أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - دكتور محمد هل تحملين قنبلة؟ -اسمها محمد 30-














المزيد.....


دكتور محمد هل تحملين قنبلة؟ -اسمها محمد 30-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 23:40
المحور: الادب والفن
    


الخطوة اللازمة للفشل هي الاستسلام، فيما خلا ذلك يسمى محاولة فاشلة في طريق النجاح…

-في طريق بحثك عن السعادة، تضيع الحياة.. لا سعادة مطلقة في أيّ شيء، لذلك نرى أسوأ حالات الاكتئاب وأكثرها تعنيداً على العلاج عند من يملكون (كل شيء)…
الحزن الذي يحضر في بعض الحالات ليخبرك أنك تمتلك كلّ شيء إلا الرضا، لا يتحوّل اكتئاباً إلا إن أنت ساعدته وتوقفت عن الحلم…


-يا عمّار.. تخبرني أنني سبب استمرارك، أخبرك أنّ السبب الوحيد في كوننا نستمر هو الحلم..

-أنت حلمي يا هبة…

-أنت تبالغ.. منذ عامين كانت عبير حلمك.. تابعت بعدها حياتك، وحصلت على الدكتوراة في العلوم السياسيّة والقانون.. هل تعتقد كقاضٍ مستقبلي أن الحياة كانت دوماً تعيسة؟

صمتَ عمار، نظر إلى الناس حوله في ذلك المقهى العراقي البسيط، شدته عجوز أنيقة تكتب في الزاوية وكأنها في عالم آخر تماماً.. عالم ينتمي إلى زمان السبعينيات حيث لا هواتف محمولة و الفضاء بكله حقيقي جداً وبعيد كل البعد عن الافتراض... هي تعيش في عالمها الخاص.. سعيدة به ولا تريد تحديثاً…

ابتسم عمّار لهبة، ثم قال:

-شكراً لصداقتك يا هبة.. أمورنا بخير…

بعد رحيلها، توجه عمار إلى السيدة العجوز:

-لقد أنقذتني اليوم…
-أنا؟
-أجل أنت يا سيدتي…
-ممَ يا بنيّ؟
-من خسارة صديقة غالية…

أشرق وجه العجوز بابتسامة لطيفة شدت كل تجاعيدها الدقيقة في صورة ساحرة:
-أين؟ وكيف؟

-أما أين.. فهنا.. اليوم.. وأما كيف، فحديثنا طويل.. لديك وقت؟
-كل الوقت…
************


نظرت إليّ المريضة بتدقيق، ثم سألتني:
-من أين أنت؟

قلتُ:
-سأخبرك يعد أن ننتهي…

-عرفت من إيطاليا..
-لا.. لكن سأخبرك بعد أن ننتهي…

كانت هذه ألطف الجمل التي يستخدمها الناس هنا للسؤال عن مكان مولدك..
سمعتُ قبلها جملاً كثيرة بعد التعريف عن نفسي:
“-هل تحملين قنبلة؟ - هل قدمت من أفغانستان؟ -شكلك روسي هل أتيت من هناك؟ كيف تحملين لقب محمد إذاً؟ هل يشرب المسلمون النبيذ؟ مانفع الحياة بلا نبيذ!
-لماذا لا تلفين نفسك بالقماش؟ -لكنتك ايطالية لكن اسمك من العربية السعودية…- لولا رحلتي الأخيرة إلى دبي لكنت مازلت معتقداً أن العرب يقطنون الخيام ويستخدمون الجِمال في تنقلاتهم…”…


من عشرين سنة كانت الأسئلة ثقيلة وفي كثير منها عنصريّة، لكن اليوم هي معتادة وفي كثير منها تنم عن قلة ثقافة وبساطة ليس إلّا…
العنصريون بحق أدهى من زيّ سؤال ساذج، أسئلتهم عارية تختبئ خلف الظهور وتقنص الفرص…

قررت من بعيد الزمان ألّا أنظر خلفي.. كنتُ أعرف أنني أضعف من أية ذكريات، وأنّ الأحبة حاضرون جداً في خيالي، فإن ضعفت ونظرت خلفاً منعني الاشتياق من الاستمرار…
لذلك تابعت أماماً.. وفي كل مرة فشلت فيها نهضت أقوى من السابق.. كيف لا والمحاولات الفاشلة تصقل قدرتك على الاستمرار؟

أصبح البروفسور ذو اللحية الحمراء من أشد المدافعين عنّي في القسم، كيف لا وقد شخصت بورفيريا عند مريض ذهان معند على العلاج كان قد تشخص سابقاً كحالة فصام.. و ورم قواتم في مريضة اضطراب هلع، وساركوئيد في مريض اكتئاب معند على العلاج، كيف لا و دكتور محمد تشارك في جميع المؤتمرات، تعمل من الخامسة صباحاً إلى العاشرة ليلاً…

قال لي يوماً:
-دكتور محمد الطب النفسي يفتح أبوابه، لا أعتقد أننا سنجد أفضل منك…

وبعد امتحانات كثيرة وعمل مضني، تحقق كلام ذي اللحية الحمراء و فتح الطب النفسي في أمريكا أبوابه على مصراعيها لطبيبة لغتها الأولى هي الطب، الثانية هي الاتصالات غير اللفظية، الثالثة هي العربيّة.. والرابعة هي -بصعوبة- الانكليزية…

الطبيبة التي باعت صوتها في سبيل حضارة أخرى وحلم كبير، منحها الله ما فقدته مثنى وثلاث ورباع…



الخطوة اللازمة للفشل هي الاستسلام، فيما خلا ذلك يسمى محاولة فاشلة في طريق النجاح.. أنتَ كما تحلم أن تكون...



يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يحاربونك في عملك: إليك السبب -اسمها محمد 29-
- ماما أمريكا-اسمها محمد28-
- كم (نوتردام) تلميّن يا بغداد؟ -اسمها محمد 27-
- لماذا يشتم العرب حكوماتهم -اسمها محمد 26-
- نعمة الحزن - اسمها محمد 24-
- أيّ الكواكب أنت - اسمها محمد 23-
- كيف وقف العرب (المسلمون) مع اسرائيل -اسمها محمد 22-
- خرائط الله - اسمها محمد 21-
- محاكم التفتيش الإسلامية - اسمها محمد 20-
- اخلعْ حزامك الناسف - اسمها محمد 19-
- اللكنة والطب النفسي التشخيصي- اسمها محمد 18-
- -قلْ بأنك تحب--اسمها محمد 17-
- الحبّ وتهمة الحرفين- اسمها محمد 16-
- أنانيّ تجاه نفسك - اسمها محمد15-
- الكرديّ الأخير -اسمها محمد 14-
- وصفة خلاص العرب - اسمها محمد 13 -
- حيّ على الجبناء- اسمها محمد 12-
- كل عام وأنتم تحكون القصص- اسمها محمد11-
- يلّمنا نفس القطار، لهذا أحبكم -اسمها محمد 10-
- كلنا أبناء الله- اسمها محمد9-


المزيد.....




- مسجد إيفري كوركورون الكبير.. أحد معالم التراث الثقافي الوطني ...
- من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
- فنان مصري يتصدر الترند ببرنامج مميز في رمضان
- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - دكتور محمد هل تحملين قنبلة؟ -اسمها محمد 30-