أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - وأبحرت السفينة














المزيد.....

وأبحرت السفينة


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6994 - 2021 / 8 / 20 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنطلقت سفن بحرية أيرانية محملة بزيت المازوت بأتجاه الموانيء اللبنانية لفك أزمة الوقود التي يعانيها لبنان بالفترة الأخيرة , وهي أزمة تكاد تُطيح بالحكومة والدولة اللبنانية . يأتي المازوت الأيراني والدولة اللبنانية على شفى الأنهيار والفوضى , فالحياة شبه متوقفه , لم يبقى لمحطات توليد الطاقة الكهربائية من وقود , المستشفيات تعاني من نقص الكهرباء, وسائط النقل في أزمة بسبب النقص الحاد بالوقود , المصانع الكثير منها توقف , الحياة باتت شبه مشلولة في هذا البلد العربي , ولكن لا دولة عربية نفطية تستجيب لمساعدة لبنان , بل هناك دول نفطيه خليجية تتراقص على معاناة اللبنانيين وتتشمت بهم لأنهم لم يلتحقوا بركب التطبيع مع أسرائيل , كما لا تتجرء أي من هذه الدول بمد يد المساعده الى أشقائهم اللبنانين خوفاً من أمريكا بأعتبار أن ما يحصل , أو مايتعرض له لبنان هو عباره عن سيناريو أمريكي لا يمكن أعتراضة , ولكن الدوله الوحيدة القادرة على تحدي هذا السيناريو وكسره هو أيران , وأثبتت ذلك عملياً حيث جهزت بواخرها بالمازوت وأبحرت الى موانيء لبنان لأنقاذ هذا البلد من أزمته الخانقه . أن محاولة أيران بكسر الحظر الأمريكي ليس هو الأول ولا الآخر فقد أرسلت بواخر الوقود المكرر الى دولة فنزويلا التي فرضت عليها أمريكا حصاراً أقتصادي كوسيلة للأطاحة بالحكومة الأشتراكية التي يقودها الرئيس الفنزولي (نيكولاس مادورو) , هذه البواخر التي مخرت عباب أمواج المحيط الأطلسي متحديه أكبر قوة في العالم , ولكن الموقف الثابت للجمهورية الأسلامية الأيرانية أتجاه أصدقاءها وحلفاءها لا يثنيها مهما كبرت التحديات وصعبت المخاطر , على هذا المنوال لم تقف أيران موقف المتفرج على ما يحدث في لبنان , ولم تترك لبنان لقمه زائغة لأمريكا وأتباعها أن تنال منه ماتُريد أن تناله , وخاصه الوصول به الى درجة من الضعف تحت ضغط الحاجة بأن يستجيب لكل المطالب الأمريكيه والأسرائيلية ومنها التطبيع مع أسرائيل .
أن ما يتعرض له لبنان هي ذات التجربة التي تعرض لها العراق , حيث أرادت الحكومة الأمريكية أن تجعل من الكهرباء أداة لتسقيط الحكومات الغير مطيعة لسياستها , وهذا ما يكشف سر بقاء وضع الكهرباء بالعراق بدون حل لحد الآن , وهذا ما يُفسر قيام الولايات المتحدة الأمريكية بالغاء معاهدة مع الصين يتم بموجبها تزويد العراق بمولدات للطاقة الكهربائية , كما أفشلت أتفاق العراق مع ألمانيا , التي تقوم بموجبها شركة سيمنس الألمانية بأنشاء محطات توليد كهرباء يسد بموجبها العراق حاجته من هذه الطاقة . أن أستراتيجية أمريكا في خلق الأزمات عبر أستراتيجية حدوث الفوضى الخلاقة تمر عبر صناعة أزمة الكهرباء في البلدان التي لا تخضع للأوامر الأمريكية , ونحن العراقيون أكثر من أستخدمت بحقه هذه الآلية لمعاقبته ومحاولة تطويعه لأرادتها . أن أزمة الكهرباء بالعراق منذ السقوط عام 2003 وليومنا هذا مازال مفتاح بيد أمريكا , وعصى تلوح بها أمريكا لكل من عصى من الحكومات العراقية المتعاقبة , المهم مما تظهره الأيام لنا كعراقيين أن ندرك ونشخص عدونا من صديقنا , وأن الأيام والحوادث أثبتت مصداقية سياسة الجمهورية الأيرانية في تعاملها مع أصدقائها , وعدم تخليها عنهم رغم مما تعرضت له من حصار أقتصادي وعلمي وسياسي قاسي يكاد يهدد وجودها , وما وقوفها البطولي مع سوريا ولبنان واليمن وفي أزمتنا مع داعش لخير دليل على صدق مواقفها , في حين أثبت التاريخ وجه أمريكا الزئبقي والمتلون أزاء مَن يركن اليها ويثق بها , ويعتمد عليها , فهي من ركلت بأحذية جنودها المتعاونين معها من العملاء في جنوب فيتنام عندما أرادوا الصعود بطائرات الهروب من البلد بعد أنسحاب أمريكا المذل من فيتنام , وهو شبيه بما حدث بمطار كابل, وهي من تنكرت للشاه عندما أُطيح به على يد الثورة الأيرانية وأشاحت بوجهها عنه , حتى مات كمداً من نكران صطداقتها له , وكل ذلك نسوقه لأجل أن يرعوي بعض العراقين الذين علقوا الآمال على الوجود الأمريكي , وهي بالحقيقة آمال تدل عن سذاجة أصحابها وبساطة تفكيرهم وقصر نظرهم في معرفة السياسة الأمريكية , فهم لا يفهمون ولا يُريدون أن يفهموا أن لأمريكا مصالح دائمة , لا صداقات دائمة , في حين عليهم أن يتعلموا أن هناك أشقاء تربطنا فيهم وحدة الدين والمذهب , وتربطنا معهم حدود طولها يُزيد على الألف كيلو متر , هذا الجار أثبت للقاصي والداني أنه لا ينكث العهد , ووفي بألتزاماته أتجاه من يتحالف معه , وما سوريا واليمن ولبنان وفينزويلا والعراق في أزمة داعش الا دليلاً حياً وشاهداً ماثلاً وساطعاً على ذلك , فالصديق يتبين معدنه في الشدائد والأزمات , وقد ظهرت الأيام حين أدار الرئيس أوباما ظهر المجن لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عندما طلب منه تسليم الطائرات التي سدد ثمنها العراق لكي يقاتل بها داعش الذي أحتل عدد من مدن العراق, ولكن أستجابت القيادة الأيرانية بسرعة فائقة وأتت بالعدة والعدد والمستشارين العسكريين لحماية بغداد من السقوط , في أول أشارة من الحكومة العراقية لها , للأسف هناك من أعمى الحقد الطائفي بصيرتهم , فجعلهم لا يرون الحقيقة كما هي , وهناك من باعوا ضمائرهم فخانوا أوطانهم ودينهم , ولكن على شعوبنا أن تصطفي الصديق والحليف الحقيقي , والذي أظهرت الأحداث والشدائد أصالة معدنه . قل لي من صديقك أقل لك من أنت.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (سيناريو أمريكي واحد لبلدين مُسلِمَين)
- حمية أبو اللبن التي صانت شرف وطن
- وعي التاريخ
- الاله في الديانة اليابانية القديمة 12 (الشنتو)
- الاله في الأديان القديمة في شرق آسيا 11 ج3 ( البوذية, التاوي ...
- الاله في الأديان القديمة في الشرق الأدني 11-ج2 ( البوذية, ال ...
- الاله في الأديان القديمة في الشرق الأدنى 11 ج1 ( البوذية, ال ...
- الاله في الديانة الهندوسية 10 ج3
- الاله في الديانة الهندوسية 9 ج2
- الاله في الديانه الهندوسية (الحلقة 8) الجزء-1
- الاله في الديانة الأيرانية القديمة 7
- الاله في الديانه اليونانية القديمة 5
- الاله في الجزيرة العربية قبل الأسلام -7
- الاله في الحضارة المصرية القديمة-6
- الاله في الحضاره السورية القديمه 4
- الاله في الحضارة السومرية والبابلية
- الأله في الأديان والأقوام البدائيه-2
- الأله في الأديان والأقوام البدائيه
- بهلوانيو لعبة الأدوار
- الكاتب بين الموقف واللاموقف


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - وأبحرت السفينة