رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 7015 - 2021 / 9 / 10 - 00:12
المحور:
الادب والفن
الظاهر والباطن في
"خذ قلبي ورحل"
روز سليمان
"خذ قلبي وارحل
كفاك تردد وتقلقل
إذهب وجهتك
الريح ........
فكيف ما هبت
رياحك تتغلغل
لن أتوسل.....
إلجم صهوة
رياحك وترجل
فلمهري عنوان
فلتتحمل
ثغر المجد
وعيون الشمس
مصاغي
وضرع لبوة
شفتايا تتعلل
لا تتململ
عهد الورى
وسكون الحرف
لن أقبل
أنا الروزة
وعرشي شقائق
نعمان والروز
عندما يتجمل
يتدلل...فلترحل"
من سمات النص الجيد وجود الخصب/الفكرة في قلب الألفاظ، وليس ما يظهر في الشكل أو على السطح، الفكرة التي جاءت في العنوان واضحة: "خذ قلبي ورحل"، حتى أن الكاتب تستخدم ألفاظ تؤكد (نفورها) من رجلها: "أذهب، فلترحل" لكن فكرة العنوان والمضمون الذي يحمله النص يختلف تماما عما تريده/تظهره الكاتبة، فهي تستخدم ألفاظ وكلمات تتلاقى فيها الحروف، وهذا ما يشير إلى رغبتها به، فهي تظهر للعلن أنها لا تريد رجلها المخاطب: "خذ قلب ورحل"ن وفي الوقت ذاته تخاطبه بكلمات جاء شكلها يمل الحميمية: "تردد، شقائق النعمان"تقلقل، تتغلغل، فلتتحمل، تتعلل، يتدلل" إذا ما توقفنا عند هذه الالفاظ سنجد تلاقي الحروف فيها وتكرارها، وهذا يشير إلى الرغبة الجامحة عند الكتابة لبقاء رجلها بجانبها، فهي تدعي أنها تريد التخلص منه، لكن كلماتها/الفاظها يشير إلى عكس ذلك.
وإذا ما توقنا عند بعض الفقرات المستخمة، سنجدها بعضها لا يأتي مفردا، بل من خلال لاحق له، يوضح المعنى، كما هو الحال في: "شقائق النعمان"، كما أن استخدامها لصيغة المثنى: "شفتايا" يؤكد هذه الرغبة، يضاف إلى ذلك تكرارها لذكر أسمها "أنا روزة، الروز" وكأنها به تريد تذكيره بها، وهذا دعوة مبطنة من "روز" لرجلها ليتوقف عند أسمها الذي كررته ثلاث مرات.
كل هذا يجعل النص يبطن ما لا يظهر، فظاهره فيه البعد والجفاء، وباطنه فيه الحب والرغبة والحميمية، بهذا الشكل تكون الكاتبة قد جعلت المعنى الذي يظهر في الشكل يتناقض تماما مع الأدوات والألفاظ التي استخدمتها، وعلى رجلها أن يفهم الرسالة وما تحمله كلماتها من دعوة/رغبة/حاجة/حميمية تجاهه.
النص منشور على بانورما الغريب للثقافة والأدب.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟