أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟














المزيد.....

ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1645 - 2006 / 8 / 17 - 11:11
المحور: القضية الكردية
    


ستة عقود تمضي على تأسيس الحزب الديمقراطي الکوردستاني، خلالها تحققت العديد من الاخفاقات و البعض من الانجازات، کانت هناک إنتصارات مثلما کانت هنالک إنکسارات و نکسات محبطة للآمال، وواجه هذا الحزب الکثير من التحديات الصعبة وصلت الى حد تهديد وجوده و إقصاءه من الساحة نهائيا، لکن على الرغم من ذلک بقى الحزب وواصل مسيرته عبر مسارات تخللتها منعطفات حادة جدا کلفته الکثير وعلى أصعدة متباينة.
الحزب الديمقراطي الکوردستاني الذي حاز على جماهيرية إستثنائية بين أوساط الامة الکوردية في أصعب ظروف مرت بها کوردستان المجزأة، لم يکن بمقدوه أبدا أن يحوز على مثل تلک الجماهيرية لولا القيادة التأريخية الفريدة لأبرز زعيم کوردستاني في العصر الحديث، مصطفى البارزاني الذي لم يکن قائدا تقليديا و لا رئيسا لحزب سياسي محدد على الرغم من إنه کان رئيسا للحزب الديمقراطي الکوردستاني، فقد کان بشهادة معاصريه"حتى من الذين کانوا يناوئونه"يتسم بکاريزما غير تقليدية و مع إن کوردستان المجزأة شهدت ثورات تحررية عديدة و أنجبت قادة عظام قادوا الشعب الکوردي في أکثر الفترات التأريخية إسودادا بالبنسبة للکورد، إلا أنه لم يحز أي منهم على ماحازه البارزاني من شعبية واسعة بين أوساط الامة الکوردية في کافة أجزاء کوردستان المجزأة. کما إن البارزاني قد حاز على شهرة عالمية في أصعب ظروف شد الحصار و الخناق على الامة الکوردية، وحتى إن إسمه صار مرادفا للقضية الکوردية و صار رمزا أساسيا لها. بل و إن إسمه صار عقدة للعديد من القادة السياسيين الاخرين في کافة أرجاء کوردستان الکبرى ذلک إن إجتياز حالة مصطفى البارزاني تعني فيما تعني تجاوز أهم حالة تأريخية في مبدأ الزعامة الکوردية و بدأ مرحلة جديدة في هذا المضمار وهو أمر لم يحدث لحد الان.
البارزاني مصطفى الذي قاد واحدة من أقوى الثورات الکوردية و أهمها في تحديد معالم مستقبل الامة الکوردية، ذلک إنها بتداعياتها المرحلية زعزعت خارطة المنطقة، لم يکن زعيما متکلفا و لا من أولئک الذين يلدون وفي أفواههم ملعقة من ذهب، بل کان زعيما عصاميا بمعنى الکلمة، صنع تأريخه بنضال مرير خاضه عبر کفاح إستثنائي و بنى مجده بسعي دؤوب من أجل مستقبل أکثر إشراقا لأمته.
ويعلم کل الذين عاصروا هذا الزعيم الخالد، إنه لم يکن يتباهى أبدا بکونه رئيسا للحزب الديمقراطي الکوردستاني بل کان الحزب نفسه يتباهى"ولايزال" بکون البارزاني رئيسا له، لکن هذا الرجل القائد الاسطوري کان يتفاخر بإنه"خادم"للشعب الکوردي وکان يدعو أتباعه لذلک، لقد کان و بشهادة أعدائه حتى، إنه لم يکن يتصرف مطلقا وفق أعراف الرئاسة الحزبية وإنما وفق طقوس خاصة جسدتها تعلق الشعب الکوردستاني به والحب الکبير الذي کان البارزاني الخالد يکنه لأمته، ومن المفيد أن نذکر هنا أن أناس مدنيون من کهول و شباب و حتى نساء قد فقدوا حياتهم إبان ثورة أيلول في المدن الکوردية لأنهم رفضوا أن ينالوا منه وهم مکرهين تحت ضغط و إرهاب السلاح.
الحزب الديمقراطي الکوردستاني الذي عاصر مختلف الظروف السياسية التي مرت بالعراق منذ نشوئه، يجد صعوبة جمة في التعاطي مع تراث هذا الزعيم الخالد و يجد صعوبة أکبر في تجسيد ذلک التراث العظيم و ترجمته لعامة الشعب الکوردي، على الرغم من أن الشعب الکوردي برمته مازال مؤمنا بأن مصطفى البارزاني کان حالة إستثنائية من النادر أن ينجب التأريخ الکوردي مثيلا لها .
إن الحزب الديمقراطي الکوردستاني وهو يعيش عيد ميلاده الستين، مطالب أکثر من السابق بالعودة الى تراث هذا الرجل و الاخذ بتلک الخصال الحميدة التي جسدها عبر زعامته للأمة الکوردية، وإن التمسک بإنه کان رئيسا للحزب هو أمر مرفوض و غير مقبول و مسئ لذکرى هذا الرجل الاسطوري خصوصا إذا لم يقترن بما يجسد ماکان يدعو إليه و ضحى من إجله طيلة حياته، وإنه مطالب أکثر من أي حزب کوردستاني آخر بحملة جادة لإجتثاث الفساد المالي و الاداري في صفوف الادارة الکوردية للإقليم على الرغم من أنه مطالب قبل ذلک بإجتثاث الفساد من بين صفوفه وضخ دماء جديدة في شرايين الحزب التي باتت تعاني ترهلا ملفتا للنظر قد يسبب لها إنسدادا طارئا ذات يوم!



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل
- الذاهبون من الابواب و الداخلون عبر الانفاق
- عهد تصدير الازمات
- ترکيا و الکورد..خيار المواجهة أم الإستسلام؟
- دخان بلا طبيخ
- إاسرائيل تحت زر نجاد
- إنتصار حزب الله نهاية للنظام العربي الرسمي
- الحل يکمن بإزالة الحکمين الايراني و السوري
- حماس و حزب الله و رقصة الموت
- إرسال البيشمرکة الى بغداد خطأ کبير
- نوال السعداوي: يجب أن يحصل الشعب الکوردي على کافة حقوقه في س ...
- نقاط المالکي لاتصلح للحروف الکوردية
- لا ترقعوا بکاراتهن بل عقولکم
- مايريده الغرب و ماتريده إيران
- کلام الرئيس صالح..هواء في شبک
- النساء أيضا يتزوجن سرا..لم لا؟
- عريشة بوجه العواصف
- الشن الامريکي لا يوافق الطبق الايراني
- حماس و فتح و قشة الاستفتاء
- حسين نعمة..لک الحق ولکن


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار جاف - ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟