أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - كائناتُ الوقتِ السابقِ، في آخرِ العُمْرِ هذا














المزيد.....

كائناتُ الوقتِ السابقِ، في آخرِ العُمْرِ هذا


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 7008 - 2021 / 9 / 3 - 21:18
المحور: الادب والفن
    


في آخرِ الوقتِ هذا
ها أنتَ تتعثّرُ بكائناتكَ السابقة
في "فلمِ" حياتكَ الأبيضَ والأسودَ، الصامِتَ، سريعَ اللقطات.
خالتكَ بدريّة.. وماكنةُ الخياطة من الزمن "الفكتوريّ"، والبصلَ اليابسَ و"البُطْنِجَ"، ونسيجَ "البازةِ" ،
وأنتَ الذي تُديرُ "القايِشَ"، و"تَلْظِمُ" خيطَ العُمرِ القادمِ في "إبرةِ" قلبك.
عمّكَ حميد.. وسمكةٌ تنامُ على رصيفِ الغبارِ في شارعِ "المصافي"، تنظرُ إليكَ بعينينِ حانيتين، كُلّما عُدتَ إلى البيت من"الفارابي الجامعة"، في انتظارِ صيّادٍ نبيل ، لا يَمِلُّ من الصبرِعلى البلوى.
عمَكَ محمد.. ورغيفٌ ساخنٌ أبداً، تدمعُ عيناهُ عليك، منَ القَحطِ الآتي.
أُمّكَ سنيّة.. وحُزنٌ لسبب ، وخوفٌ لسبب، وأفراحٌ دونَ سبّب، وبُكاءٌ لا يحتاجُ سوى الماء، ليُغرِقَ دجلة.
خالكَ نجم.. و ضِحكةٌ مُعلَنَةٌ ، تشبهُ هَمّاً نابتاً ، في عَظْمِ الأيّام.
أبوكَ لطيف السالم.. الرجلُ الذي جاءَ بكَ إلى هذا العالم ، ورمّى"صُرّتكَ" في "تنّور" الأيّام ، ورحلَ مُرتَبِكاً لكي لا تراه، كجٌنديٍّ يزرعُ لُغماً على عَجَلٍ، في "الأرضِ الحرام".
العطيفيّة الثانية.. عبيرُ النارنجِ، ومذاقُ التوتِ على حافّةِ الشَطِّ ، و"أبو دَلَفَ"في حقلِ "الخَسِّ"، وطعمُ التمرِ "الزَهْدِيّ" في أرغفةِ العُمّالِ "الفَيليّينَ"، وحُنطةُ الروح مطحونةً في معمل "الدامرجي".
رائحةُ "الشَبّوي" في كُلّ ليلة .. نساءٌ جاحداتٌ، مازلتَ تتمنّى أن تشربَ معهنّ كُلّ مساءٍ عصيرَ الكاكاوَ الباردَ في الحديقة، في انتظارِ أُلفةٍ لن تَتُمَّ، ولن تأتي.
عينُكَ الكليلة .. وبناطيلُ الجينزِ اللاصقةِ المُستقرّةِ،على هضابِ الدِبْسِ والعسَلِ والحليبِ الحاليّ ،
التي لا تشبهُ تلكَ "التنانير" التي كانت تطيرُ، دون ريحٍ، على جسر الشهداءِ، و "تَمْرِدُ" قلبكَ السابق، الذي كان "يستشهدُ" كُلّ صباحٍ، ويموتُ "سعيداً" عشراتَ المرّاتِ، قبل أن تصِلَ شاردَ الذهنِ ويابسَ الريقِ إلى "دائرةِ البريد والبرق والهاتف"، خلفَ "الشورجة".
بعد هذا كُلّه..
تأتي سيّدةٌ صغيرة
من مواليدِ "الواتساب"
وتقولُ لكَ .. اُحبُّكَ جدّاً يا حصانَ السباقِ القديم.
ومع أنّكَ لا تعرِفُ ماذا يعني ذلكَ بالضبط
فأنتَ تَجْفَلُ وتتلعثمُ مثل صبيٍّ "كَرْخِيّ"
باغتهُ أبوهُ بصرامةِ مُديرَ مدرسةٍ في زقاقٍ بائد
وهو يُدَخِّنُ أوّلَ سيجارةٍ مسروقةٍ من "باكيتِ غازي"
تحتَ "تيغةِ" السَطْحِ المفروشةِ بـ "الفَرْشيِّ" المبلول
بينما "مُنى" في "السَطْحِ" المُجاور
ترُشُّ رائحةً القمح
فوق روحكَ الطازجة.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا و طالبان والولايات المتّحدة الأمريكيّة
- الحياةُ حياة .. ولا شيء آخر
- إشكاليّات تقديم الحلول للإقتصاد المأزوم في العراق المأزوم
- الإقتصاد العجيب والأسباب العجيبة في العراق العجيب
- عادات القراءة بين الأطفال و الشباب في العراق
- الهروب الأخير من فيصل الثالث
- إنتاجيّة العلاليك في دوائر الدولة في العراق (1970 - 2021)
- الولايات المتحدة الأمريكية والعراق:من الولد الصغير،إلى الرجل ...
- العراق والولايات المتحدة الأمريكية: الأب المؤسِّس، والولد ال ...
- دودةُ القَزِّ، تجُرُّ أذيالها، فوقَ روحي
- همومٌ وطنيّةٌ جدّاً
- عن اللُقاح ، و العُقمِ في السبعين ، والموتِ في الثانيةِ والس ...
- إمّا دولة أو لا دولة .. هذا كُلُّ شيء
- قتلى الأسواق الموحِلة
- عندما لا تعرفُ هيَ من أنتَ .. وأنتَ لا تعرِفُ ما هيَ
- ما الذي يجب أن تفعلهُ الحكومة-الثامنة- في العراق؟
- البدايات المتشابهة والنتائج غير المتشابهة لثورات تموز: (فرنس ...
- لبدايات المتشابهة والنتائج غير المتشابهة لثورات تموز: (فرنسا ...
- أنا الذي يشبهني الهَمُّ و توجِعني روحي
- العراقيّون - الإيطاليّون و كأس أمم اوروبا !!!


المزيد.....




- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد عبد اللطيف سالم - كائناتُ الوقتِ السابقِ، في آخرِ العُمْرِ هذا