فرج بصلو
الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 04:38
المحور:
الادب والفن
وأراكم فيما خلف النوفذ الزرقاء
أراكم فيما خلف النوافذ الخضراء
وأراكم فيما خلف النوافذ البيضاء
والبنية والسواداء ...
ولا ترونني يا أحبتي لأنني لا أحمل لوننا يعيّنني
وكنت قد قلت لكم يوماً: سنصبح يوماً
كلنا زنابقاً, طيوناً أو شقائق نعمان
والذي سيختفي لنفسه في ذاكرة نفسه
سيحتفي لنفسه بحمولة ذاكرة الزمان
والأشخاص, والبيوت بنوافذها الملوّنة
والأسواق, والمواسم, والفصول
المكتبات, الطرقات والجسور
دور العابد والدور العادية بكامل توتها
دواليها, ياسمينها, نوّارها المتسلق
وعبق جوريها الأخاذ
والملاهي البدائية في الأزقة
وعلى الأرصفة الغير مرصوفة
والحواكير المغبّرة في الأنحاء
والبساتين المحملة بثمار التين
وبثمار الرمان والنارنج
وكل ما يخص جنات الرب والخلق
ولا ترونني يا أحبتي لأنني لا أحمل لوننا يعيّنني
أراكم في مدارسكم
وأراكم في متاجركم
وأراكم في نواديكم
بمبارياتكم الساذجة منها والجدية أيضاً
وأراكم في دور السينما الصيفية الزائلة
وفي دور السينما الشتوية الباقية منها والحديثة
وفي المسارح المفتوحة وفي المسارح المغلوقة
في الإستراحات وفي المعارض
أمام الواجهات أراكم
في محطات مهترئة للقطار أراكم
وفي إعجوبة المطار أراكم
وعند موقف السيارات
والباصات
وأمام الأفران
وفي المطاعم الزكية أراكم
وأنتم مخذولون في دوائر الدولة أراكم
ولا ترونني يا أحبتي لأنني لا أحمل لوننا يعيّنني
أراكم في أفراحكم القليلة والهزيلة
أراكم في أعراسكم تدبكون
وتهلهلون
وتطيلون غناء الليل والعين
أراكم في الأعياد تعيّدون
وتتجددون بملابسكم إن وجد الجديد
وبأعماركم المباركة من مصافحة ذويكم
وجيرانكم
أراكم تستيقظون بجسد آخر
في وطنكم المخطوف الذي هو وطني
على كامل الخريطة وتعرجات الخط
واستقامات الخطوط -
المحررة
والمتحررة
وحين تنظرون أنفسكم في المرآة
لا تلوموني يا أحبتي على أملي ورؤيتي
وعلى تفاؤلي في النهوض
لأن الأعراس التي علمتنا على مدى الأجيال
علمتنا: إن لا بد لها أن تعود
تعود تعود وتعود بأغلى ذاكرة لديكم
كي أراكم بأغلى ذاكرة لدي وأراكم
وأراكم إلى ما خلف العهود
قامشلو- سوريا
#فرج_بصلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟