أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا














المزيد.....


تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7023 - 2021 / 9 / 18 - 19:09
المحور: الادب والفن
    


سمي القرن العشرين بقرن الابتكارات حيث حدثت تطورات مهمة في العلوم والآداب والفنون وظهرت مذاهب ومدارس جديدة لها جذور في ما هو قديم ولها إضافات لم تكن معروفة او متبلورة من قبل وفي الفنون عامة والفن المسرحي بخاصة ظهرت الرمزية والتعبيرية والمستقبلية والدادائية والسوريالية وظهر المسرح الملحمي البريختي والمسرح الوثائقي لبيترفايس وظهر مسرح اللا معقول، وانصبت كل تلك الاتجاهات في الأدب المسرحي شكلاً ومضموناً. أما بخصوص العرض المسرحي وشكله فلم تطرأ عليه تطورات كبيرة سوى ما يتعلق بمبدأ الإيهام بالواقع واللاإيهام ، بين المسرح التمثيلي الذي يمثل العرض فيه شريحة من الحياة ، والمسرح التقديمي الذي يمثل العرض فيه صوراً ممسرحه مأخوذه من الحياة من غير اعتماد على مبدأ الأبهام بل على مبدأ تذكير المتفرج بانه يشاهد عملاً مسرحياً يختلف بنسبة أو أخرى عما هو موجود في الواقع .
جاء القرن الحادي والعشرون وظهرت معه تطورات هامه في العلوم وفي التكنولوجيا على وجه الخصوص وكان لا بد أن تُحدث تأثيراتها في الفن وكانت لها تأثيراتها أيضاً في الفلسفة وبالأخص الماركسية أو المادية الدياليكتيكية، فقد جاءت طروحات فلاسفة اليسار الجديد مخالفة لها حيث أراد (هربرت ماركوز ، 1898 – 1979) تصحيح مفاهيم (كارل ماركس) و(زيغموند فرويد)، فلم يعد للبلوريتاريا دور فاعل في تحريك المجتمع وسلطته كما طرح ماركس وذلك بسبب التطور التكنولوجي الذي مكن من إزالة دور اليد العاملة أو تقليص ليحل محله دور المهندسين والتقنيين ، هكذا أصبحت الطبقة الوسطى هي المتسيدة ، ورفض (ماركوز) فكرة فرويد عن مبدأ اللذه – الهو وخضوعها لرقابة الواقع الأنا والأنا الأعلى، وذكر بأن "تكون اجسادنا أدوات للذة لا للعمل" .
وادعى (رولاند ديفيد لابنغ 1927 – 1989) ان السلوك الشيزوفريني او البارانووي ، ليسا إلا من صيغ لعب الأدوار حيث تتكيف النفس البشرية من اجل حماية الحياة الداخلية بواسطة الأقنعة ،ودعا (نورمان أو براون، 1913 -2002) الى اعتماد سعادة الانسان على تحرره من القيود التي يفرضها المجتمع وتقاليده ، وان ترتفع الغريزة الى مستوى أعلى من المستوى العقلي. وهكذا تنتج الاصلاحات التي اقترحها اليسار الجديد ثلاثة أبواب لمساراتها : الأول يتعلق بتنظيم المجتمع بشكل يؤدي الى تلبية جميع رغبات الانسان، والثاني، يتعلق بتنظيم النفس البشرية لتؤدي دورها في تغيير المجتمع نحو الأفضل، والثالث ، يتعلق بالسير في الاتجاهين للتأثير في الفن وموضوعاته واشكاله . ونجد لتلك المسارات جذورها في القرن التاسع عشر حيث نادى الطبيعيون بضرورة تغيير المجتمع ونادى اصحاب فلسفة الفن للفن بتحقيق مبدأ اللذه بواسطة المنجز الفني.
ومثلما اثرت الثورة الصناعية والتحول من الصناعة اليدوية الى انتاج المعامل الواسع في الفن واستجابته للواقع الجديد للحضرية ، فقد مهدت فلسفة اليسار الجديد وتطور التكنولوجيا الى ظهور اتجاهات فنية جديدة ومنها ما سمي (ما بعد الحداثة) ذلك المصطلح الزئبقي الذي لا يمكن (الامساك به) وتعرف خصائصه بسهولة ومن أهمها النهوض والتشظي والتزامن وتغلب النزعة الفردية في المنجز الفني ، وهو الآخر له جذور في الماضي.
في ضوء هذه المقدمة يمكن تعرف واقع المسرح العربي هذه الأيام ومستقبله أيضاً، كان الأمل أن يرسخ المسرح في بلادنا العربية تقاليد واضحة المعالم كما هو حال المسارح في الدول المتقدمة كالمسرح الانكليزي والمسرح الفرنسي والمسرح الألماني والمسرح الروسي إلا ان الذي حدث وكما هو مازال لحد اليوم حيث لم يفعل ذلك بالرغم من مرور اكثر من قرن على نشأته الحديثة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكسبير في المسرح العراقي 2
- ليس دفاعاً عن المسرح التجاري بل هجومٌ على المسرح الصحيح
- شكسبير في المسرح العراقي
- لا (خريف) ولا (في انتظار الموت) ولا (رقابة عليا) بل (رقيب ال ...
- ظواهر مسرحية عربية تستدعي التساؤل !
- هل تراجعت الفنون أم تغيّرت الذائقة ؟
- ماذا تعني كثرة المهرجانات المسرحية العربية ؟!
- المسرح الشعري وشعرية المسرح 2
- المسرح الشعري وشعرية المسرح
- (كاظم حيدر) والابتكار في تصميم المناظر والأزياء المسرحية 2
- (كاظم حيدر) والابتكار في تصميم المناظر والأزياء المسرحية
- رثاء ناهدة الرماح
- الكوريوغراف وليس الكيروغراف
- صعوبة تقييم أداء الممثل !
- المسرح من الماضي إلى الحاضر ونحو المستقبل
- لا بد من الاهتمام بمسرح المحافظات
- مقترحات إلى إدارة (السينما والمسرح) بتشكيلها الجديد
- ماهية التقنع في المسرح
- لا لإلغاء الطقس المسرحي
- مسرح الشارع ظاهرة ثقافية يمكن تطويرها


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تطورات القرن الجديد ومستقبل المسرح في بلادنا