فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 22:56
المحور:
الادب والفن
لَمْ أنْسَ ...
ذاتَ زمنٍ كنتُ واقفةً على حافةِ العمرِ
مرَّ بسرعةِ البرقِ ...
الغدُ ضاحكاً
يبحثُ عنِّي ...
أشرتُ بقفازِي النِّلِي :
لستُ مِمَّنْ تعضُّ يدَهَا...
لنْ تكونَ أبداً
صديقِي...
لَمْ أنْسَ ...
الأمسُ كانَ أمِّي / كانَ أبِي /
كانَ سلفِيَ الصالحَ ...
كانَ توأمِي /
بلْ كانَ نصفِيَ المفقودَ ...
كانَ خيمةَ جدِّي للضيافةِ /
كانَ مزاراً للبركةِ /
كانَ سُرادقَ العزاءِ للعامةِ /
كانَ خبزَتَنَا الكبيرةَ /
قبلَ أنْ يأكلَهَا الحريقُ والأَرَضَةُ...
فيغادرَ إلى المدينةِ
لكنَّ أشياءَنَا /
وحافظةَ أيامِنَا /
بقيتْ نائمةً
فكيفَ أنسَى...؟!
لَمْ أنْسَ ...
أَأَنسَى أوشامِي
وما تزالُ الندوبُ ترسمُ سُرَّتِي...؟!
وتكبيرةُ " بِلَالَ "
تثقبُ أذنِي ...؟!
كلمَا حاولتُ الإقلاعَ
يشدُّنِي الحبلُ إلى صرخةِ الولادةِ ...
في القاعِ
فأصمتُ ...
هناكَ / هنَا /
تركتُ أشيائِي الجميلةَ ...!
أمَّا الغدُ
فمرآةٌ مكسورةٌ ...
على وجهِي
في الماءِ ...
تتراءَى لِي بشتَّى الألوانِ
والأحجامِ /
والروائحِ /
والجيناتِ /
والأسماءِ /
دونَ جغرافيةِ الجسدِ ...
كيفَ أسبحُ خارجَ نهرِ جدِّي ...؟
ولمْ أتعلمْ بعدُ
أنْ أرتدِيَ تباناً ...
يحمينِي منَ الغرقِ
فأحرَى أنْ أسبحَ ضدَّ التيارِ ...!؟
كلمَا حاولتُ اجتيازَ النفقِ ...
والقفزَ منَ الجسرِ
أوِ النهرِ ...
عاودَنِي الدُّوارُ
فأعودُ إلى ركبةِ جدِّي لأنامَ ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟