أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - المرأة الباكية














المزيد.....


المرأة الباكية


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6990 - 2021 / 8 / 16 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


المرأة هي الضحية الأولى , بالرغم من انها وراء كل عمل عظيم وجميل في الحياة .

" دورا مار" ( 1907 – 1997 ) الفنانة الفرنسيه , شاعره ومصوره و رسامه سرياليه يساريه , صديقة و ملهمة الفنان الاسباني العظيم بابلو بيكاسو.
كانت لهذه المرأة مع " بول إيلوار " دور كبير في اقناع بيكاسو بأن يتخذ موقفاً ضد الفاشيه ابان الحرب الأهليه الأسبانيه عام 1936 فقد كان الأخير يرفض ان يتخذ موقفاً سياسياً من الحرب.
اتخذ بيكاسو موقفاً محايداً من الحربين الكونيتين والحرب الاهليه الأسبانيه , ولم يتحمس أو يفكر ان يحمل سلاحاً ضد اي طرف , عاش في باريس حياة مترفة , اشتهر وأغتنى بسرعة كبيرة من بيع لوحاته التي كانت مرغوبة ومطلوبة لما تتوعده من ثورة جديدة في عالم الفن التشكيلي.
حين تم دعوته الى المشاركه في عمل فني لمعرض باريس العالمي عام 1937 , أحتار هذا الفنان العبقري بأختيار موضوعاً لعمله في المشاركة , حتى حسمت " دورا مار" الموضوع وهي تضع على طاولة مرسمه صورة فوتوغرافية لأثار القصف الوحشي لمدينته الأسبانيه غرنيكا.
ففي العام 1937 قصفت طائرات النازية الألمانية والفاشية الأيطالية مدينة غرنيكا الأسبانيه , فمسحت ثلاث ارباع المدينة وقتلت ثلث السكان وجلهم من النساء والأطفال ,فقد كان غالبية الرجال يحاربون خارج المدينه , هذه الجريمة كانت العنوان الكبير للوحة عملاقه بالاسود والأبيض, انجزها بيكاسو في غضون بضعة أسابيع , لتصبح أشهر لوحة في التاريخ ترسم قسوة و وحشية الانسان وهمجية الحرب. وكانت " دورا مار" تشاركه بالأفكار والنقاشات والأسلوب الفني منذ التخطيطات الأوليه للوحه وحتى انجازها .
شارك بيكاسو بهذه اللوحه في المعرض , وكانت الأشهرمن بين كل الاعمال والأكثر جدلاً , فقد رأى البعض انها غارقة في التجريدية , في حين رأى البعض الآخر انها واضحه ومباشره لحد البروباغاندا! .هذه التحفه التشكيليه استقر بها المقام في معرض مدريد الدائم, يزورها كل عام اربعة ملايين زائر من مختلف انحاء العالم.
حين انتهى بيكاسو من رسم هذه اللوحة الجداريه العملاقه , وصلته رسالة من امه في برشلونه تصف فيها اهوال الحرب , تقول فيها : عيوني دائمة الدموع , من هول القصف والدمار والدخان والرماد .
حينها وفي غضون بضعة أيام , رسم تحفة فنيه خالده أخرى, هي لوحة " المرأة الباكية " وهي تفصيل وتكبير لجزء من لوحة الجورنيكا (المرأة التي تحمل طفلها القتيل والصارخه الى السماء) وتجسيداً لدموع امه.
بطلة هذه اللوحه وملهمته و موديله هي " دورا مار " أيضاً , تصور هذه اللوحه دموع وقهر امرأة اسبانيه استيقضت على القصف الوحشي لمدينتها ومصرع ابنها . لوحه غارقة بالدموع وموجعة لأمراة تعض بأسنانها على منديلها بكل فزع وهي تشاهد الطائرات ترمي حمم النار على مدينتها وتقتل ابنائهم , هي بكاء امرأة مقهورة مفزوعة من طائرات تنشر الموت والدمار , تلك الأم التي ربما لم يسبق لها ان شاهدت طائرة في السماء في كل حياتها الهادئه الوديعه ككل امهاتنا!.
لوحة صارخة بألوانها الفاقعه وبضربات فرشاة غاضبة غارقة بصبغة اللون الكثيف وكأنه اراد ان ينحت وجه المرأة الباكية بدلاً من رسمها.
كانت " دورا مار " فنانة متعددة المواهب ولاتقل عن بيكاسو موهبة و ذكاء بل وكان لها دور كبير في المساهمة بتشكيل وعي بيكاسو وافكاره و توجهاته السياسيه طيلة فترة العلاقه بينهما والتي امتدت قرابة التسع سنوات , ولكنها لم تشتهرمثله لكونها امراة ! , انتهت علاقتها مع بيكاسو بأنهيار عصبي بعد ان وصلت الى حد العنف الجسدي ضدها .
المرأة الباكية من جهه اخرى تمثل العلاقة بين الرجل والمرأة , يقول بيكاسو : ( المرأة الباكية هي دورا مار بالنسبة لي! ) ولكن لـ دورا رأئ آخر فهي تؤكد , (أن كل اللوحات الذاتية التي رسمها بيكاسو لها كانت مجرد أكاذيب. إنها تعبر عن بيكاسو. لا توجد في أي واحدة فيها دورا مار على الإطلاق)
"All (Picasso’s) portraits of me are lies. They re Picassos. Not one is Dora Maar".
كان بيكاسو يتنقل بين النساء ليجد نفسه ويحقق رغباته وليكن موضع اهتمام و رعاية دائمين مثل الطفل , كل زوجاته وصديقاته عرفّن هذه الحقيقة من خلال معاناتهّن من هذه العلاقة!.
يقول بيكاسو بأن .. ( النساء آلات من المعاناة ) , ولكن لم يعترف يوماً بأنه كان جزءاً من هذه المعاناة على الاقل بالنسبه للنساء في حياته .
كانت نرجسيته أقوى من كل أعتراف.


للراغبين في المزيد:
https://en.wikipedia.org/wiki/Dora_Maar
https://en.wikipedia.org/wiki/The_Weeping_Woman
https://www.theparisreview.org/blog/2017/11/09/how-picasso-bled-the-women-in-his-life-for-art
http://www.hasta-standrews.com/features/2017/10/17/suffering-machines-the-weeping-women-of-art
https://www.imdb.com/title/tt12770508/?ref_=ttep_ep7



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الروّاف
- لماذا خلق الله العالم؟
- الحوار المتمدن يرتكب جينوسايد
- وطني حقيبه وانا المهاجر
- جان فالجان وهدهد سليمان
- النعال الأخضر
- غوغل يصَبحْ على عفيفه
- ألقيامه
- الى كلود مونيه .... خواطر انطباعيه
- الروز الاحمر و (ازهار الشر) ....خواطر سرياليه
- احزان يعقوب *
- المقامه الباريسيه
- حنجرة القمر
- صديقي دانغوت الشيوعي
- سلمان بين الباروك والبربوك*!
- الليالي العربيه السوفياتيه
- ما سِرْ العَجّه.. في سوق الشورجه ؟
- * عين واحده .. ام عينانْ
- الاطفال احبابنا ..لا احباب الله
- ازمة الفكر بين الواقع العربي و المنظور الكوني.... ماهو الاخت ...


المزيد.....




- مالية الإقليم تقول إنها تقترب من حل المشاكل الفنية مع المالي ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-المترجمة الغامضة- الموظفة في مك ...
- مصر.. السلطات تتحرك بعد انتحار موظف في دار الأوبرا
- مصر.. لجنة للتحقيق في ملابسات وفاة موظف بدار الأوبرا بعد أنب ...
- انتحار موظف الأوبرا بمصر.. خبراء يحذرون من -التعذيب المهني- ...
- الحكاية المطرّزة لغزو النورمان لإنجلترا.. مشروع لترميم -نسيج ...
- -شاهد إثبات- لأغاثا كريستي.. 100 عام من الإثارة
- مركز أبوظبي للغة العربية يكرّم الفائزين بالدورة الرابعة لمسا ...
- هل أصلح صناع فيلم -بضع ساعات في يوم ما- أخطاء الرواية؟
- الشيخ أمين إبرو: هرر مركز تاريخي للعلم وتعايش الأديان في إثي ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - المرأة الباكية