أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2














المزيد.....

مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7001 - 2021 / 8 / 27 - 23:09
المحور: الادب والفن
    


حين نقول إن المسرح في العراق هذه الأيام قد تراجع شكلاً ومضموناً عما كان عليه خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تثور ثائرة مسرحيي العراق الذين يحتلون الساحة، ويقولون إن الماضي راح وولى واندثرت أساليبه وغابت قيمه فنحن لا حاجة لنا به فلدينا قيمنا وأساليبنا التي تلبي حاجات زمننا التي تغيرت وتطوّرت واختلفت عما كان في الماضي البعيد أو القريب، ونرد عليهم قائلين لو لم يكن ذاك الماضي بمنجزاته وعطاياه فمن أين جاءت معرفتكم. أليس أولئك الذين أرسوا قواعد الفن المسرحي الحديث وطوّروا أساليبه وتقنياته هم الذين علموكم أفتنكرون جميلهم؟
نحن عندما نقارن بين مستوى العروض المسرحية السابقة بشكلها ومضمونها ومستوى عروض هذه الأيام أنما نستخرج منها معايير للحكم لنقيس بموجبها عناصر التكامل الفني التي تعتبر أن مسرح الماضي قد حقق معظمها إنْ لم يكن جميعها في حين أن مسرح الحاضر لم يحقق إلا جزءاً صغيراً منها وأسمحوا لي أن أتطرق إلى تلك العناصر.
كان مسرح الماضي يختار نصوصاً مسرحية رصينة لمؤلفين أجانب وعرب وعراقيين يكتمل فيها بناء الفعل الدرامي ويتصاعد الصراع ليصل إلى نقطة التحوّل ونذكر على سبيل المثال (يوليوس قيصر) و(عطيل) و(هاملت) لشكسبير، و(الخال فانيا) و(الشقيقات الثلاث) و(أغنية التم) لجيكوف و(الفرد الكثيف الشعر) لأونيل و(حفلة سمر من أجل خمسة حزيران) لسعد الله ونوس، و(ثورة الزنج) لمعين بسيسو، و(تموز يقرع الناقوس) لعادل كاظم و(المفتاح) ليوسف العاني و(ملحمة كلكامش) لمترجمها طه باقر.
أما اليوم فعندما يتصدى أحد المخرجين لإخراج إحدى مسرحيات شكسبير فتراه يقتطع منها أجزاء ليقدمها في عرض يغلب عليه التجريد. ونادراً ما يختار هذا المخرج أو ذاك نصاً عربياً مكتملاً مثل (باب الفتوح) بل الأكثر ندرة هو تناول نصٍ لمؤلف مسرحي عراقي مثل طه سالم أو نور الدين فارس لأنه، كما اعتقد بجد صعوبة بالغة في معالجته فيلجأ إلى نصوص بعدها بنفسه عن نصوص أذى ليسهل عليه الأمر.
كان مخرجو مسرح الماضي قد درسوا فن الإخراج في معاهد أجنبية وتعلموا تقنياته وحرفياته وطوروها بعد أن درسوها في معهد الفنون الجميلة ومارسوا التمثيل على يد أساتذة لديهم الخبرة الكافية هذا إضافة إلى تحليهم بالموهبة وسعة الثقافة وقوة المخيلة، أما العديد من مخرجي هذه الأيام فلا أعتقد أنهم يتحلّون بتلك الصفات أو المميزات ويفتقر العديد منهم إلى المعرفة التامة بحرفيات الإخراج المسرحي وأساليبه المختلفة وقليل منهم من درس كتاب الكساندر دين (أسس الإخراج المسرحي). ويفتقر العديد منهم إلى الخبرة الكافية التي تؤهلهم لعملية الإخراج ويعتمد البعض منهم على موهبته ورغبته في التسيّد.
نعم هناك عدد من الممثلين ممن يمتلكون الموهبة ولكن هذه الصفة وحدها لا تؤهل الممثل ليكون مبدعاً ومفكراً ومرتجلاً فالدراية والممارسة هي التي تطوّر الموهبة وتصقلها وأكون صريحاً بالقول إن معاهد وكليات المسرح هذه الأيام لا تخرّج ممثلين جاهزين كما كان الحال في الماضي.
فهل لدينا مدرس لفن الالقاء كما كان (بدري حسون فريد)؟ وهل لدينا معلم لفن التمثيل المسرحي كما كان (جاسم العبودي)؟
وإذا وصلنا إلى التصميم الذي يسمونه هذه الأيام (سينوغرافيا) فلا أعتقد أن هناك من يضاهي الراحل (كاظم حيدر) والراحل (فاضل قزاز) والمبدع (نجم حيدر) والفنان (سعد الطائي) والفنانة (إقبال الطائي).
فمن حقنا أذن أن نتباهى بمسرح الماضي ونفتخر به لكونه أُقيم على أعمدة راسخة مسلحة بعناصر الأكتمال ابتداءً من القواعد والأصول ومروراً بالاستحداثات والابتكارات ووصولاً إلى مراحل الخلق والابداع الفني.
لقد طرق مسرح الماضي أبواب جميع التيارات والاتجاهات والأساليب المسرحية وأدخلها وخرج بمحصلة أهلته لأن يكون في مقدمة المسارح العربية وأن يكون في مصاف المسارح الأجنبية فقد اغترف المخرجون العراقيون الرواد من منهل المسرح الكلاسيكي والرومانتيكي والواقعي والرمزي والتعبيري واللامعقول أما مسرح هذه الأيام فتنكر إلى تلك التيارات والأساليب وما عادت عروضه تنتمي لتيار معين رغم أدعاء البعض منهم بمسرح جديد أو مسرح ما بعد الحداثة.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثرثرة ضد الإبداع !
- مشاركة المجموعات المسرحية من خارج بغداد في المهرجانات الخارج ...
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه
- مصطلح (الجماليات) والتبذير باستخدامه 2
- استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - مسرحيو هذه الأيام يتنكرون لمنجز مسرحيي الماضي 2