أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - حدث ذات مرةٍ في الشرق














المزيد.....


حدث ذات مرةٍ في الشرق


نوفل شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مطلع القرن الماضي، كتب ( روديار كيبلنغ) الأهزوجة الشعبية، التي ذهبت مثلاً سائراً: " الشرق شرق، والغرب غرب، ولن يلتقيا"! ولا نعلم فيما إذا كان برنارد لويس، وريتشارد بيرل، و روبرت ساتلوف قد سمعوا بهذه الأهزوجة أم لا؟ ولكن الذي حصل مؤخراً في أفغانستان هو تجسيد حقيقي لهذه " النبوءة الشعرية".

عندما دخل الجيش الأميركي أفغانستان، قبل عشرين عاماً؛ كان كبير مراسلي ال " بي. بي. سي" (جون تومسون) يغطي هذا الدخول بكثير من الفرح والابتهاج… يا ترى: ما الذي أفرح هذا الرجل؟!

قبل ذلك بأعوام، بعد انهيار الاتحاد السوڤياتي، وتحديداً عام 1995 أعلن المحافظون الجدد أنّ " القرن المقبل سيكون القرن الأميركي". كما أن المفكر السياسي الشهير ( فرنسيس فوكوياما) أطلق عبارته الشهيرة " نهاية التاريخ" أمام أميركا المنتصرة في الحرب الباردة.

يقول الفيلسوف الأسباني ( جورج سانتيانا): " إنّ الذين لا يقرأون التاريخ؛ محكومٌ عليهم أن يكروره". ويبدو بأنّ منظِّري " المحافظين الجدد" وباحثي " معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" ومعهم " صُنّاع السياسة الأميركية" لم يقرأوا تاريخ الشرق بما يكفي، على الأقل بما يكفي من الوقت الذي تستغرقه قراءة أسماء 58 ألفاً ونيف من الجنود الأميركان القتلى في حرب ڤيتنام.

إنّ ما جرى في أفغانستان يعد بأبسط المعايير هزيمة أميركية نكراء، وقد عبرت عن ذلك صحيفة ال( ديلي تليغراف) اللندنية بعنوان ملفت: " الغرب يهرب، وطالبان تتولى" ربما الصحفيون هم الأقرب إلى فهم عقليات الشعراء ونبوآتهم من السياسيين..من يدري!

وزيرٌ بريطاني شبّه ما حدث في أفغانستان بما حدث في العدوان الثلاثي بالسويس. صحيفة ( الغارديان) وصفت سقوط كابل بأنه: " يمثل نهاية الخيال الغربي لما بعد الامبريالية". حتى الصحافة الأميركية قالت ذلك، فقد نشرت ال ( نيويورك تايمز) مقالاً وصف الرئيس الأميركي ( جو بايدن) بأنه " سيدخل التاريخ باعتباره الرئيس الذي أشرف على آخر عمل مُذل بأفغانستان"!

أين ذهب التفوق التكنولوجي؟
أين ذهب القطب الواحد؟
أين ذهب " القرن الأميركي"؟!
من سيكتب " نهاية التاريخ"؟؟

التجارب تقول بأنه لا مكان للكبرياء والتنطعات في عالم السياسة. فالدوافع العسكرية والجيوسياسية؛ التي كانت تحرك بريطانيا و أميركا في الثلاثينيات من القرن المنصرم، هي نفسها التي ستحرك الصين في أفغانستان اليوم ( إن لم تكن قد حركتها). فيكفي أن نعرف بأنّ نصف احتياجات الصين النفطية تستوردها من السعودية والإمارات وعمان والكويت والعراق وإيران. وبدون هذه الاحتياجات النفطية، لن تتمكن الصين من أن تتحول إلى قوة عالمية، وأنها لكي تؤمن هذا النفط لابد لها من حماية ممراتها البحرية والبرية.

إنّ التفاهمات التي توصلت إليها الصين مع باكستان تدل على ذلك، فبعد انتهاء الحرب الباردة، حلّت الهند محل الباكستان لدى الولايات المتحدة الأميركية. دلهي حليفة لواشنطن، وإسلام آباد ( ومعها طالبانها) أقرب إلى بكين، وهذا يعني بأن التنين الصيني على وشك أن يلهب الغرب بجحيمه الحارق.

وبناءً على ما تقدم، نستطيع أن نستشعر مدى الألم الكامن في عبارة زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب الأميركي ( كيڤن مكارثي) عندما وصف طريقة تنفيذ الانسحاب ب " الخطأ الذي سيخيم علينا لعقود"!، وسيكون تصريح دونالد ترمب الأخير ( برغم شهادته المجروحة) بأنّ " ما فعله جو بايدن في أفغانستان أسطوري وسيكون أكبر هزيمة للولايات المتحدة في التاريخ الأميركي" هو " الحصاد المر" للولايات المتحدة الأميركية وحلف شمال الأطلسي… حصادٌ أراق الكثير من الدموع والدماء، و ربما سيعيد تشكيل العالم… حصادٌ حدث ذات مرةٍ في الشرق.



#نوفل_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن بغداد التي - لم تسقط- وأشياء أخرى
- مفارقة التقدم
- إحتقار المرأة في تأريخ الفلسفة ( من سقراط إلى نيتشه)
- خلجات (نص شعري)
- من المادية إلى الميتافيزيقا
- عندما تغدو الشتيمة الجنسية، معياراً للوطنية!
- لانريد وطن- بقيادات دموبة بعثية
- تشرين من الغضب إلى اللطم
- كلمة الملك سلمان، رقصة موت أفريقية.
- حائكُ السجادة الفارسية، يسخرُ من رجل المارلبورو.
- ديمقراطية على طريقة الويسترن الأمريكي
- نوستالجيا وطنية!
- الويل لثقافةٍ تقودها شخصياتٌ بوفارية
- لن ننسى... كيلا يتناسل الشر!
- القرن الأميركي لن يكون أميركياً


المزيد.....




- شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب ...
- حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع ...
- ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف ...
- أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ ...
- واشنطن.. لحظة اصطدام طائرة أمريكية بمروحية عسكرية ومقتل 64 ش ...
- مقابلة الكلب -رامبو- بمصر
- من قائد -تنظيم إرهابي- إلى رئيس انتقالي.. احتفالات في دمشق ب ...
- خلال لقاء مع حماس.. إردوغان يأمل في نجاح المرحلتين الثانية و ...
- -حياتي ليست أقل قيمة-.. غضب في الأرجنتين من خطط ميلي لإلغاء ...
- مقتل 6 أشخاص بهجوم روسي بمسيرة على بناية سكنية في سومي شمال ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوفل شاكر - حدث ذات مرةٍ في الشرق