أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان محمد سعيد الخياط - الطبع غالب للتطبع














المزيد.....

الطبع غالب للتطبع


جهان محمد سعيد الخياط
(Jihan Mohammed Saeed Khayat)


الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 15:14
المحور: الادب والفن
    


كنت جالساً عصرية إحدى الايام في المقهى المطل على الشارع العام في مدينتى لأحتساء كوب من القهوة متأملاً وسارحاً في تحليل ما يدور بخلدي من جراء الظروف المحيطة بنا، وإذا بشخص يقترب مني فسلم على ورديت السلام وجلس في المقعد الملاصق لمعقدي في المقهى.
لم تكن معرفتي به إلا صدفةً، فلم تسبق لي مجالسته او محادثته من قبل فتحاشيته.
وبعد احتساء قهوته ودون ان أستئذان بدأ بالثرثرة ومن ثمة قال اراك صامتاً ولم يكف عن الثرثرتة ذاكراً اسماء بعض الاشخاص.
وقال لي هل تعرفهم؟ فأجبت نعم إني اعرف بعضهم. فقال مستطرداً إن هؤلاء اناس سيئوا السمعة ليسوا بالمستوى اللائق من الخلق، كما نعتهم النعوت المشينة والمعيبة.
فغضبت أشد الغضب وقلت له أن بعض هؤلاء الذين ذكرتهم الاشخاص هم اصدقاء لي منذ الصغر أعرفهم جيداً وهم اناس مثقفون محبوبون محترمون في المجتمع. فهل تعرفهم حق المعرفة؟ وهل عاشرتهم؟ وهل لديك دلائل جادة ملموسة تثبت ما قلته؟
أجاب كلا بل سمعت ذلك من اصدقائي، فقلت هل تقبل من احد أن يشوه سمعتك واخلاقك؟
وماذا يكون موقفك منه؟ فأجاب كلا لا اقبل ذلك مطلقاً وإن كان بوسعي سأقطع لسانه، قلت إذاً توقع من الغير قطع لسانك! ترى وهل سمعت المثل القائل "من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة" أجاب نعم سمعته، فقلت الم تأخذ العبر منه؟ فسكت!!..
واسترسلت في حديثي ناصحا إياه..
لاتضيع اوقاتك في سماع اقوال اصدقاء السوء والجهلة الملفقين واعلم إن الوقت كما قيل ثمين كالذهب وحاد كالسيف يقطعك أن ضيعت أوقاتك هباءً، فكن من قراء الكتب القيمة "فخيرجليس في الزمان كتابُ" كما قال المتنبي وعسى أن يزيدك علماً ومعرفةً وخلقاً وأدباً ويسلم لسانك الذي لم يسلم منه أحد فصمت ولم ينبث ببنت شفة.
وتابعت حديثي ونصحي له ببيتين شعريين للأمام الشافعي رحمه الله...
إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى - لسانك لا تذكر به عورة امرئ

وعينك إن أبدت إليك معايبا - وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى

وحظك موفور وعرضك صين - فكلك عورات وللناس ألسن

واعلم يقيناً أن فيك عورات وللناس ألسن، فنطق وقال سأمتثل لأقوالك وسأفعل ما بوسعي وأشكرك لأرشادي.
فنهضت وغادرت المقهى.
قارئي الكريم إن الثرثرة عادة السيئة سلسلة من نوافل الاقوال فاقدة المعنى تافهة ومملة ومقلة من شأن قائلها أمام الاخرين ينطق بها الثرثار كيفما يشاء واينما يكون امام الحاضرين دون وعي او ادراك او واعز من ضمير.
وتوثيقاً لما فات اذكركم بالمثل القائل للأديب اللبناني الكبيرجبران خليل جبران "لا يحسد الثرثار إلا الأصم".
واذكركم بصنفين اخرين من الاشخاص البسطاء السذج.
صنف يحمل الضغينة والبغضاء لكافة الاثرياء سواسية دون ان يفرق بين البخلاء منهم والذين اثروا بطرق غير شرعية يتصرفون كأنهم لا يملكون ديناراً واحداً وبين اللذين اثروا بكدهم وعملهم الدؤوب يتبرعون بجزء من اموالهم للمنظمات الخيرية والمرضى والعوائل الفقيرة والطلاب لمواصلة دراساتهم ويشيدون المستشفيات والمدارس يوجهون لهم التهم والانتقادات اللاذعة واذا كانت سبب حقدهم هو الحسد فهل الحسد يسودهم ويدرعليهم المال ام ماذا!؟.
والصنف الاخر من البسطاء السذج يقدمون ولاءهم وجل احتراماتهم لكافة الاثرياء دون تمييز ويتملقون لهم اينما كانوا او وجدوا او ظهروا لايحصلون ولا يجنون غير الازدراء وينظر اليهم بعين الكراهية وإذا سألتهم عن اسباب تملقهم هم بكم لاينطقون ولله في خلقه شؤون.
مع المحبة والتقدير....



#جهان_محمد_سعيد_الخياط (هاشتاغ)       Jihan_Mohammed_Saeed_Khayat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار الزوجين بين المنطق وللامنطق
- فنطازية الهذيان بين الخيال والجد
- خواطر ليتها أن تستجاب
- الراسخ من حدث فريد في الذاكرة
- إنصفوا الكورد
- دعوا الانام بوئام والسلام
- هل للتكبر جدوى...؟
- نصائح لا تسمع
- حکايات ثلاث ... لها دلالات ثلاث
- قول یسیر لکل مسؤول کردي بصیر


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهان محمد سعيد الخياط - الطبع غالب للتطبع