أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)














المزيد.....


استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 22:43
المحور: الادب والفن
    


بدعوة من عمادة كلية الآداب بجامعة بغداد ألقيت محاضرة عن الملحمة الخالدة تطرقت فيها إلى أهمية ذلك النص الأدبي الشعري في تاريخ الأدب العراقي وتراثه، وفي مجال الفن المسرحي وأصالته، وأشرت في المحاضرة إننا في العراق، وهو موطن الملحمة لم نلتفت إليها ولم نحوّلها إلى عرض مسرحي ملحمي إلا في زمن متأخر بينما سبقنا المسرحيون في الغرب في تحويلها إلى أوبرا وقدموها بأشكال متنوعة.
كان من حظ طلبة قسم الفنون المسرحية بأكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد أن يكونوا أول من يشارك في انتاج الملحمة مسرحياً عندما توليت إخراج النص الذي ترجمه عن اللغة المسمارية وقدم العرض الآثاري الكبير الراحل (طه باقر) .
وتم العرض في مسرح صغير اكتظ بالممثلين وبالجمهور وأشاد به كل من شاهده من عامة الجمهور ومن الفنانين المسرحيين ومن النقاد وفي مقدمتهم الاديب والناقد الكبير الراحل (علي جواد الطاهر) والذي طلب في مقالة له في إحدى الصحف المحلية أن تتبنى المحلمة مسرحياً الفرقة القومية للتمثيل وقد استجابت إدارة الفرقة لذلك الطلب، وقمت بإخراجها بأسلوب مختلف عن إخراجي السابق وخصوصاً في محاولة تطبيق الدقة التاريخية في الملبس وفي المنظر حيث قام بتصميمها الفنان الراحل (كاظم حيدر) مستفيداً من رسوم الرُقم الآثارية الطبيعية ومن الحرف المسماري. وأتذكر إن الملحمة تم عرضها في دمشق خلال مهرجان مسرحي عربي، وبوقتها تصدى أحد النقاد السوريين للعرض واتهمني بأنني كنت متخفياً في إخراجي للملحمة وتقبلت النقد برحابة صدر وقلت نعم كنت متخفياً لأنني كنت أريد أن أبرهن على إمكانية تقديم الملحمة بأسلوب له مرجعية آثارية. وإنني سأقدمها مرة أخرى بأسلوب يبتعد عن المتخفية لأبرهن أيضاً إن هذه الملحمة الهائلة يمكن معالجتها مسرحياً بأشكال مختلفة، وهكذا منذ قدمتها مع طلبة قسم التربية الفنية في كلية الفنون الجميلة بأسلوب تحريري وفي مسرح الحلبة وليس مسرح العلبة. ومع أعضاء الفرقة القومية للتمثيل أخرجت نصاً كتبته الاديبة (لطيفة الدليمي) بعنوان (الليالي السومرية) معتمدة على النص الأصلي للملحمة مع استبدالي حوارها الأصلي بحوار من صنعها وبنهاية جديدة مختلفة عن نهاية الملحمة حيث تتمكن الشخصيات النسائية في الملحمة (عشتار وسيدوري وزوجة اوتوبنستم) من إقناع كلكامش أن لا يستمر في رحلته للبحث عن الخلود. في معالجتي الإخراجية، هذه المرة، إفترضت وقوع أحداث الملحمة في منطقة الفرات الأوسط وفي الأهوار في محالة لعصرنة البيئة فأستحدثت القصب والمياه للمنظر المسرحي واستخدمت ملابس سكان الأهوار في الوقت الحاضر كأزياء لشخوص المسرحية نسوةً ورجالاً.
وفي الألفية الثانية قدمت الملحمة مرتين بأسلوبين مختلفين أيضاً، مرة مع طلبة كلية الفنون الجميلة ومرة أخرى مع مجموعة من الشباب وبرعاية من وزارة الشباب والرياضة. وأعترف بأن العرض الأول للملحمة مع طلبة اكاديمية الفنون الجميلة كان هو الأكثر نجاحاً وذلك لتوفر الصدق والحماسة والتلقائية في الأداء. واعتقد أن الملحمة ما زالت تنتظر من يتصدى لإخراجها من المخرجين الجدد ولذلك أدعو (الفرقة الوطنية للتمثيل) وإدارتها أن تخطط لإعادة تقديمها في السنوات القادمة. وأكرر دعوتي لوزارة الثقافة أن تتخذ من تقديم الملحمة مسرحياً تقليداً سنوياً وربما في مهرجان بابل لتكون مرفقاً سياحياً يجتذب الأجانب. زارتني احدى التدريسيات الباحثات واجرت معي مقابلة بحثية حول مسرحية قاسم محمد (بغداد الأزل بين الجد والهزل التي قدمتها فرقة المسرح الفني الحديث عام 1974 ومن تأليف وإخراج ذلك المسرحي المبدع الذي رحل عنا أسفاً، في وقت مبكر. وفي تلك المقابلة تعرضت إلى أسباب تأليف وتقديم تلك المسرحية فقد سادت في الوسط المسرحي العربي في مرحلة الستينيات من القرن العشرين ، نزعة البحث عن تأصيل المسرح العربي والاستفادة من التراث الأدبي في هذا المجال، وكان (قاسم) أحدهم فبعد رائعته الواقعية (النخلة والجيران) وطليعيته (الرجل الذي صار كلباً) قدم احتفاليته في السوق البغدادي القديم وقد اقتبس مادتها من مصادر عديدة ومنها كتاب (البخلاء) وكتاب (البيان والتبين) للجاحظ و(مروج الذهب) للمسعودي ومن مقامات الهمداني والحريري واعتمد (الحكواتي) عنصراً رئيساً في العرض المسرحي حيث يروي الأحداث ويصف الشخصيات وأفعالهم ويعلق عليها، واختار أنواعاً مختلفة من الشخصيات – العيّاريين والطفيليين والمتسولين والتجار الجشعين. وصمم لهم بيئة مسرحية تمثل العمارة التراثية لبغداد، الفنان الراحل (كاظم حيدر).



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا سيستمر تحجيم ذائقة الجمهور المسرحي ؟!
- لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي
- كلمة يوم المسرح العالمي 2019 للمخرج الكوبي (كارلوس سلدران)
- نظرة تقويمية لأيام قرطاج المسرحية
- مسرحية (البستوكة) مثال للمسرح الكوميدي الهادف
- الفن المسرحي في بلادنا يتراجع


المزيد.....




- اصدارات مركز مندلي لعام 2025م
- مصر.. قرار عاجل من النيابة ضد نجل فنان شهير تسبب بمقتل شخص و ...
- إنطلاق مهرجان فجر السينمائي بنسخته الـ43 + فيديو
- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - استذكار (ملحمة كلكامش) و(بغداد الأزل)