لقاء الأسد - بوتين ، الدوافع ، والنتئج المحتملة

محمود جديد

الحوار المتمدن-العدد: 7021 - 2021 / 9 / 16 - 20:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقاء الأسد - بوتين ، الدوافع،والنتائج المحتملة
===========================

كثرت الأقاويل، والتكهنات حول هذه الزيارة ، والمستور منها أهمّ من المكشوف، ولذلك سنلقي الضوء هنا على ما هو محتمل من الدوافع ، والنتائج .
أولاً : من حيث التوقيت .
جاءت بعد تجديد ولاية الأسد ، وانعقاد مؤتمر بغداد وعدم دعوة سورية ، والموافقة الأمريكية على نقل الغاز ( المجهول النسب ) إلى لبنان عبر سورية ، واستجرار الكهرباء الأردني المشبوه بمصدر طاقته ، وماجرى من لقاءات لبنانية - سورية ، وسورية - لبنانية - مصرية - أردنية للاتفاق على التنفيذ، وبعد مسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على سورية ، وعقب إعادة سيطرة النظام السوري على محافظة درعا ، ومحاولة بيدرسون تحريك الملف السوري في جنيف في النصف الأول من الشهر القادم .
ثانياً : من حيث الدوافع المباشرة للقاء، والنتائج المحتملة :
- معرفة رأي بوتين بالخطوة المناسبة التالية بعد درعا ، والأكثر احتمالاً أن تكون باتجاه محافظة إدلب ، وخاصة فيما يتعلّق بالطلب من بوتين الضغط على الأتراك لتنفيذ ماهو متفق عليه سابقاً بين بوتين وأردوغان ، وخاصة فتح طريق إم 4 ( اللاذقية - جسر الشغور - حلب ) ، ومماطلة الأتراك في ذلك . وقد يقبل بوتين بتحريك هذا الملفّ مستقبلاً .
- معرفة رأي الروس بانعكاسات الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وما يشاع حول الانسحاب القريب من العراق على الانسحاب أيضاً من شرق الفرات ، ووجهة نظر بوتين بكيفية معالجة الاحتلال الأمريكي لهذه المنطقة الغنية بخيراتها الكبيرة المعروفة، وطريقة معالجة الموضوع الكردي هناك .
- مطالبة بوتين بالسعي للجم الكيان الصهيوني عن اعتداءاته المتكرّرة على سورية ، وتزويد الجيش السوري بوسائط الدفاع الجوي الأكثر تطوّراً، في حال عدم تحقيق ذلك .
- إنّ تحريك تهمة استخدام الكيماوي من قبل أوساط دولية تقلق النظام السوري ، ولذلك من المحتمل أن يكون الأسد قد بحث طريقة قطع الطريق على إعادة هذا الموضوع للتوظيف مجدّداً من قِبل خصومه ، والرائج في هذه الأيام .
- بحث إمكانية عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم ، وإعادة الإعمار ، والدعم الاقتصادي لسورية لتخفيف محنتها الصعبة الراهنة .
- استطلاع رأي الروس لمعرفة الموقف الأمريكي من الملف السوري ، وهل هناك تفاهمات محتملة مع روسيا في هذا السياق في المستقبل القريب .
- موضوع الحصار المفروض على سورية، بموجب قانون قيصر ، وهل من مجال لدعم سورية لإنهائه، أو لتخفيف آثاره .
- أمّا بالنسبة لبوتين فمن المحتمل أن يكون قد ذكّر الأسد بدوره في تنفيذ القرار رقم 2254 ، وبضرورة تسهيل عمل اللجنة الدستورية ، وقد أشار بوتين أمام الإعلام إلى ذلك كما يلي :
"تشير نتيجة الانتخابات الرئاسية إلى أن الشعب يثق بك ورغم صعوبات السنوات الماضية والمآسي التي شهدتها تلك السنوات، فإنّ الناس لا تزال تربط عمليتي التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية، بك"، في إشارة إلى الأسد.
وأضاف بوتين موجّها كلامه إلى الأسد : "أعلم أنك تعمل الكثير من أجل هذا (التعافي والعودة)، بما في ذلك إجراء حوار مع خصومك السياسيين آمل أن تتواصل هذه العملية"، حسب قوله.)
بالتأكيد إنّ طرح هذه المسائل في الغرف المغلقة لن تكون بمثل هذه الكياسة الدبلوماسية .
- من المحتمل أن يكون الدعم والتعاون الاقتصادي متبلوراً في أذهان ومقترحات اللجان المختصة ، وستسعى روسيا للحصول على الحصة الأكبر في المجالات والمشاريع الاقتصادية المجزية ، وقبل أن يلتهم الحليف الإيراني الكثير ، ويأتي التنين الصيني الذي لا يُضاهى في عروضه المغرية ، وسرعة إنجازاته ، وبأقلّ قدر من حسابات الحصار ، والموقف الأمريكي المعارض .
- وقد يكون بوتين تعرّض إلى أهمية المصالحة التركية السورية ، وموقف الأسد من ذلك .
0 من المحتمل أن يكون بوتين قد نبّه الأسد إلى عدم السماح بحدوث أعمال عدائية ضد ( إسرائيل ) في المناطق الواقعة جنوب الطريق الدولي المار في محافظة درعا باتجاه الأردن ، وقد أشارت القيادة الروسية إلى ضرورة ذلك على وسائط الإعلام ، وقد يكون نوعاً من طمأنة ( إسرائيل ) على حصتها في الاتفاق السابق ..

وأخيراً ، لا يتوهمنّ أحد أنّ طلبات الأسد ستكون مستجابة كلّها بلقاء بوتين ، أو يكون تقييم الأمور مباشرة ، وتقدير الموقف العام المحيط بسورية متطابقين ، ولكنّهما ضروريان لبشّار الأسد كي يبني عليهما استراتيجيته الخاصة للمرحلة القادمة بعد تجديد ولايته ، كما أنّ بوتين يحتاج إلى معرفة دقيقة ومباشرة لهوامش المناورة لدى الأسد كي يستفيد منها عند مباحثاته مع الأطراف الدولية المعنية بالملف السوري، وخاصة في خضمّ التطورات السريعة في المنطقة والعالم التي تجري في هذه الأيام .
في : 16 / 9 / 2021

#محمود_جديد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات