أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - خفايا الأمور وبواطنها














المزيد.....

خفايا الأمور وبواطنها


نصار محمد جرادة
(Nassar Jarada)


الحوار المتمدن-العدد: 7018 - 2021 / 9 / 13 - 21:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحدثني أحيانا بعض الأصدقاء المقربين العارفين بخفايا الأمور وبواطنها عن أحداث خطيرة قذرة بشعة جرت أو لا تزال تجري في ربوع هذا الوطن , المحتل أرضا ، المختطف شعبا ، المضطهد إنسانا ، المنهوب موارد ، المصادر حقوقا ، المخدر مليا ، المسير دون أن يحس أو يدري ، الموجه ثعلبيا عكس اتجاه درب الحرية والكرامة , الملوث بيئة , المضيع شبابا ، المسلوب طفولة ، المهدور كرامة ، المشوه قيما والمميع ثوابتا !!
ومما يمكن البوح به من تلك الخفايا إصرار البعض على عدم الاعتراف بفساد نهجه أو بقابلية مشروعه الذاتي الارتزاقي النفعي العفن للتقهقر أو للانكفاء والانهزام ، رغم أن تاريخنا العربي الزاهر يوثق ويؤكد حصول ذلك لبعض الأولياء والأنبياء !! .
وفي زحمة مشاغل الحياة اليومية المرة القاسية وفي ظل الانغماس الطويل الرتيب بتفاصيل الواقع وهمومه وكذا الحروب الموسمية المزيفة ( الفالصو ) والأزمات المتلاحقة المفتعلة ينسى جل البسطاء الغلابة المساواة اللازمة المطلوبة ووجوب عدم العيش كعبيد بائسين في ظل الاحتلال وصنائعه وأذنابه الذين ارتقوا على أكتافنا ، عبيدا بائسين يلقى إليهم بالفتات بل كسادة أحرار رافضين لكل أشكال القهر والتمييز والاستغلال !! .
وبعد : لا أحد من عامة الشعب يدري يقينا كيف تحول كثير من مناضلينا العظام إلى لصوص محترفين وملاك كبار جشعين ، لا احد يجرؤ على السؤال : من أين لك هذا يا بروتوس ؟! ، وهل كان ذلك أمرا طبيعيا لازما أو واجب الحدوث في الحالة الفلسطينية لأننا لسنا ملائكة ومجرد بشر ؟! .
لا تقنعني الإجابات الجاهزة المعلبة أو ترضيني أو تريح ضميري ، وفي رحلة البحث عن إجابات وافية جلية واضحة تصدمني مليا الحقائق المطمورة عمدا والحوادث المفتضحة المسربة ومنها : تحول فلان التافه الجاهل في غمضة عمر من عنصر ثانوي بسيط إلى قائد كبير همام ومن جائع حاف إلى متخم ممتط لأفخم السيارات رباعية الدفع ومن قاطن ببيت متواضع من الزينك إلى مالك لأجمل المساكن وأغلى العقارات !! .
ومنها أيضا زواج الصبي فلان من الصبية فلانة سرا بلا داع أو رغبة حقيقة أو مبرر مقبول ، دون اقتراف الصبي أي جريمة أو عار ولكن سترة لمفعول بها وإرضاء لذويها وطاعة واجبة مستحقة لأمير شبق غاز صاحب مقام عال وكرامات طويلة منفلتة !!
وبعد : نعلم ونعرف أن جل الحيتان الكبار المفلسين أخلاقيا ووطنيا في شقي وطن - رغم حرصهم وتظاهرهم الشديد بغير ذلك - يتقاضون نثريات ومكافآت وبدل مهمات وهمية أضعاف رواتبهم الدسمة في الوقت الذي لا يجد فيه كثير من الموظفين الصغار والمتقاعدين قسرا ما يكفي لسد رمق عوائلهم أو دفع رسوم تعليم أفلاذهم في الجامعات المحلية المتواضعة !! .
وندرك أن إفقار الناس وإهدار كراماتهم وتحويلهم لمتسولين لا يمكن أن يكون أمرا عرضي عابرا أو نتاجا سطحيا ثانويا لسياسات مالية أو اقتصادية آنية خاطئة ، فهم عماد الوطن والبناء والتغيير والثورة والنصر المأمول الذي أصبح غائرا بعيدا المنال ، وعلى أي حال يبدو أن هناك من لا يريد لنا أن نلمس تحولا جذريا حقيقيا أو تطورا لافتا مبشرا بقرب تغيير قبح الواقع البائس المعاش ، بل عوزا مزمنا مرهقا وتفتتا ذاتيا وتفسخا اجتماعيا وسياسيا وتهجيرا ذكيا ماكرا لشبابنا وللأدمغة والكفاءات ودفعا متعمدا مقصودا لهؤلاء وهؤلاء نحو هاوية الغياب والرحيل والمجهول !! .
فعندما تغيب وتتبخر تماما فرص العمل والرزق الكريم الكافي تغيب معها أيضا قدرة الشباب على الادخار وتغيب حتما ولزوما على إثر ذلك قدرتهم على تكوين أسرة أو بناء عش صغير بدون مساعدة سخية من الأهل فتنتشر العنوسة وتستشري في صفوف أنجالنا وكريماتنا مع كل ما يحمله ذلك من مخاطر على القيم والفضيلة والأخلاق في مجتمع صابر مرابط مكلوم كمجتمعنا الفلسطيني !!
وبعد : إذا كان من حق أبناء وأحفاد القيادات المصنوعة المفروضة أن يتمتعوا بحياة سوبر مؤمنة تأمينا عاليا في ظل الاحتلال الظالم الجائر فمن حق أبنائنا المحرومين أيضا التمتع بحياة شبيهة لائقة بالحد الأدنى طالما الاحتلال باقيا وجاثما وكلنا في الهم سواء !!
لهذا وغيره مما لا مجال لذكره لا معنى وطنيا حقيقيا أو إنسانيا لأي تفاهمات سياسية مع المحتل في ظل ظروف الإفقار والبطالة والتمييز والحصار الجائر وفقدان الأمل وتمسك هذا الأخير بالتنفيذ الجزئي المزاجي الاستعلائي لتفاهمات قميئة لا تضمن حياة كريمة لائقة بالقدر الكافي لأبنائنا وبناتنا وعموم الأجيال القادمة !!
وإذا كانت الأرض قد ضاعت سالفا فلا يجب أن يلحقها أو يتبعها ضياع سريالي لا شعوري آخر للإنسان رأس مالنا الوحيد الباقي يا من تتباكون عليه صباحا وعشيا ؟!



#نصار_محمد_جرادة (هاشتاغ)       Nassar_Jarada#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الجنس والحب والرق والسبي والاغتصاب
- مناجاة
- جناب اللواء المتقاعد
- إلى متى تجاهل المتقاعدين قسرا ؟
- الجنة هاهنا ... الجنة مسروقة
- المركز العمودي للإدارة الذاتية
- تبا وسحقا وبعدا
- احترام القرارات والقوانين لا يكون بتحنيطها وتقديسها بل بتعدي ...
- عن التقاعد المبكر للعسكريين
- المرشد والقطيع
- عثمان بن عفان في الميزان
- الحروب الهلالية
- لم لا يحترمنا العالم ولا يقيم لنا وزنا ؟
- أرخص احتلال بالتاريخ
- هنا فلسطين : حيث لا عدل ولا شبع ولا مقاومة ولا تحرير !!
- يا قدس إنا واهمون
- جحيم لاعشوائي مقصود
- لنحاكم الحلاج من جديد
- بسم الله يبدأ الكذب و بالله أكبر يبدأ التدمير و الذبح
- مهالك ومشيخات التخلف والاستبداد والقرون الوسطى


المزيد.....




- شاهد ما حدث في غابات اسكتلندا بسبب حرائق هائلة
- بنغلاديش تعيد حظر السفر إلى إسرائيل
- بيسكوف: موسكو وواشنطن في بداية الطريق نحو تطبيع وبناء العلاق ...
- الجامعة العربية تؤكد على دعمها للبنان للخروج من أزمته
- خُضير العميري: رسوم في مواجة الخطوط الحمر
- الفوز ولا غير.. بايرن ودورتموند يواجهان برشلونة وميلان في دو ...
- بكين: واشنطن تستخدم نظرية التهديد الصيني للسيطرة على أمريكا ...
- الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين كيف ستنعكس على رو ...
- ما الذي أدى إلى مقتل طيار -إف-16- الأوكراني؟
- وزير الدفاع التركي: نتابع بشكل دقيق الاتفاق بين الإدارة السو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصار محمد جرادة - خفايا الأمور وبواطنها