عبد الواحد بلقصري
الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 16:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إعداد :عبد الواحد بلقصري
باحث في مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة
في الحديث عن قيم المواطنة
في بنية تاريخية المفهوم
مبدأ المواطنة اقتران على حد روبرت دال للممارسة الديمقراطية الراهنة، بإقرار المساواة للبعض أو للكثرة من المواطنين وارتبط هذا المبدا عبر التاريخ بحق المشاركة في النشاط الاقتصادي والتمتع بثمراته والمشاركة الفعلة في اتخاذ القرارات الجـــــــــماعية المــــلزمة وتولي المناصب العامة. وجاء نتيجة إعادة الاعتبار للانسان من أجل كيانه، وبحقه في الحريات منذ قيـــــــــــــــــــام الحكومـــــات الزراعية (وادي الرافدين مرورا بحضارة سومر) ومنظور المسلمين لهذا المفهوم قابله ما يحمله الإسلام من منـــظور إنســــاني ومن مساواة في الحقوق والوجبات إلى جانب مبادئ العدل والقسط والإنصاف حيث أن هذا المفهوم لا وجــــــود له من مقابل في اللغـــــــة العربية. دون ان ننسى أن قيمة السلم اعتبرها الإسلام قيمة أساسية من قيم الجماعة المقابلة لمجتمع المواطنة بالمفهوم النهضوي الأوربي.
المواطنة في الفكر المعاصر
المواطنة Citizen Ship كما تحددها دائرة المعارف البريطانية، وهي علاقة بين فرد ودولة كما يحدها قانون تلك الدولة من واجبات وحقوق مع ما يصاحبها من مسؤوليات، مثل حقه في الانتخاب وتولي المناصب العامة، في نفس الاتجاه موســــــــــوعة الكتـــــــــــاب الدولي تشير إلى أن المواطنة هي عضوية كاملة في دولة أو في بعض وحدات الحكم، هاته الموسوعة لا تفرق بين المــــــواطنة والحكم.
موسوعة كولير الأمريكية أكدت على أن كلمة المواطنة يقصد بها على أنها أكثر أشكال العضوية اكتمالا في جماعة سياسيــــة في اللغة العربية وقواميسها لا نجد لها مقابلا بل هناك العديد من المفكرين كتبوا أعطوا رأيهم في هذا المفهوم، نجد مثلا كتـــاب خالد محمد خالد مواطنون لا رعايا وكتاب فهمي هويدي (مواطنون لاادميون) برهات نجد المفكر برهان غليون الذي أكد على أن كـــل ارتكاس للسياسة إلى مستوى العقيدة دينية أو علمانية، هو حكم عليها بالفناء. إن دعوة الأمم التي تملك مصير العامل تعـــود إلى أبــــــداع المواطنة أي اعتبار المشاركة الواعية لكل شخص دون استناد ودون وصاية من أي نوع في بناء الإطار الاجتماعي وفي نفــــس الاتجاه يذهب المفكر وليد سليمان قلادة في كتابه مبدأ المواطنة حيث أشار صاحب هذا الكتاب إلى وجود أساســـــــين من أســــــــس المواطنة وهما المشاركة في الحكم من جانب والمساواة بين جميع المواطنين من جانب آخر.
ليس غرضي من هاته الخطاطة القصيرة عن مبدأ المواطنة وقيمها هو التشهير بهذا المفهوم ولكن محاولة مني مسائلة واقعـــــــنا اليومي، أي ما وقع هذا المفهوم لدى الدولة ومؤسساتها؟ والنخب؟ والأكاديميين ودراساتهم؟ حيث أن بلدنا اليوم يحتاج اكثــــــــــر الى تكريس المواطنة الفاعلة . وهذا يتطلب منا العمل على التربية على قيم المواطنة تصورا أولا وتربيةوتخطيطا ثانــــــــــــــيا وممـــــارسة ثالثا .
#عبد_الواحد_بلقصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟