أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد














المزيد.....


لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


في السنوات الأخيرة من تاريخ المسرح في البلاد العربية ادّعى عدد من المسرحيين كونهم تجريبيين أو كونهم ينتمون إلى المسرح التجريبي. فما هو مبلغ الصدقية في ذلك الادعاء وما هو مبلغ الدقة في تسمية (المسرح التجريبي)؟ هذا ما أود طرحه في هذه الورقة.
أقول لا تجريب بدون تقليد، وأتساءل! هل لدينا في بلداننا العربية مسرح تقليدي ومتى بدأ وهل استمر ومتى انتهى أو سينتهي؟ وأقول لا تجريب بدون تجديد، وأتساءل! هل استطاع المسرحيون العرب في بلداننا العربية أن يجددوا في مسرحهم، وما هي أوجه التجديد؟
يقول (جيمس – روز إيفانز) في كتابه (المسرح التجريبي من ستانسلافسكي إلى بيتربروك) "أن تكون تجريبياً يعني أن تقوم بغزو المجهول، وهذا شيء لا يمكن التأكد منه إلا بعد حدوثه". فما هو المجهول الذي ادّعى المدّعون بالتجريب إنهم غزوه وحدث؟ ربما الفن المسرحي نفسه، كما هو في الغرب كان مجهولاً لدى الغرب فغزوه وحدث. وربما كانت الظواهر الشبيهة بالعرض المسرحي مجهولة لدى المسرحيين العرب، مثل المقامة والسماجة والحكواتي والمسامر، فاكتشفوها واستخدموها في مسرحهم في السنوات الوسطى من القرن العشرين، ولكنهم هل استطاعوا أن يستبدلوا تقنياتها لتحل محل تقنيات المسرح الغربي؟ الجواب، كما أعتقد، كلا. فلا الصديقي ولا المدني ولا قاسم محمد ولا غيرهم فعلوا ذلك.
المسرح التجريبي في توجهاته وفي تطبيقاته مثل (الطب التجريبي) الذي تأثر به (أميل زولا) في مسرحه الطبيعي يحتاج أولاً إلى فرضية وإلى اجراءات لتحقيق مفردات الفرضية وصولاً إلى أهداف واضحة. ويحتاج ثانياً إلى تكرار التجربة وعدم الاكتفاء بمرة واحدة. ويدعي أصحاب المسرح التجريبي إنهم يبغون التجربة – الوسيلة، ومع هذا لم نعرف أحداً منهم فعل ذلك فكلهم قدموا عروضاً مسرحية إلى الجمهور.
نعم كان (ستانسلافسكي) تجريبياً عندما افترض أن الدوافع النفسية هي التي تحرّك الشخصية الدرامية وتطوّر حركاتها من صراعها. وكان قد اكتشف البديل عن المدرسة الفرنسية التي اعتمدت التعبير الخارجي. وكان (فيزفولد مايرهولد) تجريبياً عندما افترض (البايوميكانيكا) وسيلة أنجع لتنفيذ مهمته التعبيرية. وكان (غوردن كريغ) تجريبياً حين افترض أن الممثل أشبه بالدمية المثالية ضمن المسرح المرئي المعتمد على الصورة وعناصرها التشكيلية. وكان (ماكس راينهارت) تجريبياً حين افترض أن لكل مسرحية معالجة إخراجية خاصة بها ولكل مسرحية مكان خاص لعرضها. وكان (جيرزي غروتسكي) تجريبياً حين افترض أن الممثل هو العنصر الأساس في العرض المسرحي وهو وحده الذي يكمّل جميع عناصره.
يعتمد المسرح التجريبي على العمل الجمعي أي أن يشترك جميع أعضائه في تأليف النص وفي العملية الإخراجية وفي العمليات التقنية المكملة. وهذا ما تفعله، كما اعتقد، جميع فرق المسرح التجريبي في العالم مثل (المسرح الحر) و(المسرح البيئي) و(مسرح الشمس) و(مسرح أودين).
واسمحوا لي أن أعرض على حضراتكم نموذجاً للمسرح التجريبي في العراق خلال التسعينيات من القرن الماضي فقد قدمت (فرقة المسرح الفني الحديث) ثلاث مسرحيات قصيرة تعتمد في محتواها على فرضية مفادها إن ظروف الحرب وآثارها تؤثر في تغيير القيم في المجتمع الى ما هو متدنٍ ومنحط. فقد تم تأليف نصوص تلك المسرحيات من قبل مجموعة الممثلين من أعضاء الفرقة وتم إخراجها من قبلهم وخضع التأليف والأخراج الى التجريب والى إيجاد البدائل الأفضل.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تزول الرقابة على المسرح ؟
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي
- كلمة يوم المسرح العالمي 2019 للمخرج الكوبي (كارلوس سلدران)
- نظرة تقويمية لأيام قرطاج المسرحية
- مسرحية (البستوكة) مثال للمسرح الكوميدي الهادف
- الفن المسرحي في بلادنا يتراجع
- وكأنه أول مهرجان مسرحي وطني
- مسرحنا بحاجة إلى جمهور واسع متذوق !


المزيد.....




- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد