أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - السينما المصرية بين النور والظلام














المزيد.....


السينما المصرية بين النور والظلام


مؤمن سمير
شاعر وكاتب مصري

(Moemen Samir)


الحوار المتمدن-العدد: 7020 - 2021 / 9 / 15 - 16:55
المحور: الادب والفن
    


ظل فن السينما دائماً هو المعبر الأبرز عن طموح الإنسان في اقتناص الحلم و دمجه بالواقع، في ممارسة السحر الحلال لفك غموض الكون وفتح بوابات الروح على مصراعيها، في اللعب بين الوعي واللاوعي ..باختصار، في مراقبة ذاته والتلصص على نفسه في مرآة تلون عيونه بالبهجة و المتعة..و ظلت السينما في مصر واحدة من أهم مكونات الوجدان المصري من ساعة أن هَلَّ وأنار هذا الفن حياة المصريين متزامناً مع بداياته العالمية.. وبما أن السينما جزء حي وصادق في الذاكرة الجمعية المصرية، كان من الطبيعي أن تتأثر بكل ما يعتري الواقع المصري من تحولات حادة أو طفيفة، فإذا حدث ارتباك سياسي أو مجتمعي ما، يخفت صوت السينما، لكنها تكون في حال يشبه الظل الرابض إلى جوار حائط، كي يختزن ويحلل ثم بعد أن يمضي الوقت المخاتل، يفرش هذا الظل الحي كله.. لهذا تبقى مقولة تراجع صناعة السينما في مصر دائماً مقولة غير دقيقة، حيث أننا في الفترة الأخيرة مثلاً، ونتيجة للتطور المهول في الإمكانات التقنية، ونتيجة لاكتساح وسائل التواصل الفضاء بما أتاحته ورسخته من قيم الحرية والجرأة، أصبحنا نتقابل مع أفلام نُفذت بإنتاج ضخم جداً واستخدمَ صانعوها وسائل تكنولوجية خلقت الإبهار مع المشاهدين وجعلتهم في حالة مقارنة مع السينما العالمية، هذا مع مقاربة موضوعات كانت شائكة ومحرمة من قبل.. لقد كانت هناك سينما تعني بالمضمون طول الوقت، جنباً إلى جنب مع الأفلام التجارية التي تكتسح دور العرض السينمائي ثم المجال السينمائي كله لكن الجديد هو بعض التداخل الذي يفرض إعادة النظر والنقاشات حول كل عمل على حدة..
و كما لا يمكن إنفاذ مقولة تراجع أو انهيار أو موت السينما المصرية، لا يمكن كذلك الموافقة على استمرار فكرة صدارة السينما المصرية للسينما العربية كما كان يمكن القول بأريحية من قبل، وذلك لصعود وتميز صناعة السينما في البلدان العربية الأخرى وخاصة المرتبطة بتجارب السينما المستقلة حيث استمتعنا بالإنتاج السينمائي المبهر لأصحاب التجارب الطليعية في بلاد المغرب العربي الثلاثة ولبنان بالإضافة إلى الصعود العظيم للسينما الإيرانية وتميز التجارب الإفريقية لتختلف بالتالي مسألة قيادة السينما المصرية لمنطقة الشرق الأوسط اختلافاً جذرياً عن السابق..
لقد وصل الكثير من الأفلام المصرية القديمة والحديثة للعالمية، بالطبع مع مثيلاتها العربية، نتيجة لاستثمارها الشرط الفني الإنساني العالمي وهو مناقشة قضايا الإنسان في كل مكان أو طرح الأسئلة الخالدة في كل مكان وزمان أو تميز الإخراج واتساع رؤيته الإبداعية أو حتى للجودة التقنية لكن أظن أن الأفلام التي قد تصل للعالمية بالأساس تكون هي التي تنتمي لواقعنا الضيق البسيط بشكل عميق وحقيقي، فلا يحتاج الغرب لما يعرفه وإنما دائماً يبحث عما هو مجهول بالنسبة إليه ولكن بشرط الصدق وعدم الافتعال..
يظل الإنتاج هو أبرز العقبات التي تقف حائلاً دون تقديم سينما جيدة ترضي طموحات الفنانين المؤمنين بأهمية السينما كوسيط إبداعي عظيم و الذين يسعون للتعبير عن رؤاهم وتطلعاتهم وأحلامهم عن طريق هذا الفن.. بعد ذلك تظهر الرقابة الفوقية من الدولة، وكذلك الرقابة المجتمعية في حالة أن يكون الفكر المهيمن على المجتمع محافظاً تقليدياً، وهي الأمور التي تتعاضد لخنق صناعة السينما لكن في كل أزمنة الضعف تبقى المبادرات الفردية الشجاعة كبصيص النور الذي يشد غيره لتدخل الشمس رغماً عن هيمنة الظلام..
أظن أن هناك دائماً أملاً فيما يخص صناعة السينما في مصر ويرجع ذلك بالأساس لطبيعة فن السينما ذاته وهو الفن الذي يواكب كل جديد وكذلك لكون هذا الفن متغلل في وجدان المصريين طوال أكثر من قرن من الزمان، لهذا فقد ظهرت مهرجانات للأفلام التسجيلية وللأفلام القصيرة وسينما الموبايل مثلاً، بشكل أوسع من السابق، بما يجعلها في حالة تجاور مع الأفلام ذات الإنتاج الضخم أو الأفلام التي تعني بالمضمون أو حتى الأفلام التجارية.. كل المطلوب دائماً هو صنع حالة الحراك السينمائي وفتح الأبواب على مصراعيها أمام الإبداع بلا قيود أو محاذير.. وعندما يكون الواقع السينمائي مزدهراً يسهل الفرز والانتخاب وبهذا تستمر و تظل متعة السينما من أولويات المواطن المصري..



#مؤمن_سمير (هاشتاغ)       Moemen_Samir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أبعد بلد في الخيال- لمؤمن سمير.. حرية النص وانعتاق المعنى ب ...
- زمن الشعر أم زمن الرواية بقلم/مؤمن سمير.مصر
- السحاب المخاتل أو تأسيس شعرية الاحتمال..قراءة في ديوان -وأكت ...
- الشاعر مؤمن سمير: ثورة الاتصالات جعلت الأعمال الأدبية بلا رق ...
- -تفكيكُ المهزلةِ الأرضية.. منازلة الجحيم الأرضي-بقلم/ مؤمن س ...
- قوة الأثَرَ وخِفَّة الريشة بقلم/ مؤمن سمير. مصر
- لعبة العنوان الطيبة لعبة العنوان الشريرة بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- (الشاعر إيهاب خليفة يترجل) بقلم/ مؤمن سمير.مصر
- (العزلة والكتابة) بقلم/مؤمن سمير.مصر
- - بَسْمَةٌ واسعةٌ و فضفاضة - شعر / مؤمن سمير. مصر
- مؤمن سمير: الشعر هذا الجامح القاتل، هو منحة الله ليتحقق الرد ...
- -زوابعُ باهتة- شعر/ مؤمن سمير. مصر
- (تطبيق الزووم أو الأونلاين: لُعْبَةُ الكائنِ العنيد) بقلم/ م ...
- -سَلَّةُ إيروتيكا تحت نافذتِك..-شعرية السباحة في اللغة وغابا ...
- ترنيمة فتحي عبدالله الأخيرة: القصائد المخطوطة بقلم/ مؤمن سمي ...
- الشاعر والقضايا الكبرى بقلم/ مؤمن سمير. مصر
- -فأسٌ و حفراتٌ في اللحم- أوكار اللعب مع الحياة-: كتاب جديد ل ...
- موقف الذات وتأسيس ملامح الخطاب الشعري في ديوان -بلا خبز ولا ...
- - الروائي يهزُّ رأسه بمكرٍ و الشاعرُ يرتعش
- رياض باشا شحاتة، رائد الفوتوغرافيا المصرية بقلم/ مؤمن سمير


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤمن سمير - السينما المصرية بين النور والظلام