فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 22:46
المحور:
الادب والفن
نكتبُ ...
لأنَّ الكتابةَ علِقتْ في حلْقِ
اللغةِ ...
ونحنُ اللسانُ
لَا الحروفُ تواطأتْ ضدَّهَا ...
لَا الترقيمُ فقدَ الإيقاعَ
ولَا الفواصلُ والعارضاتُ ...
أوِ الأقواسُ والمزدوجتانِ
ساهمتْ في خلقِ بؤرةِ توتُّرٍ ...
تصطادُ مابقيَ منْ أحبالٍ صوتيةٍ
لتؤلفَ معنًى ...
يقطعُ معَ معنًى
يجعلُ التاريخَ يعيدُ نفسَهُ ...
نكتبُ ...
لأنَّ الكتابةَ مصيرُنَا
ومصيرُنَا معلقٌ في أعناقِنَا...
خارجَ الجهلِ
أنَّهَا الكفنُ أوِ السكنُ ...
لأنَّهَا جسدُنَا
في زمنٍ مسلوقٍ ...
نكتبُ ...
لأنَّ الكتابةَ تفقدُ ذاكرتَهَا
كيْ تجعلَنَا ذاكرةً ...
تصلبُ الخيالَ
على أسوارٍ مكسورةٍ ...
لترسمَ دوائرَ
تعلمُنَا الكتابةَ الدائريةَ ...
دونَ كسورٍ أوْ انحرافٍ
يغلقُ الدائرةَ على المجهولِ ...
نكتبُ ...
لأنَّ الكتابةَ انتحارٌ اللغةِ
وانتحارُنَا فيهَا...
ننسفُ أوثانَ الخوفِ
منَْ المستقبلِ ...
ونحنُ نتدثَّرُ بأمسٍ
يقبعُ في سوفَ وسَ وربمَا ...
مَصْمَصَتْ بالتكرارِ
شدوَ الْكَنَارِي فينَا ...
وتناسخَ الببغاءُ
حدَّ نسيانِ أنَّنَا الزمنُ الآتِي مِنَّا ...
سيدتِي الكتابةُ ...!
لماذَا أكتبُكِ
وأنَا الأبجديةُ العمياءُ :::!
حروفِي
لَا عكازةٌ /لَا ساريةٌ /
فواصلِي قواطعُ
تَجُزُّ الخطأَ بالإثباتِ ...
موانعُ الصرفِ
تجتازُ عربةَ الكناياتِ ...
فتحملُ جثثاً
ربضتْ فوقَ / تحتَ الحرفِ /
تقبعُ خارجَ السطرِ ...
خارجَ آخرِهِ
خارجَ أولِهِ ...
لَا تلتفتُ إلى مجرَى الكلامِ
في تآوِيلِهِ وتورِياتِهِ ...
تتأملُ النقطَ فقطْ
لعلَّهَا تسقطُ ...!
نحنُ اللسانُ ...
وهوَ يرددُ :
" ليسَ في الإمكانِ أحسنُ ممَّا كانَ "...
اللغةُ مبنَانَا /
ونحنُ المعنَى /
عندمَا تسقطُ النقطُ ...
نفقدُ المعنَى /
نفقدُ الهويةَ /
نفقدُ الوطنَ /
أيةُ لغةٍ ...!
لأنَّ مَاكانَ لنْ يكونَ الآنَ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟