فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7028 - 2021 / 9 / 23 - 14:01
المحور:
الادب والفن
أيُّهَا الصمتُ...!
مَا أطولَ لسانَكَ...!
مَا أقصرَ لسانِي...!
لماذَا تختبِئُ داخلِي
وأنَا أواجهُ معركةً معَ الحجَرِ...؟
أعرفُ:
أنَّ لِلْحجرِ ألْسُنَ العالمِ ...
مرئياً كانَ /
أمْ لَامرئياً /
أعرفُ :
أنهُ يحفظُ صمتنَا وكلامنَا
جهرا كانَ/
أوْ سرًّا /
علبتُنَا السوداءُ ...
مهمَا أرغمْناهَا على إفشاءِ الأسرارِ
تحرقُ نفسَهَا ...
بصعقةِ حجرٍ
أوْ تعتقلُ لسانَهَا بحجَرٍ ...
كَمْ منْ أثرٍ تركهُ العابرونَ
تاريخَهُمْ ...!؟
إنهُ الحجَرُ الأركْيُولوجِي
عالمُ الآثارِ يقتفِي ألسنةَ الحجرِ ...
يستنطقُهَا
الحجرُ ألبومُ صورٍ ...
أُنْثْرُبُّولُوغْ /
يحفرُ مغارةَ الزمنِ ...
أُوثْنُولُوغْ /
يسجلُ حديثاً حجرياً...
أجرتْهُ المومياءَاتُ والمنحوثَاتُ
حولَ الحريةِ والعبوديةِ ...
وأخيراً هو الفُوتُوغْرَافْ /
يصورُ أثرَ قدمٍ
بصمةَ أصبعٍ ...
شعرةً تاهتْ عنْ بُوَيْصِلَتِهَا
وقُلامةَ ظُفْرٍ ...
تنبئُ عنْ جلدِهَا
أوْ قطرةً منْ بكاءٍ ...
"هيَ أثارُنَا تدلُّ علينَا
فأنظرُوا بعدنَا إلى الأثارِ "...!
هكذَا يحدثُنَا الحجَرُ
ثمَّ يمضِي ...
معتنقاً حكمةً:
"إذَا كانَ الكلامُ منْ فضةٍ
فإنَّ الصمتَ منْ ذهبٍ "...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟