد متوسطة توثق أحداث وتفاصيل ما رافقت حياة الناس في معمعة التحارب بين أطرافها المتوافرة و اقطابها المتعددة في "الثورة السورية" والتي هي أقرب إلى الحرب الأهلية...
يرصد الشاعر الأحداث في عموم الوطن منذ لحظة تفجّرها في "حادثة : أطفال درعا" حيث وثّق الحدث بما جادت به قريحته الشعرية وفيض حبره عندما يقول : في الصفحة 142 .
" سجّل - في رأس الصفحة الأولى
خلاّع أظافر - ولا أخجل
نَشَّال شلو الأطفال - ولا أخجل".
- ذخيرة لغوية حدّ الفيض ، لجأ إليها الشاعر في تصوير المواقف الأكثر ألماً على امتداد جغرافيا "بلدي"السورية؟
- بذخ في استعراض الصور الشعرية الحاضرة وبقوة في ثنايا شعره واختصار كلماته؟
- حضور لافت للايحاءات والرموز ومقارنات لا تكاد تنطفئ في موقع، حتى ترفع برأسها مجددا في بقع أخرى
ولا ينسى تفاصيل زحف تلك المأساة إلى موطنه " عشه الصغير" فخابوره وحواري مدينته وجبل كوكب جميعها تفرض نفسها على مداده وحبره نافذا من رحيق كلماته الوجدانية الإيمائية التي تحاصره عنوة ، وهذا ظاهر جلي في عدة مواضع
- أزمة الكرسي والسلطة وقبضتها الأمنية حاضرة إذ يقول في ص 98 .
"كم من حيطانٍ - كادت أن تبكي على رسومٍ جدارية - فَمُنِعَت لاسبابٍ أمنيّة"
- وأزمة الإنتماء وحب البلد "الوطن" تفرض نفسها علناً في كل أيقاعات ورموز وشخوص قصيدته المؤلمة"إن عزَّلتم".
إن تناول الهموم بسرديتها المفعمة بألم يعيش تفاصيلها كل "سوري" لم يشفع له
سوريا التاريخ ولا سوريا الجغرافيا لنستفيق على كذبة كل يوم وليست فقطة كذبة الأول من نيسان عندما انطلقت الحناجر تهتف صدّاحة :
"واحد واحد واحد ، الشعب السوري واحد"
فلا النظام استطاع أن يميز بين الكل على أنهم بشر فكان له بشره والباقي "حثالة التاريخ"
ولا مناوئيه استطاعوا أن يطرحوا بديلا أفضل مما لديه فكان له فرصة تصفية حسابات في صراع جديد ويتجدد وكأننا نعيش "حرب المسلمين ضد المشركين"
خاصة وأن يوم الجمعة والحضور القسري للمسجد في تفاصيل الصراع
إذ يقول ص27
عذراً يا أيّامُ
ويا أعياد الميلاد
سأحتسب العمر
بأيّام الجُمعان
ويوم الميلاد سيكون
ذات يوم جمعة
إن ذاك الصراع الطائفي ، أخذ بالحدث المفتعل إلى حيث لا يُحمد عقباه ، فبات السوري غريبا وضيفا في سوريته التي امتلكها "شذاذ آفاق من كل بلاد الدنيا" واستطاع الشاعر أن يختزل الصراع في ثلاثة عبارات : ص 25
" - شعب مليون شهيد
- شعب مليون أنفال
- شعب مليون شبّيح.. "
وكل محاولات التوافق والوصول إلى الحل لم تفلح إلى الآن لأن المتحكم في القضية السورية لم يعد هو السوري بل الروسي والأمريكي والصيني وأطراف إقليمية جيرت الصراع لمصالحها وزرعت رجالاتها المحليين ليتحولوا لوقود الحرب والاحتراق ليس إلا؟!
ففي ص 100.
يقول صاحب أصابع حمراء اللون :
في هدنة العيد استمرَّ القتل
لكن الكهرباء ... لم تنقطع.
وجبة من الألم حدّ الترف - وإن لم يكن القصد - يحاول الشاعر تقديمه لراغبي المدعوين إلى وليمة القراءة لكتاب يستحق أن نتدّبر ما بين أسطره الملغومة بمعانٍ ودلالاتٍ عميقة ، كتاب يسهل قراءاته في جلسة لذويقة الشعر
كما تحمل بعدا توثيقيا لما مرّ من أحداث
كما أنه لا ينبغي نسيان اقحاماته في رفد القارىء بمعونة من الفجر الذي سيرفعه قادة الغد لأن أصابع حاملي الأمل مهما كانت بيضاء فإن لحضور الأحمر ضرورته ومبرراته
ففي ص68. نراه يضخ أملا
"ينبت من كل إصبع سبعة أطفال
ولكلِّ طفلٍ مائة إصبع"
مجهود جميل يستحق الشكر والتقدير عليه لأنه وإن كان شعرا إلا أنه يحوي صورا ومواقف توثيقية لمرحلة تاريخية
فالحرب في أبهى صورها تبقى جريمة بحق الحجر والشجر والبشر تحمله البشرية من قيّم...

======================

حسن خالد : باحث اجتماعي



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وترجّل -حارس دجلة- الأخير
- مقاربة نقدية حول كتاب الحب وجود والوجود معرفة للكاتب الكوردس ...
- الحراك الحزبي - مقاربة نقدية
- أزمة الهوية والإنتماء
- -كورونا و اللاجئين-
- كي لا ننسى
- على الهامش
- عطاء بلا حدود مع كأس الشاي
- القرارات الارتجالية تموت
- عامل الصحة المجتمعي - عامل توعية-
- تناغم العامل الذاتي والموضوعي
- منهجية النقد وموجباته
- الشخصية البشرية
- ردّ على ويتجدد الحلم / بير رستم
- مسار الدول الضامنة - لعبة مكشوفة
- ما هي البدائل؟
- الشرق الاوسط ومآلات الحل
- الجرح النازف
- نقاش هادئ
- مسيرة #فند


المزيد.....




- واخيرا.. موعد إعلان مسلسل قيامة عثمان الحلقة 165 الموسم السا ...
- الحلقة الاولى مترجمة : متي يعرض مسلسل عثمان الجزء السادس الح ...
- مهرجان أفينيون المسرحي: اللغة العربية ضيفة الشرف في نسخة الع ...
- أصيلة تناقش دور الخبرة في التمييز بين الأصلي والمزيف في سوق ...
- محاولة اغتيال ترامب، مسرحية ام واقع؟ مواقع التواصل تحكم..
- الجليلة وأنّتها الشعرية!
- نزل اغنية البندورة الحمرا.. تردد قناة طيور الجنه الجديد 2024 ...
- الشاب المصفوع من -محمد رمضان- يعلق على اعتذار الفنان له (فيد ...
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: فيلم -نورة- مقاربة بين البداوة ...
- ماذا نريد.. الحضارة أم منتجاتها؟


المزيد.....

- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن خالد - - أصابع حمراء اللون - مقاربة نقدية في ديوان شعر