أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر














المزيد.....


المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1648 - 2006 / 8 / 20 - 11:04
المحور: الادب والفن
    


ـ 1 ـ
بلد يُحبه الله ، فيعطيه بحرين ، متوسط وأطلسي .
فوق جبال أطلس ، أذرع السماء تمد يد الضوء ، فتنتج لهفتي شيئا من قصيدة . كان ذلك قبل ان يعلن كابتن الطائرة اقترابنا من كازا الحب الأبيض ومطار مليكها الشاب محمد السادس . انظر الى خضرة تدفعُ في السهول حكايات قرى الخبز وحلقات الذكر فيذكرني عطر سيدة من فاس ، ان قلوب الناس هنا تفاحا أندلسيا . أطمئن وأسالها لماذا تردد في وطنينتكم جملة التراب الوطني ، قالت: لإن الله خلق الإنسان من تراب ، والأنسان وطن قبل ان يكون بيت .
تدهشني حكمتها فاعود لأسألها ، هل انت مرتاحة في بلاد من دون نفط ؟
تضحك ، وتقول : نفطنا الله والملك وأسوار مراكش .
بهذه القناعة هبطت الطائرة ، ليصافحني موظف البروتكول جمال بعربية حلوة ويقول :اهلا بك في بلدك الأول …
أذن انا في بلاد عاشت فيها أساطير أزمنة لاتحصى ، ويقولون عند طنجة حيث هي كما في منادمة الملك الأثري الطيب محمد الخامس في خطاب العرش في 10 ابريل 1947..( طنجة التي نعدها من المغرب بمنزلة التاج من المفرق، فهي باب تجارته ومحور سياسته، وعنوان محاسنه الوهاجة، وفي صفحات مجده أجمل ديباجة، بنيت في أول العهود من تاريخ البشر)..يقولون: انها جاءت في الأسم من مجئ الطين لناظر تامل بر النجاة نوح عليه السلام حين أرسل حمامة لتستكشف بر الرحمة لركاب سفينته فجاءت أقدامها محملة بالطين فقال : طين ـ جا . اي الطين جاء ، فحملت هذه المدينة عطر اول شاهدة لتأريخ المغرب وما اجملها من شاهدة مقدسة وهي تصنع للبلاد التي احبها الله أزلا روحيا يستقرء فيه السائح والناظر حلم بلاد تنتج الشعر والفوسفات بنفس الكمية .
أدرك في هكذا وطن تأريخا تلونه صراعات الأزمنة واحس في شهيق النقاش الذي تتوارثه المقاهي بأمسيات عطر القهوة والحليب وشيئا من أبتسامة النعناع ، انه عبارة عن عاطفة شاسعة تمد اذرع الشوق لوجودها العربي والأمازيغي فلا تجد في ثقافة الدولة والشارع تفريق بين الوجودين ، لأني رايت الدمعة من اجل بيروت وبغداد وغزة تسكب بعطرين لايتفاوتان في الطعم ، عطر عربي واخر امازيغي .
الدكتورة المدهشة بثقافة الروح والقص والدرس زهور كرام فسرت هذا بانه اندماج التراب بروح التأريخ وان على المغاربة ان يدركوا لأزل مملكتهم ان التراب الوطني هو لحد الجميع وسعادته ، وان العروبة في تراثها العريق هي فكرة انسانية لااحتوائية وعلينا ان نحترم خصوصية اي مكون ونعيش لأجل ان نصنع من بلادنا فهما مشتركا بينها وبين العالم لتنهض وتُكون وتبدع .
الحق ، إن جميع الذين اثثت معهم رغبة قراءة البلاد كانوا بالفطرة يؤسسون لهذا النهج حتى عندما يكونوا معارضين .
المغرب ، بلد تتنوع فيه البيئات والثقافات ، ولكن توحده ذاكرة واحدة حتى عندما يلاقيك عنوة سريفانتس ويفرض عليك خياله الكتالوني في قصة لمثقف مغاربي او نهجا لعمل مسرحي او سينمائي ، يبقى دائما في نهاية الفكرة أبد للمكان وارتباط به .
اكتشفت هذا في طنجة ، وفي البيضاء ، في العيون ، وفاس ومكناس والمحمدية وسيدي قاسم والقنيطرة .
أدركت ان قراءة ذاكرة البلد لاتاتي من مشاهدة لعمران او نصب او تامل رقصات الفرق الريفية او الصحراوية ، عليك ان تجمع شفاهيات الثقافة ومدونات الكتب ، واعتقد انني بفترة قياسية أسست لرؤيا متسعة لقراءة متون بلد ، بحري ، صحراوي ، جبلي ، وعرفت من مقاسات الذهن في اناس مغاربة قرات في وجدانهم ثقافة البلد ، إن وعي المكان المغربي هو نتاج تاقلم مع حضارة القادم ولكن روح التوحيدي تبقى هي المهيمنة في صناعة ذهن يفتخر به المثقف كما عند الشاعر صلاح بو سريف ، او تلك الشفافية المعطرة بوهج الحس والموسيقى وقراءة ذاكرة المطر والورد في مدونات فاتحة مرشيد ، أوأقصوصة السحر وتداخلات مستويات بناء حداثة الحكاية كما في منتجات انيس الرافعي ، فيما يمثل محمد بنيس الساكن الابدي لمحمدية البحر نمطا متداخلا من شحنة النثر وبراعة التنظير في القضية الشعرية .
وغيرهم ستاتي اليهم محطاتي لافكر ببلاد سعدت بصومعتها إذ وجدتها مكانا لائقا لعبادة كلمة الحب ، بلاد احبها الله ، واحبت الله .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابكي عسلاً
- المعيديات يكتبن على ساحل الاطلسي قصائدهن السريالية
- بحرٌ في طنجة ..نهرٌ في عينيك
- لا أحاور إلا نفسي
- قصائد لوطن نتمناه
- أبي في متحف اللوفر
- الوزُ الخريفيُ والأكورديُون المندائيُ وأقراطُ القمرْ
- التخيل لن يُعيد مانفقدهُ
- أحمرُ شفاهْ .. أنوثةٌ وشهوةٌ وتروتسكي
- خدك أمم متحدة ..وجفنكِ مشكلة !
- والكهرباء مفقودة ... عريانة وتتمنى أوربا
- المندائيونَ .. قلقٌ وأزلٌ رافدينيٌ عَريقْ
- سقراط وغبار أجفانكِ
- وزارة التربية..وحلم مدرسة في قضاء الجبايش
- موسم الهجرة إلى الموت
- حفلة تخرج تركية..حفلة تخرج عراقية
- دهشة ولها قدمين
- أغنية شعبية لأنوثة القطة البيضاء .
- إيروتيكيا لليلة في المطار...
- موسيقى مندائية. الماء كيتار،والسمكة كونترباص..وأنتِ لحظة الإ ...


المزيد.....




- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته
- فرنسا: جدل حول متطلبات اختبار اللغة في قانون الهجرة الجديد
- جثث بالمتاحف.. دعوات لوقف عرض رفات أفارقة جُلب لبريطانيا خلا ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - المغرب ...الأيام الرائعة وفواكه البحر