أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - لؤي الشقاقي - الخلود














المزيد.....

الخلود


لؤي الشقاقي
كاتب _ صحفي _ مهندس

(Dr Senan Luay)


الحوار المتمدن-العدد: 6999 - 2021 / 8 / 25 - 15:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كنت طفلاً صغيراً عندما حلمت بسيد الشهداء. من طقوس العراقيين في تلك الليلة "المحيا" ان يقيمون ولا ينامون حتى الصباح ، بعضهم يحضر مجالس تعزية والاخر يطبخ الطعام والبعض يذهب الى كربلاء مشياً على الأقدام ، ومع اني من ال بيت النبي ولكن لا نشارك في هذة المراسم والطقوس .. الا ان والدتي وجدتي تذهبان لحضور مجالس العزاء ، وبحكم انني طفلاً في حينها فقد كنت احضر معهم تلك المجالس وارى الحزن والسواد والبكاء يكتنف الاجواء .
عندما كبرت قليلاً تركت مجالس النساء وصرت اذهب مع الصغار الى مجالس عزاء الرجال ومجاميع طبخ الطعام "طبخ الرز مع مرقة اللحم المهروس مع الحمص وتسمى القيمة والحبوب مع اللحم وتسمى الهريسة" الذي يوزع للناس ثواباً على روح ابا عبد الله الحسين وشهداء الطف ع ، ومن طقوس تلك الليلة ان نسمع المقتل "احداث واقعة الطف" بصوت عبد الزهرة الكعبي وقصيدة ياحسين بضمايرنه بصوت ياسين الرميثي .
علمت بعد مدة انني انتسب لهذا الرمز الخالد وانني من سلالته ، فأزداد حبي له كونه جدي وكونه رمز خالد للثورة على الطغيان ولرفض اي تجبر وانحراف عن مبادئ الاسلام والخلق ونكث الوعد والكلمة .
وفي يوم وانا اقوم مع الاطفال بأحياء تلك الليلة اخذتني سنة من النعاس ، وأذ بي اجد نفسي في ارض المعركة و، وكأن اعصار جارف قد حل بالمكان ، وجدتني امام سيدي الحسين ابن علي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، أهتز جسدي بشدة واقشعر بدني من هول الموقف ، كانت تحيط بهِ هالة من نور تحجب عني ملامح وجههُ الشريف ، وخاطبته
- اي جدي
فأجابني صوت مهيب جداً زلزل كياني ، كأنهُ هاتف من السماء
- نعم يا بني
- جدي لما خرجت ؟
- لطلب الاصلاح في امة جدي
- ولكنك وحدك ؟
- لايهم فانتم معي .. وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله
- ولكنك ستقتل .. انت وبنيك واهلك
- اعرف
- وانصارك سيخذلوك .. الا قليلا
- اعرف
- ومن بايعك سينقض عهده
- اعرف .. مع انهم بايعوني بأرادتهم وبأختيارهم !!
- نعم بايعوا بأختيارهم ولكنهم نكثوا وسيخذلوك وينصروا عدوك
- غفر الله لهم جهلهم ، اما انا فلن اعطي كلمتي ولن اعود عن قراري حتى لو بقيت وحدي ، فالموت اولى من ركوب العارٍ
- هل ستعفوا عمن قتلكم ؟
- ولا تحسبن الله غافل عما يعمل الظالمون*انما يؤخرهم الى اجل
- ياجدي لما لا ترجع ؟
- يابني .. لو رجعت لذهب كل شيء ، ولن تقوم للحق قائمة ، ولما بقي لرسالتي اي قيمة
- وهل هذا يستحق ان تسفك دمائكم ؟؟
- نعم .. انه الثبات على المبدئ ، ان ثمن المبادئ غالٍ ، ورسالتي تلك التي ولدت من اجلها ويجب ان اؤديها
- والحياة ! اليس لها قيمة ؟؟
- يابني .. ما قيمة الحياة بلا كرامة ، وما قيمة ان احيا بلا هدف او رسالة ، لو كنت اريد العمر الطويل لما خرجت ، وكنت اعطيتهم كلمتي ، او يمكن ان اماطل وأُسوف ولا ابايع ، او حتى يمكن ان ابايع على الطاعة ما اطاعوا الله ، وكانت الهدايا والاموال ستغدق عليّ ولو طلبت ولاية لولوني او امارة لأمروني ، وكنت سأحفظ دمي ودماء اهلي ولكن هل كنت سأكون الحسين ؟؟
هل كان اسمي سيُخلد ويبقى يتردد الى قيام الساعة ؟؟
هل كانت رسالتي ستصل للناس ؟؟
هل كان سيخرج على طغيان الحاكم وجورهِ احد ؟؟
هل سيكون لاي ثورة قيمة او رمز ؟؟
- ياجدي هي كلمة
- وماقيمة الانسان اذا لم يلتزم بكلمته ؟ ما قيمته ان لم يفي بعهد وموثق ؟
وما الانسان الا موقف وكلمة ..
انا لم اطلب الخلود بل طلبت الاصلاح ورفضت الرضوخ والأذعان ، وقلت لا
فأنتشر صدى تلك الـ لا وصارت ثورة فخلدني التاريخ وذكرتني الاجيال
- اي جدي اني اخاف عليك الموت
- يا بني .. كلنا سنموت ولن يُعَمر فينا احد ، ولكن يجب ان يكون لموتنا ثمن ، ويجب ان تكون لك قضية تؤمن بها ، ويجب ان يكون لك هدف تعيش من اجله وتموت في سبيله .
- وهل هدفك هو ان تموت ؟؟ هل كرهت الحياة حتى بت تتوق للقاء الموت ؟؟
- يابني .. ليس الموت هو الغاية ولا هو الهدف
.. احياناً يكون الموت وسيلة ، كان يمكن ان موت هانئ في فراشي ، وحولي اهلي وابنائي واحفادي ، لكن لن يرفض الظلم احد ولن يخرج ثائراً على الظالم احد .. ولم أكن لأُخلد وسوف يُنسى اسمي بعد حين واصير من الماضي ، اما من يؤمن بمبدئ ويضحي في سبيله بكل شيء سيُخلد ويعيش اسمه بين الناس الى ابد الدهر
مزقتني السيوف فـحفضتني العقول
وسقطت على الارض فرفعني الناس فوق رؤوسهم ومزقت جسدي الخيول فـأحتواني التاريخ ، ظلمتني السياسة وانصفني……..
في القياس العسكري قد هُزمت ولكني انتصرت بفكري ووصلت رسالتي الى كل الارض ، انتصرت دمائي على سيف الظالم .. وبات اسمي يهز عروش الظالمين ويقض مضجعهم
تعلم هذا جيداً واحفظه عني
- اسمحلي ياجداه ان اموت معك
- لا لم يحن وقتك بعد ، عليك ان تحدد قضيتك وهدفك ، عندها سيأتي وقتك ويحق لك الانتساب الى اجدادك

افقت وانا اردد
يحيا الثبات على المبادئ
يحيا الثبات على المبادئ
تعلمت من الحسين
الكرامة والاباء
وكيف تكون المبادئ اغلى من الحياة
تعلمت كيف يموت السيف
وتنتصر الدماء



#لؤي_الشقاقي (هاشتاغ)       Dr_Senan_Luay#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لستم شرفاء
- مابعد الأحتلال .. حضارة الرماد
- مُسير أخاكم لا بطل
- ماذا لو لم تنجح ثورة تموز 1958 ؟؟
- فرهود ع اليهود
- النقمة العربية
- مُذكرات حِمار يرويها
- ترجمة كتاب الجيش الامريكي في حرب العراق
- اعيش عليج
- لا اموت فيكِ بل اعيش عليكِ
- حمورابي الملك العظيم
- حرب 2003 على العراق
- سعر الصرف وموازنة 2021
- يسألون عن الجسد
- لا تسرع يا بابا 2
- لا تسرع يا بابا
- ألا تمل ؟؟
- هَلاَّ رويت الضامرة ؟؟
- وطناً موغل في القدم عميق حتى في الالم
- جلالة الحمار


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - لؤي الشقاقي - الخلود