أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - قراءة دينا ناصر الدين في روايتي ظلام النهار وجنة الجحيم للكاتب جميل السلحوت.














المزيد.....

قراءة دينا ناصر الدين في روايتي ظلام النهار وجنة الجحيم للكاتب جميل السلحوت.


دينا ناصر الدين

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 12:57
المحور: الادب والفن
    


ينقد الكاتب جميل السلحوت التخلف الاجتماعي بعدة من الصور المأخوذة من الواقع المرير في تلك البيئة الريفية التي رسمها لنا الكاتب بلوحات تحكي بكل الالوان وبجرأة لم نعهدها في كل ما نقرأ -ذلك الألم الناتج عن الجهل المولود من رحم تخلف موروث بكل عاداته وتقاليده البالية في تلك البيئة التي تتميز بسيادتها وسلطتها الذكورية البحتة -دون ان تلتفت لكيان المرأة وانسانيتها -كما تؤمن تلك البيئة نتيجة الجهل بمعتقدات متخلفة ورجعية تعود عليهم بشكل سلبي (كالايمان بالسحر والجان والحسد بشكل يفوق المنطق والحقيقة التي تخص هذه المفاهيم) اضافة لالغاء دور الحوار مع الابناء وقمع افكارهم وعدم الاهتمام بالتعليم -ويوضح الكاتب في صور كثيرة ما يجلبه الجهل من مشاكل اجتماعية كزواج البنت قبل نضوجها الفكري والجسدي ودون اخذ موافقتها (كما في قصة الطفلة زينب التي زوجوها طفلة مما جلب لها الازمة النفسية وفشل الزواج)وكعدم تلقي العلاج الصحي السليم (كقصة بتر يد خليل الاكتع نتيجة للجهل )وعادة دفن الاطفال دون معرفتهم العلمية اذا كان الطفل حيا ام ميتا (كقصة الطفل عايد الذي دفنه أهله حي معتقدين انه كان ميت ) .
وكثير من الصور التي تدعونا للتأمل بالواقع المرير في تلك البيئة التي تظهر انعكاساتها على الشخصية المميزة في رواية ظلام النهار وهو (خليل الاكتع) الذي عايش البيئة المدنية في لندن ولاحظ الفرق الشاسع بين البيئتين -كما تحكي رواية (جنة الجحيم) حول أثر الجهل في اثارة المشاكل بين الناس-واثر التعليم في تقليص مدى التخلف في تلك البيئة-وتصور الواقع الاجتماعي والسياسي في تلك الاونة-اضافة الى استخدام الاحتلال الاسرائيلي لأسلوب التحكم في المدارس -واستغلال ذلك بما يخدم مصالح الاحتلال-كما يسرد الكاتب الأحداث التي تبرز عادات وتقاليد تلك البيئة -وتصور الحياة الاجتماعية فيها بأدق التفاصيل .
وتتطور أحداث الرواية فتدفع القصة الى الأمام ليبقى القارئ منتبها باقيا قلب الحدث -كما أنها تثير دهشة الجيل الجديد الذي لم يعش هذه الحالة والتي هي من قلب الواقع -فليست نسجا من خيال-رغم استعانة الكاتب بالخيال بقوة ودقة متناهية بنى فيها قصة محكمة.
تأخذنا الأحداث لاتمام القراءة حتى نكتشف اجابات لكل التساؤلات المطروحة -فيما تساعد اللغة الجسدية للشخصيات والاشارات الغير لفظية على ايصال أفكار كثيرة لا تعبر عنها الكلمات بهذه الدقة -كما أوصلنا وصف الأماكن والأزمنة للاحساس بهم والتواجد وسط الحدث -وعنصر التشويق من المكونات الأساسية التي جعلت السرد ياخذ مكانه الجميل في نفس القارئ فيمسك بالرواية يحتضنها بين يديه -يشعر بها بكل احاسيسه-ولا يرغب مفارقتها-ومما يزيد من احساس القارئ بالروايتين هو المفردات السلسة التي تناولها الكاتب بعيدة عن التعقيد وبلهجة عامية -كما أن احياء الكاتب للأمثال الشعبية زاد من اثراء الافكار .
تمكن الكاتب من ادواته الفنية وسرده تفاصيل الحياة الاجتماعية في واقعنا الفلسطيني بشكل قوي يبرز التخلف الحضاري -وتبدو رغبة الكاتب في التخلص من هذا الالم -بنور من العلم يطفأ ظلم الجهل.



#دينا_ناصر_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روح تسكنني
- لاعجٌ يلذع بي
- لا تعترف
- أُريدك كلك في صدري
- طفلة بداخلي
- انحناءة شوق
- حين تغضب
- القصة القصيرة جدا
- حب لا يجيد الكلام
- على الصراط قلب محمد (صلى الله عليه وسلم)
- غابة
- صرخة
- امنحني لحظة
- انتخابات
- صدرك وطني
- لَوعَةُ قَلب
- ضحايا الطّلاق
- اللمس من أجمل لغات العالم
- عِشقُ روحي
- الاثار السلبيىة على أبناء المطلقين


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا ناصر الدين - قراءة دينا ناصر الدين في روايتي ظلام النهار وجنة الجحيم للكاتب جميل السلحوت.