أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - صراع الديكة: اسباب وخلفيات الصراع المحتدم على زعامة حزب (اوك) في اقلیم كردستان العراق















المزيد.....

صراع الديكة: اسباب وخلفيات الصراع المحتدم على زعامة حزب (اوك) في اقلیم كردستان العراق


صلاح كرميان

الحوار المتمدن-العدد: 6992 - 2021 / 8 / 18 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لایزال الخوف والقلق يسيطران على مجمل الحياة اليومية في مدينة السليمانية وبقية مناطق اقليم كردستان العراق الواقعة ضمن نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني (اوك) منذ الثامن من يوليو/ تموز ٢٠٢١. وكان قد اقدم بافل الطالباني النجل الاكبر للرئيس العراقي الاسبق جلال الطالباني والزعيم المشارك للحزب وفي تحرك غير مسبوق، على طرد المسؤولين المواليين لابن عمه لاهور الشيخ جنكي، الذي يشاركه زعامة الحزب وفق ما رسم لذلك في المؤتمرالرابع للحزب، المنعقد في ديسمبر/ كانون الاول ٢٠١٩، حيث احكم قبضته على وحدة مكافحة الارهاب وجهازالمخابرات المعروف بـ (زانياري)، الذراعان الرئيسيان لسلطة الحزب. اعقب تلك الخطوة الاستباقية، اجبار الشيخ جنكي على التخلي عن كافة مسؤولياته وصلاحياته الحزبية ووضعه امام خيارين؛ اما مغادرة البلاد او المثول امام المحاكم بخصوص الاتهامات الموجهة اليه بتورطه في الفساد وضلوعه في عمليات تهريب عبر المنافذ الحدودية وجرائم اخرى، كابتزاز التجار واصحاب الاعمال وفرض الاتاوات عليهم والايعاز بارتكاب اعمال القتل والاختطاف والتعذيب ضد كل من لاينصاع له.
ماصدر من المؤتمر من التغيرات في هيكلة الحزب بتبنى صيغة الزعامة التشاركية، اثارالشكوك والاستغراب لدى المراقبين السيايين والكثير من اعضاء الحزب نفسه. وفسر الكثيرون الاتفاق على تلك الصيغة ومنذ الاعلان عنه، كحل توافقي للصراع المقنّع من اجل الاستحواذ على زمام الامور والتفرد بزعامة الحزب بين ابناء العمومة.
فيما يحمّل بافل الطالباني ابن عمه الشيخ جنكي والمقربين منه، جميع الاتهامات بالفساد والانتهاكات والممارسات غير القانونية. فان الشيخ جنكي يدّعي بان ماجرى ويجري ضده ليس الاّ انقلاب خطط له وشبهه بمثابة الطعن من الخلف بخنجر مسموم. وصّرح علانية بانها مؤامرة حيكت خيوطها من قبل زعيم الحزب الديمقرطي الكردستاني مسعود البرزاني وبايعاز من السلطات التركية، بسبب مواقفه الواضحة والصريحة المناوئة لسياسة البرزاني وحزبه بشآن القضايا القومية ومايتعلق بادارة الاقليم. الى جانب مايعرف عنه من التعاطف والتعاون مع الحزب العمال الكردستاني وسلطة الادارة الذاتية في المنطقة الكردية في سوريا، الجهتان اللتان تكن لهما انقرة العداء الشديد. وتزامنت تلك الاجراءات مداهمة وغلق مقار ومباني تضم مؤسسات اعلامية ممولة من قبل الشيخ جنكي، مع اصدار اوامر بالقاء القبض بحق عدد من الشخصيات الحزبية التابعين له. فيما تجمهر جمع كبير من الموالين للشيخ جنكي امام منزله لابداء الولاء له وبيان الاستعداد للدفاع عنه بعد ان تسربت اخبار مفادها وجود خطة لمداهمة المنزل والقاء القبض عليه في حالة رفضه الاستسلام للاوامر الصادرة له.
في الوقت ذاته كانت هناك العديد من التحركات والتوسطات بين الطرفين من قبل الاطراف والشخصيات الحزبية والمحايدة من بينهم الرئيس العراقي برهم صالح، اضافة الى اطراف امريكية وايرانية، للوصول الى حل يرضي قطبي الصراع والحيلولة دون تفاقم الوضع و اللجؤ الى استخدام القوة في حسم الامور. الاّ ان لغة التخوين والتهديد وكيل الاتهامات بصورة او اخرى كانت هي الطاغية على المشهد.

مايجدر ذكره هنا، هو ان اشتعال الصراع على زعامة الحزب كان متوقعا منذ رحيل الامين العام للحزب جلال الطالباني سنة ٢٠١٧. فان الاتحاد الوطني الكردستاني الذي تأسس سنة ١٩٧٥ والذي يعد ثاني اكبر الاحزاب السياسية في اقليم كردستان العراق، اخفق في انتخاب خليفة لامين العام للحزب للفترة مابين اعلان وفاة الطالباني ولغاية انعقاد المؤتمر السالف ذكره ولاسباب سنأتي الى ذكرها لاحقا.
فمن اللافت للانتباه، غياب الدورالفعّال للقيادات الحزبية العليا ونأيهم عن التدخل في الصراع الدائر والزامهم جانب الصمت حيال التحديات التي واجهها الحزب والتي باتت تهز كيانه وموقعه ضمن الخارطة السياسية في الاقليم والمنطقة عموما. حيث انه، وفي خضم تلك المجريات لم يبادر اي من المكتب السياسي والمجلس القيادي للاتحاد الوطني الكردستاني، المنبثقين من المؤتمرالاخيرالى اتخاذ خطوات حاسمة لحل الازمة، باستثناء بعض التصريحات المبهمة والاصوات الخجولة من هنا و هناك. مرّد ذلك يعود الى عدة اسباب محتملة من اهمها؛ حالة الذهول التي ينتاب اعضاء المؤسسة الحزبية فيما آلت اليه الاوضاع الداخلية للحزب وبالاخص ما يحصل بين الزعيمين المشاركين لقيادة الحزب بعد ان تمكنا من السيطرة على قمة الهرم في التنظيمي في مؤتمرالحزب الاخير، والذي اعد له السيناريو وهيأت الاجواء اللازمة لانعقاده و رسمت مقرراته مسبقا حسب ما اريد لها ان تكون. حيث جرى كل ذلك في ظل اجراءات امنية واجواء مشحونة لتحديد مسار المؤتمر والتآثير على مقرراته لصالح من يمتلك سلطة المال والسلاح. هذا حسبما صرح به علنا احد الاعضاء السابقين في المكتب السياسي للحزب في مقابلة تلفزيونية مع فضائية NRT مؤخرا.
لابد من الاشارة، انه في ظل احتدام الصراع الدائر والتخندق الناتج عنه لمؤيدي الفريقين، فأن حالات من الترقب والقلق والخوف من توجيه اصابع الاتهام تسيطرعلى الكوادر المتقدمة للحزب، لعدم وضوح الرؤى وما سينجم عنه مستقبل الوضع القائم. يأتي ذلك خوفا على مصالحهم الضخمة وما يتمتعون بها من امتيازات كبيرة وفرها لهم زعيم الحزب السابق جلال الطالباني لكسب ولاءهم واحتواءهم واخضاعهم التام لهيمنته، حيث كانت ولاتزال ادارة الامور المالية والشركات والمصالح الكبيرة التابعة للحزب وواردات النفط والغاز والمنافذ الحدودية كلها كانت تحت السيطرة المطلقة لزعيم الحزب ويتم تعيين المسؤولين عن ادارتها من ضمن افراد عائلته او المقربين اليه.
ويمكن القول ان الثروات المالية الهائلة والمصالح الضخمة هي احد اسباب الصراع المستعير اضافة الى التوريث الحزبي الذي رسم لانتقاله عن طريق المؤتمر.
اضافة لذلك، فان الزعيم الراحل الطالباني الاب كان يتسم بنرجسية فريده وباتباع اساليب ميكافيللية في تعامله مع اعضاء الحزب البارزين. وقد عمد الى تهميش كل من كان له اراء ووجهات نظر لا تتفق مع سياساته او له صفات قيادية قد تشكل خطرا عليه و فضل تقريب من يبدي له الولاء والطاعة. وهؤلاء هم انفسهم يقفون اليوم موقف المتفرج في الصراع الراهن بين ابناء العمومة المتنازعين على الزعامة والثروة المتوارثة. وكان انشقاق نوشيروان مصطفى الشخص الثانى في قيادة الحزب قد جاء لرفضه الاذعان لتلك الاساليب في قيادة الحزب.

نستنتج مما ورد بان الصراع القائم بين بافل الطالباني و لاهور الشيخ جنكي يستمد جذورها من تراكمات الماضي من الممارسات داخل الحزب، حيث ان الفساد المستشري والانشغال بالتجارة وتراكم الثروة وتغليب المصالح الذاتية والفئوية لاعضاء الحزب البارزين والتسيب والابتعاد عن المبادئ والظهور بمظاهرالانتهازية والتملق للاقوى من اجل الامتيازات الشخصية. اضافة اى جعل الاتحاد الوطني الكردستاني حزبا عائليا شّأنه شأن بقية الاحزاب المتواجدة على الساحة السياسية في اقليم كردستان وليس كما يدعّى كونه حزبا اشتراكيا ديموقراطيا. كما وان مفاهيم الوطنية وشعار تغليب المصالح العليا للشعب اصبح بعيدا كل البعد عن واقع الحزب. بل ان الحزب اصبح اشبه بمؤسسة تدير مجموعة شركات ومصالح تجارية كبيرة و تجني ارباحا طائلة وليس حزب يناضل من اجل تحقيق مبادئ سياسية تهدف الى تحقيق امال واماني شعب قدم تضحيات جسام وعانى الامرّين من اجل تحقيق حياة افضل والعيش بحرية وسلام.



#صلاح_كرميان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاطع من قصيدة: الآن، فتاة هي وطني- للشاعر الكوردي الراحل شي ...
- استفتاء كوردستان..مغزى الاندفاع والدوافع غير المعلنة وراء اج ...
- خطاب الی المثقفين العرب - الاخوات والاخوة في التجمح ال ...
- ثقافة الاعتذار و واجب الدولة العراقیة تجاه ضحایا ...
- رئاسة الجمهورية في العراق بين مطلب حزبي واستحقاق وطني
- ضمان الديمقراطية في العراق يحتم الحد من تصعيد التوترات السيا ...
- طالباني وثقافة التخوين
- السبيل الامثل لمساهمة الكفاءات في إعادة بناء العراق*
- سيكولوجية الشتم واللعن
- الاستاذ الجامعي ودور الواقع السياسي والأجتماعي في سماته الشخ ...
- الجذور السيكولوجية لجرائم الابادة الجماعية
- السبيل الامثل لردع تركيا والتصدي لعنجهيتها
- احتضان مجرمي الانفال الى متى و ما الذي يبرره؟
- قرارحكومة اقليم كوردستان و المهام الملحة في قضية ضحايا الانف ...
- حتى انت يا دكتور فائق كَولبي تتمادى في فضح مرتزقة جرائم الان ...
- تفسيرمفتي أستراليا لاسباب الاغتصاب مابين اللحم المكشوف والمس ...
- د. كمال سيد قادر يكشف من داخل سجنه عن ملابسات اختطافه ويدعو ...
- سخط الشارع الكوردستاني يتجلى في قضية كمال سيد قادر يا وعاظ ا ...
- ردا على المدافعين عن قرار معالجة برزان التكريتي
- القوى اليسارية والديموقراطية في العراق: اخفاقاتها، مهامها وم ...


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح كرميان - صراع الديكة: اسباب وخلفيات الصراع المحتدم على زعامة حزب (اوك) في اقلیم كردستان العراق