|
تحليل لخطاب الملك بعد مرور ثمانية وستين سنة عن ثورة الملك والشعب / انتظار استحقاقات سبتمبر القادم .
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6997 - 2021 / 8 / 23 - 14:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بمناسبة مرور ثمانية وستين سنة عن ثورة الملك والشعب ، القى الملك محمد السادس خطابا فريدا عن الخطابات السابقة التي القاها عند حلول هذه المناسبة .. وإنّ اصل الاختلاف أنّ الخطاب موجه للجزائر بنوع من التهديد ، والحدة ، والحزم بسبب موقفها المعارض لمغربية الصحراء ، وهو يختلف عن خطاب عيد جلوسه على كرسي الحكم ، الذي كان خطابا تودديا الى الجزائر، داعيا الى اغلاق الصفحة ، والشروع في سياسة جديدة من دون شروط ... وكان خطاب التهديد والحزم هذا ، بعد جواب الجزائر عن الخطاب الملكي ، والذي عكسه بيان الرئاسة الجزائرية ، واكده الجيش من خلال مجلة الجيش ، وبيان مجلس الامن الجزائري الذي اكد مراجعة الموقف الجزائري من النظام المغربي ، واتهام النظام بالوقوف وراء كل الاعتداءات التي تعرضت لها الجزائر مؤخرا ، ومنها الحريق الجريمة التي تقف ورائه جماعة ( الماك ) الانفصالية ، وحركة رشاد الاخوانية المساندة من قطر وتركيا ، وهما حركتان تتهم الجزائر النظام المغربي برعايتهما .. إضافة الى فرنسا الراعية ، لل ( ماك ) ، ولجمهورية القبايل البربرية الانفصالية ، وإسرائيل التي هاجم وزير خارجيتها من الرباط النظام الجزائري ، خاصة موقفه من عودة إسرائيل الى الاتحاد الافريقي كمراقب ، والعلاقات المنسوجة بين النظام الجزائري وبين ايران .. وكأن الجزائر هي جزء من إسرائيل حتى تملي عليها نوع العلاقات التي يجب ان تبنيها ، والدول التي يجب يكون التعامل معها .. كما ان الخطاب الذي القاه الملك ، يُشم منه البصمة البوليسية في تبييض وجه البوليس السياسي ، لأنه بوليس الملك / السلطان ، وعلى رأسه المدير العام عبداللطيف الحموشي الذي قدم له التعازي في موت امه مؤخرا . وتمجيد الجهاز السلطوي الذي يجلد الرعايا في الدروب والازقة ، وامام المليء . وبالطبع انْ يقف خطاب الملك وراء تمجيد البوليس السياسي كما حصل في خطاب سابق ، يقف وراءه فؤاد الهمة كمستشار رئيس مستشاري الملك ، وصديقه ، والمسؤول عن أجهزة البوليس ، والشؤون السياسية ، واصبح منذ مدة بعيدة يتحكم في جهاز الدرك ، وحتى الجيش ، مستغلا اسم الملك الذي فوض له المغرب والمغاربة ، ليعمل فيهما ما يشاء .. لقد اعتبر الملك ان المغرب يتعرض لمؤامرات متعددة الجوانب . منها مؤامرات الدول ، ومؤامرات المنظمات الدولية .. وطبعا هي مؤامرات ليست وليد اللحظة . لكنها ترجع لسنوات ، منذ ان تم الانقلاب على الوعود التي وعد بها الملك في بداية حكمه الدول الديمقراطية ، بدمقراطية المغرب ، واحترام حقوق الانسان ، فكانت المؤامرات المحبوكة ضد نظام الملك ، وليس ضد المغرب الذي ينعم شعبه المفقر ، في الفقر المدقع .. لقد تكلم الملك من خلال من حرر له الخطاب ، عن كون المغرب بسبب خصوصيته ، اصبح محسودا من قبل الاوصياء من الدول ، وهي نفس كلمة الحسد استعملها الملك في خطاب سابق حين قال " اللهم كثر حسادنا " .. ان استعمال كلمة الحسد ، والاطناب في المفردات والجمل ، المقتبسة من التقاليد المرعية ، هي دليل ساطع على نوع الثقافة النيوبتريمونيالية ، والنيوبتريركية ، والنيورعوية التي تحنط فكر الحكم المخزني .. فكلمة حسد ، وحساد ، وشر العيْن ، وكل طلاسم الثقافة المخزنولوجية ، لا تنطوي على احد .. والسؤال . لماذا ستحسدنا المانيا ، او الاتحاد الأوربي .. هل لفقرنا ؟ هل لتخلفنا ؟ امراضنا وفسادنا ، مديونيتنا ، المراتب الدنيا التي نحتلها في سلم الترتيب بين الدول كسورية ، وليبيا ، وفلسطين ... ونحن الرعايا المغلوب على امرها ، امْ ان الحسد وشرالعيْن ، يخص السلطان ، الأمير ، الامام العادل ، بسبب الثروة التي لا تقدر بثمن ، والتي راكمها في ظرف سريع لم يتعد العشرين سنة .. فمن المحسود . هل الامام ، الأمير ، الراعي الثري ، ام الرعايا المفقرة التي تعيش تحت خط الفقر .. كان من الممكن اعتبار موقف النظام الجزائري ، من النظام المغربي الذي يتنازعه السيطرة ، وموقفه المعادي لمغربية الصحراء ، بمثابة حسد .. لكن ان يمتد الحسد الى دول الاتحاد الأوربي التي رفضت اعتراف Trump بمغربية الصحراء ، فلعمري انه هذيان غير مسبوق .. ان الذي حرر الخطاب البوليسي ، واعطاه للملك المريض شفاه الله لقراءته ، ورطه في حسابات ينطق الواقع بخلافها وبغيرها .. ولو كان الملك يعي ما يقرأه بسبب وضعه الصحي الحرج ، هل كان له ان يقرأ أشياء لها تفسيرات بعيدة كل البعد عن الحقيقة .. انّ المتمعن في الخطاب والرسائل التي حملها ، تفيد ان السلطان والسلطنة حقا ، استشعرت بخطر العزلة الدولية التي أصبحت عليها ، بفعل رعونة ، وهمجية البوليس السياسي الذي بيّض السلطان الأمير الامام وجهه البشع ، رغم جرائم اعتداءاته على الناس .. وحتى يفك طوق العزلة عن عنقه ، انبطح لإسبانية التي عاكسته وعادته بالمكشوف ، مغربية الصحراء ، عندما رفضت اعتراف Trump بمغربيتها .. وعندما تمادت تهين النظام ، عندما سحبت الدعم اللوجستيكي بسبب الهجرة الغير شرعية ، وعندما صمّت اذنها ، وتمادت تناصر الشرعية الدولية في حل قضية الصحراء المفتعلة ... فما أنْ استعمل الملك / السلطان كلمة فخامة الرئيس Pedro Sanchez لتعظيمه ، وهذه الكلمة لا تستعمل بين حكام الدول الديمقراطية ، داعيا الى التعاون .. حتى تلقفت الحكومة الاسبانية بسرعة نداء الغريق . وبقدرة قادر اصبح النظام المغربي في نظر ساسة اسبانية ، من المتعاونين الجيدين ، المُعوّل عليهم .. وهنا ماذا استفاد السلطان من الانبطاح لإسبانية ، التي لا تزال تركز على الحل الاممي لنزاع الصحراء الغربية ، الذي يركز على الاستفتاء وتقرير المصير .. لقد خسر النظام السلطاني ، والسلطان / الملك كل شيء مع الاسبان ، والاسبان ربحوا كل شيء دون ان يقدموا او يتنازلوا عن شيء .. وما خرج به السلطان بموقفه من اسبانية ، انّ إعادة تنشيط العلاقات بين الدولتين السلطانية والاسبانية ، يكون قد ساهم في فك طوق العزلة القاتلة التي وجد النظام نفسه فيها ... أي وجد متنفسا لضيقه بشمال المغرب .. وحتى يختم الحلقة . ذكّر بالعلاقات مع فرنسا التي تشنجت علاقتها معه في الآونة الأخيرة بسبب برنامج Pegasus ، مستعملا عبارة فخامة الرئيس Emanuel Macron لتضخيمه كذلك ، والتأثير فيه ، مذكرا بالصداقة الشخصية بين الملك / السلطان ، وبين الرئيس Emanuel Macron ، وبين السلطنة وفرنسا ... وهذا الخروج المفاجئ في خطاب الملك / السلطان ، أملته الانتظارية القاتلة التي تنتظر النظام المغربي في اكتوبر المقبل ، الذي سيعرف دورة خاصة لمجلس الامن حول الصحراء .. ستعقبها اتخاد قرار ، سيكون صادما للنظام في نزاع الصحراء .. فالعزلة الدولية تعني ، انّ النظام سيجد نفسه وحيدا ، ضد الجميع ، وهذا سيعجل وسيشرعن اية مباردة لتجاوزه بسبب ملف الصحراء انْ اضاعه ... فالمدح والتبجيل لفرنسا ، ولرئيسها ، هو دعوة كيْ تقف الى جانب النظام في دورة مجلس الامن المقبلة ، باستعمال الفيتو ضد أي مشروع قرار قد يصبح قرارا ، يزيد في تعقيد وضعية النظام من نزاع الصحراء .. فالخطاب موجه الى الجزائر ، والى الاتحاد الأوربي ، والى منظمة العفو الدولية ، والى كل المعارضين لمغربية الصحراء .. لان النظام اصبح يدرك اكثر من أي وقت مضى ، ارتباط وجوده باستمرار بقاء الصحراء تحت سيطرته . فانْ هو اضاعها ، يكون حتما قد أضاع نظامه الغير مرغوب فيه دوليا، وقد تضيع دولته الدولة العلوية ... لذا فهو يعتبر ان كل من يرفع شعارات ضد مغربية الصحراء ، ويدعو الى انفصالها عن المغرب ، انما يوجه ضربته في الحقيقة الى وجود النظام الذي اضحى معزولا .. فعندما نربط النظام بالصحراء ، فهاته تكون هي المتحكم الرئيسي في بقاء النظام من عدم بقاءه . فالصحراء هي من انقدت نظام الحسن الثاني عندما كان على وشك السقوط في الستينات والسبعينات .. وهي من ستنقد نظام محمد السادس ان حافظ عليها .. لقد تكلم السلطان / الملك عن الملكية المواطنة الضاربة في الجدور باربعمائة قرن ، وتكلم عن الاستحقاقات التشريعية والجماعية لشهر سبتمبر القادم ، معتبرا انها تجسد " عميق الممارسة الديمقراطية ونضج البناء السياسي " . لم افهم هذه الجملة الأخيرة التي حررها محرر الخطاب .. طبعا لقد فضلت تأخير تحليل هذا الجزاء من الخطاب ، نظرا للعلاقة الطردية التي تجمع بين نوع الملكية التي وصفها محرر الخطاب ب " الملكية المواطنة " ، وبين الاستحقاقات الانتخابوية التي ستجري في المملكة / السلطنة في سبتمبر المقبل ... فالانتخابات وليس الانتخابوية ، هي التي تعكس المشهد الحقيقي لطبيعة ونوع الدولة السائدة .. فاذا كانت انتخابات ديمقراطية تتم على أساس دستور ديمقراطي ، يعطي للشعب وليس للرعايا حق الكلمة وحق الاختيار ، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة ، والتركيز على مبدأ الفصل بين السلط الحقيقي .. كانت الدولة التي تجري فيها هكذا انتخابات ، بحق دولة ديمقراطية ، لان من يمارس السلطة من خلال المنتخبين ، هو الشعب القادر على جعل الأغلبية اقلية ، والأقلية اغلبية .. وهذه هي القاعدة العامة التي بنيت عليها الديمقراطية في الأنظمة الديمقراطية .. لكن اذا كان الهدف من العملية الانتخابوية تكريس الستاتيكو والوضع ، بما يحصر السلطة في يد شخص واحد الذي هو السلطان ، الامام ، والأمير ، والراعي الكبير ، وتحويل كل المؤسسات من ( برلمان ) و ( حكومة ) الى ملكيته الخاصة ، بحيث يصبح البرلمانيون بفعل الامر اليومي ، الذي يوجهه لهم الامام السلطان عند افتتاحه دورة الخريف التشريعية ، وهم يلبسون الزي واللباس السلطاني ، وليس الأوربي بمثابة موظفين سامين ، يشرعون لمصالح السلطان ، ولعائلته ، ولأصدقائه ، والمقربين منه .. واذا كان الهدف من ( الحكومة ) ، انْ تصبح بمثابة معول وموظفين سامين في إدارة السلطان ، يسهرون كخدم على تنزيل برنامجه الساقط من فوق جبرا وقهرا ، رغم انْ لا احد صوت عليه ، ولم يشارك في الحملة الانتخابوية التي طرحت فيها الأحزاب برامجها ، التي ستتنازل عنها بمجرد الإعلان عن النتائج الانتخابوية ، لترميها في المزبلة .. فان الدولة التي تمارس هذا النوع من اللعب السياسوي ، لإدامة نظام الحكم الوحيد ، المتعارض مع الديمقراطية حتى في حدودها الضيقة والدنيا .. لا يمكن ان يكون غير نظام غير ديمقراطي .. والسؤال هنا. منذ الستينات والسلطنة تعرف الحملات والدورات الانتخابوية ، وتعرف الدُّور البرلمانية . لكن ما هي محصلة ستين سنة من العمل البرلماني والحكومي ... ونحن نعيش أسوأ فترة لم يسبق للمغرب ان عرفها منذ استقلال " إكس ليبان " .. فحتى الصحراء مهددة بالانفصال .... ان من حرر خطاب السلطان / الملك ، بوصف نوع الملكية بالمواطنة ، يريد إخفاء الحقيقة بأشعة الشمس الساطعة .. فلا يمكن الحديث عن الملكية المواطنة ، والموجود في الامارة مجرد رعايا ، وليسوا مواطنين ، فأحرى ان يكونوا شعبا ، لان الشعب هو الحكم ، وهو التاريخ ، وهو الدولة .. ومن جهة ، فالملكية المواطنة تحتكم في تدبيرها شؤون الدولة ، الى القوانين ، والى المدنية حيث يوجد مواطنون لا رعايا .. ، والحال ان الملكية المواطنة ، تتناقض جذريا مع السلطنة التي هي أساس الحكم والبناء السياسي للنظام في المغرب .. فالتركيز على الامارة ، والامامة ، والرعوية ، لا علاقة له بالملكية المواطنة التي لن تكون غير برلمانية .. ان السلطات التي يعطيها عقد البيعة للسلطان ، تتجاوز السلطات التي شرعها لنفسه في دستوره الممنوح .. ومن ثم فان الانغماس في التقاليد المرعية ، وفي الطقوس التي تمتح من الثقافة المخزنولوجية العتيقة ، لا علاقة لها بما سماه البوليسي الذي حرر الخطاب ، بالملكية المواطنة .. ان افتتاح رئيس الدولة كسلطان وليس كملك ، دورة الخريف التشريعية التي يوجه فيها امره اليومي الى مُشرّعيه ، وهم يلبسون اللباس والزي السلطاني ، وانصاتهم الى خطاب الأمير ، الراعي ، الامام ، السلطان ، ظل الله في ارضه ، وبخشوع .. والانصراف بخشوع دون مناقشة خطاب السلطان الامام .. وان اعتبار الوزراء مجرد موظفين سامين في إدارة الأمير السلطان ، يسهرون على تنزيل برنامج السلطان الذي لم يشارك في حملة انتخابية ، ولم يصوت عليه احد ، وسقط من السماء قهرا وجبرا .. وان مراسيم وبروتوكول البيعة التي تمر بمناسبة جلوس السلطان وليس الملك على كرسي الحكم .. وهم.. الخ يلبسون اللباس الزي السلطاني ، ويركعون حتى الركبة ذليلين ومهانين . وان طقوس الانحناء حتى الركبة وتقبيل يد الملك ، ويد الامراء والعائلة ، وهو تقبيل لا ينجو منه كبار الضباط الذين يركعون حتى الركبة لتقبيل يد احد اسرة الملك ..الخ هو اكبر تكذيب لمحرر الخطاب ، بكون النظام السياسي السائد ، لا علاقة له بالملكية المواطنة ، وانه لا يعدو ان يكون عبارة عن نظام سلطاني كمبرادوري ، نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، نيورعوي ، مخزني اصيل ، وغارق في الثقافة المخزنولوجية التقليدانية .. ففي نظام مخزني متعارض مع الملكية المواطنة ، التي من المفروض ان تكون ملكية ديمقراطية ، وان يكون سكانها شعبا وليسوا مجرد رعايا .. والسلطان لا يعيرهم قيمة ، ولا اهتمام ، كأنهم غير موجودين اطلاقا ، وظهر عدم الاهتمام هذا في مناسبات كثيرة ، مثل طرح حل الحكم الذاتي من جانب واحد ، ودون استشارة ( الشعب ) باستفتاء ، وعندما اعترف السلطان بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة عدد 6539 .. رغما على الرعايا المهمشة .. نتساءل عن الجدوى من تنظيم مسرحية انتخابوية تشريعية ، وجماعية في سبتمبر القادم .. ما دام ان الانتخابات هي نفسها عرفها المغرب منذ بداية ستينات القرن الماضي .. العملية الانتخابوية القادمة ، ستعرف مقاطعة شعبية واسعة ، لم يسبق ان حصلت في تاريخ الاستحقاقات الانتخابوية التي عرفتها السلطنة منذ ستينان القرن الماضي .. فاذا كانت نسبة المقاطعة الشعبية جلية وواضحة ، أتساءل عن المغزى والهدف الذي تجري أحزاب الفدرالية وراه من مشاركتها في عملية انتخابوية ستعرف مقاطعة عارمة .. ماهي القيمة المضافة التي ستضيفها الفدرالية للعملية السياسية اذا دخلت دار البرلمان ، بنائبين ، او ثلاثة نواب ، او حتى خمسة نواب .. والحال ان كل المؤشرات تبين ان الفدرالية بمشاركتها في المسرحية الانتخابوية ، ستتلقى صدمة اكثر من صدمات نتائج الانتخابات السابقة التي حصدتها .. كيف سيكون وضع برلمانيين اثنين ، اذا فازا بكرسيين في دار البرلمان ، عندما يتم استدعاءهم للحضور عند افتتاح السلطان ، الامام ، والأمير دورة الخريف التشريعية .. مع الزامهم بلباس اللباس والزي السلطاني .. والجلوس كخدم مشرعين للسلطان ينصتون تلاوته للأمر اليومي عليهم ... ان بناء النظام السياسي على عقد البيعة ، وعلى امارة امير المؤمنين ، والامامة الكبرى ، هو اكبر كذبة وخدعة ، فشل فيها محرر الخطاب عندما حاول تقديم نظام السلطنة القائم ، بالملكية المواطنة ... والحال ان في نظام السلطنة ، لا يوجد غير السلطان ، والباقي يدخل في ملكيته الخاصة .. وكأننا لا نزال نعيش عصر السلطنة كما عرفها التاريخ المغربي قبل سنة 1912 .. اذن في هكذا نظام . ما الجدوى من تنظيم انتخابات لاختيار مشرعين ، وتكوين حكومة سيصبحان محنطان ومكبلان بطقوس الامارة ، والامامة ، والسلطنة ... في هذه الظرف تبقى المقاطعة كحق دستوري وقانوني ، هي الخيار الناجع لعدم تكرار نفس المسرحية .. لان الانتخابات تجري في دولة ليست ديمقراطية ، لان الديمقراطية هي النقيض الأساس لنظام المخزن السلطاني .. اذن المقاطعة حق ، والتصويت بنعم حق ، والتصويت بلا حق ، ورمي ورقة فارغة او الظهور برميها هو حق .. لكن لماذا أجهزة السلطان تقمع كل من يدعو الى المقاطعة كحق ... ان تجريم حق المقاطعة مزاجيا ، ومن دون نص على ذلك في القانون الجنائي ، هو اعتداء مكشوف على حق اختيار الأشخاص .. وهو حق لا يمكن منعه من دون قانون .. لذا فالوقوف في وجه دعاة المقاطعة ، هو دكتاتورية ناطقة بما فيها . لان الهدف هو تنزيل مشروع السلطان قهرا وجبرا على الرعايا ، أي فرضه بالقوة .. وهذا لعمري يتنافى ، بل انه اكبر فضيحة لما سماه محرر الخطاب عند وصفه نوع النظام السياسي ، بالملكية المواطنة التي لا علاقة لها بنظام السلطنة السائد ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النضال
-
الملك محمد السادس مسؤول اول .. تعرضت لهجوم يقف وراءه البوليس
...
-
تدمير منطقة شمال افريقيا
-
5 غشت 1979 ، اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية
-
الرعايا في الدولة النيوبتريمونيالية ، النيوبتريركية ، النيور
...
-
( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )
-
تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم
-
هل تجري مفاوضات سرية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبا
...
-
هل هو انقلاب في تونس ؟
-
إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
-
هل لعنة نزلت على النظام المغربي ؟
-
هل البوليس السياسي المغربي يتجسس على الملك محمد السادس ؟
-
هل من علاقة بين ( الماك ) جمهورية القبائل الجزائرية ، وقضية
...
-
حين يحاضر سجان المملكة الاول في حقوق الانسان
-
رسالة الراحل خالد الجامعي الى محمد الساسي ، عضو المكتب السيا
...
-
( القضاء ) في دولة أمير المؤمنين
-
التعديل الوزاري الاسباني
-
الحزب الاشتراكي الموحد
-
فدرالية اليسار الديمقراطي
-
قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان
...
المزيد.....
-
نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
-
كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س
...
-
قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون
...
-
مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته
...
-
عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري
...
-
استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا
...
-
مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
-
تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
-
أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
-
غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا
المزيد.....
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
المزيد.....
|