أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل تزول الرقابة على المسرح ؟














المزيد.....


هل تزول الرقابة على المسرح ؟


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


اثارتني مقولة المخرج الانكليزي الكبير (بيتر بروك) بأنه حتى في أفضل الدول الديموقراطية يبقى المسرح خاضعاً لسلطة الرقابة ويعلل ذلك بوجود العلاقة الحميمة بين الممثل والمتفرج أثناء العرض المسرحي، خشية ان تعزز تلك العلاقة ما يخدش أو يؤذي السلطة ونظامها. فكان لي أن أتحرى تاريخ الرقابة على المسرح وأصولها ودواعيها.
كان (أفلاطون) قد أبعد الشعراء عن جمهوريته المثالية لاعتقاده إنهم هدامون. ومن ذلك المنطلق تسربت الرقابة على الدراما وعروضها لأن كتابها شعراء. ولأن النص الدرامي قد يكون ملغماً بما هو تهكمي يتفجر أثناء العرض ويدعو المتفرج إلى ابداء رأي تتحسس السلطة الحاكمة من مخاطره على النظام العام والمجتمع.
وفي القرون الوسطى عبّرت الكنيسة عن خشيتها من قوة المسرح في نشر الرذيلة فأصدرت بياناً بعنوان نظرة قصيرة إلى لا اخلاقية المسرح، وذلك عام 1696. وتزايدت تلك الخشية خلال القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وشهرت بعض الحكومات سوط الرقابة بوجه المسرحيين ومنها الحكومات ذات النظام الشمولي.
يذكر التاريخ إن الرقابة على المسرح قد تقوى أحياناً وقد تخفت أحياناً أخرى في بلاد الغرب أو الشرق وقد يستخدم المسرحيون جذعاً لنبتة لتفادي سوط الرقابة وقد يفشل البعض منهم في ذلك فيتعرضون للمساءلة وقد تتعرض أعمالهم للمنع. وكان (فوليير) أحد ضحايا رقابة المؤسسة الدينية في فرنسا خصوصاً عندما عرضت مسرحيته المشهورة (طرطرف) التي تتعرض إلى رياء البعض من رجال الدين واستمر منعها لسنوات طويلة. وفي فرنسا أيضأً تمّ منع مسرحيات الكاتب (بومارشيه) بسبب احتواءها على لمسات سياسية ضد نظام الحكم كما في (حلاق اشبيلية) و(زواج فيغارو) ولم تعرض المسرحيتان للجمهور إلا عام 1775 عندما انتجتها فرقة (الكوميدي فرانسييز).
في بريطانيا اتخذت الرقابة على المسرح شكلها الرسمي عام 1737 بصدور قانون إجازة المسارح أو قانون تنظيم المسارح وكان الغرض من الرقابة هو كتم القوة السياسية للمسرح وكانت مسرحية المؤلف (غاي) المعنونة (أوبرا الشحاذ) قد ازعجت السلطة عام 1728 لما فيها من تلميحات تهكمية ضدها. خلال ذلك القرن استمرت الاعتبارات السياسية تؤثر في قرارات الرقباء وخصوصاً في أيام التوترات السياسية.
بعد قيام الثورة الفرنسية كانت السلطة قد أدركت أهمية الدعاية لنظامها الجديد وجعلت من المسرح أداة لخدمة مطالب الجمهورية بتقديم دروس حول المواطنة الجيدة . ولكن في عام 1793 أعيدت الرقابة وعهدت إدارتها إلى شرطة باريس. وكان الخوف من المسرح كونه أشبه بالمنبر كتبت من خلاله أفكار ثورية وتحول سوط الرقيب تدريجياً من المسائل السياسية إلى المسائل الاخلاقية وبدأ ذلك التغيير في الخمسينيات من القرن التاسع عشر ومن جملة المسائل الأخلاقية التي تعرضت للرقابة حماية الأسرة وحياتها ومن أمثلتها ما تعرضت له مسرحية (غادة الكاميليا) التي اتهمت بدعوتها لخراب الأسرة استناداً إلى قيمة (الجنس) فيها. وفي عام 1874 ، أصدر اللورد جمبرلين أمراً بإطالة (تنورات) راقصات الباليه وفي لندن تمّ تحديد رقصات (الكان كان) في الثمانينيات من القرن التاسع عشر.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول جائزة الإبداع العراقي
- لم يعترضوا على مقارنة الأعمال المسرحية في الماضي والحاضر
- الشاعرة وفن الكوريوغراف
- الفاشية والمسرح
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها 2
- حول (دائرة السينما والمسرح) وعملها
- تقنيات جديدة لفن التمثيل
- تقنيات جديدة لفن التمثيل 2
- المخرجون الجدد والمسرحية العالمية !
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !!
- ثلاث مسرحيات تتعرض لتقسيم البلاد !! 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي 2
- حول اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي
- كلمة يوم المسرح العالمي 2019 للمخرج الكوبي (كارلوس سلدران)
- نظرة تقويمية لأيام قرطاج المسرحية
- مسرحية (البستوكة) مثال للمسرح الكوميدي الهادف
- الفن المسرحي في بلادنا يتراجع
- وكأنه أول مهرجان مسرحي وطني
- مسرحنا بحاجة إلى جمهور واسع متذوق !
- وصار المسرح ضرورة حياتية


المزيد.....




- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - هل تزول الرقابة على المسرح ؟